بقلم الشيخ / عماد البيه
إن الحمد لله نحمده تعالى ونستعينه ونستهديه ونستغفره ونتوب إليه ونعوذ بالله العظيم من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهد ه الله فهوالمهتدى ومن يضلل فلن تجد له وليا مرشدا أحمده تعالى حمد الشاكرين وأعوذ برضاك من سخطك وأعوذ بمعافتك من معاقبتك وأعوذ بك منك جل وجهك لا أحصى ثناءا عليك أنت كما أثنيت على نفسك فلك الحمد حتى ترضى.. وأشهد أن لا إله إلا الله جعل الزواج سنة من سننه في خلقه. فقال سبحانه (ومن كل شيء خلقنا زوجين اثنين) وسمى الزواج أو سمى عقد الزواج ميثاقا غليظا فقال وأخذنا منكم ميثاقا غليظا.. وهذا يدل على أهمية الزواج.. لقد امتن الله سبحانه وتعالى أن جعل بين الرجل والزوجة مودة ورحمة. فقال (ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون) ٢١ الروم. وأشهد أن سيدنا محمد رسول الثقلين وإمام الحرمين وصاحب القبلتين وصاحب الرحلتين وحبيب رب المشرقين والمغربين وجد الحسنين القائل في الحديث الذي رواه البخاري الروايه سيدنا عبد الله بن مسعود قال قال لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج فَإِنَّهُ أَغَضُّ لِلْبَصَرِ وَأَحْصَنُ لِلْفَرْجِ، وَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَعَلَيْهِ بِالصَّوْمِ، فَإِنَّهُ لَهُ وِجَاءٌ)) أي فإنه له حافظ فصلاة وسلاما عليك سيدي يا رسول الله أجمل منك لم ترى قط عيني وأحسن منك لم تلد النساء خلقت مبرأ من كل عيب كأنك قد خلقت كما تشاء. أما بعد. الحكمة من تشريع الزواج في الإسلام ليس المقصود منه قضاء الشهوة الجنسية فحسب بل الغرض أسمى من ذلك وهي العفة بين الزوجين إذ أن كلا منهما يقضي وطره في الحلال.. والحديث الذي بين أيدينا فإن الزواج يساعد على غض البصر وإحصان الفرج وراحة النفس لأن الزواج سكن كما وصفه رب العزة سبحانه وتعالى فقال (ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون) ما فيش زواج حفاظ على النوع الإنساني من الفناء وتقوية لبناء الأمة فقد قال المعصوم محمد تزوجوا الودود الولود فإني مكاسر بكم الأمم. رواه أبو داوود. ولذلك قال الإمام الغزالي في إحياء علوم الدين في الزواج فوائد خمسة وهي 1-الولد 2-وكسر الشهوة 3-وتدبير المنزل 4-وكثرة العشرة. ومجاهده النفس بالقيام بهن. ومن أجل تحقيق حكمة الزواج حرم الإسلام كل الصور على غير ما شرع الله كالسفاح واتخاذ الاخدان. وزواج المتعة. والمحلل وهو التيس المستعار كما وصفه الحبيب محمد. وقد أمر الإسلام بتيسير الزواج وعدم المغلاة في المهور. انظر إلى المرأة التي جاءت إلى رسول الله لتهب نفسها لرسول الله صلى الله عليه وسلم فنظر إليها رسول الله ولم يُجب عليها فلما رأت المرأة أن رسول الله لا يقضي فيها قام رجل وقال يا رسول الله إن لم يكن لك بها حاجة فزوجنيها فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم هل عندك شيء قال لا والله يا رسول الله فقال له رسول الله إذهب هل تجد شيئا قال لا والله يا رسول الله فقال له الحبيب محمد أنظر ولو خاتما من حديد فذهب ثم رجع فقال لا والله يا رسول الله فقال هذا إزاري قال له الحبيب محمد وماذا تفعل بإزارك فقال له رسول الله ماذا معك من القرآن؟فقال سورة كذا وسورة. كذا قال له أتقرأها على ظهر قلب قال نعم يا رسول الله قال إذهب فقد ملكتها بما معك من القرآن.. رواه البخاري.. وقد حث الإسلام على عدم الوقوف في سبيل الزواج متى تيسر ذلك فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا جاءكم من ترضونه دينا وخُلقا فزوجوه ثلاث مرات. رواه الترمذي. فقد خطب أبو طلحة رضي الله عنه أم سليم فقالت يا أبا طلحة ما مثلك يرد ولكنك رجل كافر وأنا مسلمة ولا يحل لي أن أتزوجك فإن تُسلم فذاك مهري ولا أسألك غير فأسلم فكان ذلك مهرها فكانت أكرم النساء مهرا.. تزوجت بقول لا إله إلا الله محمد رسول الله.. وعن أبي هريره رضي الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاثه حق على الله عونهم المجاهد في سبيل الله والذي يريد الاداء. والناكح الذي يريد العفاف. وكما وضع المعيار في الرجل وهو الدين جعله أيضا في المرأة فقال في الحديث الذي رواه أبو هريرة من رواية البخاري تنكح المرأه لأربع لمالها ولحسبها ولجمالها ولدينها فاظفر بذات الدين تربت يداك وعندما جاء رجل إلى الحسن فقال له قد خطب ابنتي جماعة فمن أزوجها قال ممن يتق الله فإن أحبها أكرمها وإن أبغضها لم يظلمها.. إن الإسلام لا ينكر المال أو يرفضه لانه خير ولا ينكر الجمال لأنه نعمة ولا الحسب ولا النسب لأنهما شرف فالرسول صلوات الله وسلامه عليه تزوج السيدة خديجة بنت خويلد وقد جمعت كل ذلك.. وفي حجه الوداع قال رسول الله استوصوا بالنساء خيرا فإنهن عوان عندكم ليس تملكون منهن شيء غير ذلك إلا أن يأتينا بفاحشة مبينة فإن فعلنا فاهجروهن في المضاجع واضربوهن ضربا غير مبرح فإن أطعنكم فلا تبغوا عليهن سبيلا إن لكم من نسائكم حقا ولنسائكم عليكم حقا فأما حقكم على نسائكم فلا يطئن فراشكم من تكرهون ولