خطبة عن التسبيح

بقلم الشيخ/ عماد البية


الحمد لله رفع السماء بقدرته وبسط الأرض بقوته واصطفى جبريل لحمل رسالته مصطفى إسرافيل لنفخته واصطفى ميكائيل لكثرته واصطفى ملك الموت لقبضته نبئوني عن العرش وحملته نبئوني عن الكرسي وعظمته نبئوني عن الموت وسكرته نبئوني عن القبر وضمته نبئوني عن الصراط وذلته نبئوني عن الميزان وخفته نبئوني عن آدم وعن كلمات توبته نبئوني عن نوح وسفينته نبئوني عن صالح وناقته نبئوني عن يحيى وسيادته نبئوني عن زكريا وبشارته نبئوني عن قارون لما خرج على قومه في زينته نبئوني عن فرعون وجثمانه وجسده نبئوني عن شعيب وفصاحته نبئوني عن لقمان وحكمته نبئوني عن يوسف وعن إخوته نبئوني عن الصديق ورقته نبئوني عن عمر وشجاعته نبئوني عن عثمان وحيائه وعفته نبئوني عن أسيد وتلاوته نبئوني عن خزيمة وتلاوته نبئوني عن محمد وصدقه وأمانه نبئوني عن محمد وعن مولده وعن بعثته نبئوني عن محمد وهجرته في صحبة وفي زوجه وفي ابنته في مقامه وفي أمته الكل يوم القيامة في شفاعته. وأشهد أن لا إله إلآ الله ينادي على ملائكته يوم القيامة ويقول يا ملائكتي أخرجوا من النار كل من قال لا إله إلا الله يا ملائكتي لا تدخلوا النار عينا غضت عن محارم الله يا ملائكتي لا تدخلوا النار عينا باتت تحرس في سبيل الله يا ملائكتي لا تدخل النار عينا بكت من خشية الله. وأشهد أن سيدنا محمد عبد الله ورسوله الذي كان لا يغفل عن ذكر الله القائل إني استغفر الله وأتوب إليه في اليوم أكثر من 100 مره فمن قال سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر ولا حول ولا قوة إلا بالله غرست له بكل مرة قالها نخلة في الجنة فصلاة وسلاما عليك سيدي يا رسول الله وأرض اللهم عن أبي بكر وعمر وعثمان وعلي
أما بعد لقد تتبعت التسبيح في القرآن الكريم فوجدت عجبا؟وجدت أن التسبيح يرد القدر كما في قصة يونس عليه السلام فقال(فلولا أنه كان من المسبحين لا لبث في بطنه إلى يوم يبعثون) وكان يقول لا إله إلآ أنت سبحانك إني كنت من الظالمين(والتسبيح) هو الذكر الذي كانت تردده الجبال والطير مع نبي الله داؤد عليه السلام فقال سبحانه(وسخرنا مع داود الجبال يسبحن والطير) التسبيح هو ذكر جميع المخلوقات فقال سبحانه(ألم ترى أن الله يسبح له من في السماوات والأرض) ولما خرج–زكريا عليه السلام من محرابه أمر قومه بالتسبيح فقال سبحانه(فخرج على قومه من المحراب فأوحى إليهم أن سبحوا بكرة وعشيا) ودعا موسى عليه السلام ربه بأن يجعل أخاه هارون وزيرا يعينه على التسبيح والذكر فقال (واجعل لي وزيرا من أهلي هارون أخي أُشدد به أزري واشركه في أمري كي نسبحك كثيرا ونذكرك كثيرا) ووجدت أن التسبيح ذكر أهل الجنة قال تعالى (دعواهم فيها سبحانك اللهم وتحيتهم فيها سلام) والتسبيح: هو ذكر الملائكة؟والملائكة يسبحون بحمد ربهم ويستغفرون لمن في الأرض.. حقا التسبيح شأنه عظيم وأثره بالغ لدرجه أن الله غير به القدر كما حدث ليونس عليه السلام اللهم اجعلنا ممن يسبحك كثيرا ويذكرك كثيرا فسبحان الله وبحمده عدد خلقه ورضا نفسه وزنه عرشه ومداد كلماته ولذلك يقول الحق لحبيبه ومصطفاه محمد (وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِهَا ۖ وَمِنْ آنَاءِ اللَّيْلِ فَسَبِّحْ وَأَطْرَافَ النَّهَارِ لعلك ترضى ) فالتشبيح شامل أول النهار وآخره وأناء الليل؟وقال الله في خاتمتي سورة الحجر (ولقد نعلم إنك يضيق صدرك بما يقولون فسبح بحمد ربك وكن من الساجدين واعبد ربك حتى ياتيك اليقين) فالتسبيح شفاء لضيق الصدور.. فنحن نعيش في عالم يعج بالتسبيح (ويسبح الرعد بحمده؛؛–وسخرنا مع داؤد الجبال يسبحن والطير؛؛–تسبح له السماوات والأرض السماوات والأرض ومن فيهن وإن من شيء إلا يسبح بحمده ولكن لا تفقهون تسبيحهم) الصلاه ما هي إلا ذكر..؛ما السبب الذي جعل الله جل وعلا يفرض علينا جميعا الصلاه؟هذه الآية تبين لنا السبب الأساسى قول الله عز وجل (وأقم الصلاه لذكري) ألا وهو ذكر الله؛؛ما خلق الكون كله إلا لذكر الله وما خلق الله الكائنات أنس وجان وجمادات ونباتات إلا لتسبيح وذكر لله ولذلك قال جل وعلا لحبيبه محمد في سورة العنكبوت مخاطبا نبيه الكريم (اتلوا ما أوحى إليك وأقم الصلاه إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر ولذكر الله أكبر) العله ذكر الله؛؛الصيام والحج هو ذكر الله (فإذا أفضتم من عرفات فاذكروا الله؛؛؛ واذكروا الله في أيام معدودات—الفرائض كلهاذكرلله..وما خلقت الجن والأنس إلا ليعبدون..بل إن صلاة الجمعة ذكرلله(يا أيها الذين آمنوا إذا نودي للصلاة من يوم الجمعة فاسعوا إلى ذكر الله وذروا البيع) طيب أنت ما بتذكرش ربنا ده عباده سهله. دا هي أم العبادات دا هي محتاجه شرطين الشرط الأول التلفظ وتحريك اللسان والشرط الثاني استحضار القلب.. عباده سهلة.. الذين يذكرون الله قياما وقعودا وعلى جنوبهم.. لذلك أعد الله الجزاء الأوفى لذاكرين الله والذاكرات (والذاكرين الله كثيرا والذاكرات أعد الله لهم مغفرة وأجرا عظيما) وتوعد الله أصحاب القلوب القاسية اللهية
عن ذكر الله فقال؛؛فويلُ للقاسية قلوبهم عن ذكر الله؛؛إذا أردت أن تكون مع الله فاذكر الله يقول الحق في الحديث القدسي أنا عند ظن عبدي بي وأنا معه إذا ذكرني فإن ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي وإن ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خير من ملئه وإن أتاني يمشي أتيته هرولة أو كما قال البر لا يبلى والذنب لا ينسى والديان لا يموت أعمل ما شئت فكما تدين تدان واستغفروه إنه كان غفورا رحيما. الخطبة الثانية الحمد لله الذي له ما في السماوات وما في الأرض وما بينهما وما تحت الثرى وإن تجهر بالقول فإنه يعلم السر وأخفي الله لا إله إلآ هو له الأسماء الحسنى وأشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا عبده ورسوله اللهم صلى عليه وعلى أصحابه صلاة دائمة ما دامت السماوات والأرض. أما بعد ولذلك كان الأعراب عن ذكر الله سبب في الضنك الذي نعيش فيه (ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشةَ ضنكا؛ونحشره يوم القيامة أعمى قال ربي لما حشرتني أعمى وقد كنت بصيرا قال كذلك أتتك آياتنا فنسيتها وكذلك اليوم تُنسى) وقال سبحانه ألا بذكر الله تطمئن القلوب.. القلب يطمئن بذكر الله؟ولذلك قال أهل اللغة فيها حصر وقصر وهذا دليل إنه ليس هناك اطمئنان للقلب إلا بذكر الله.. الذاكرون لهم قبول عند خلق الله لأنك حينما تذكر الله يذكرك في الملأ الأعلى والحديث واضح يا ملائكتي إني أحب فلان فأحبوه فيوضع له القبول في الأرض… استمع إلى قصة الحسن البصري كان إماما في التابعين. في عصر الحجاج بن يوسف الثقفي فلما بلغَ أحد الناس الحجاج بأن الحسن البصري يخطيء ويغلط في حقه. فبعث إليه واعتقله ثم بعد ذلك أمر بقتله.. يقتل الحسن البصري وجمع الناس واستعد السياف بقطع رقبة الحسن البصري هذا الرجل العابد الزاهد. فلما دخل الحسن البصري على الحجاج تمتم بكلمات لم يسمعها الحجاج ولم يسمعها أحد ولكن سمعها البواب أخذ باله أن الحسن البصري دعا بدعاء ولما دخل على الحجاج وكان الحجاج إذا قال شيء لم يرجع فيه أبدا فلما قال الحسن هذه الكلمات قام الحجاج من على كرسيه وأتى له بطعام وجاء له بملبس جيد ثياب جيد وقام بتعطير هذا الرجل وقام بإخلاء سبيله ماذا حدث؟من الذي يستطيع أن يغير الكون في لحظة ؟واحدة هو الله بعد أن توحد الله تمتم الحسن بكلمات لم يسمعها أحد إلا الحاجب جعلت الحجاج يُطعمه ويُلبسه ويُجلسه ويعطرهُ ويُخلي سبيله فقال الحاجب والله ماني سايبه.. ثم تتبع الحسن البصري ثم قال له بالله عليك يا إمام ماذا قلت فقال لقد توجهت إلى الله وأنا مُحب لله والله يُحبني وأنا أعلم ذلك. فقلت يا ملازى في كربتي.يامغيثى فى وحشتى.ابدل غضب الحجاج علىَ بردا وسلاما؛؛كما أبدلت النار بردا وسلاما على إبراهيم..ولذلك إياك أن تترك ذكر الله..ندعوا الله سبحانه وتعالى.أن يجعلنا من الذاكرين الله كثيرا والذاكرات وأن يشفع فينا الحبيب محمد اللهم أرنا الحق حقا وأرزقنا اتباعه وأرنا الباطل باطلا وأرزقنا اجتنابه اللهم اجعل في شبابنا عفة يوسف واجعل في بناتنا طهارة مريم واجعل آخر كلامنا من الدنيا لا إله إلا الله محمد رسول الله وأقم الصلاه إن الصلاة كانت على المؤمنين كتابا موقوتا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.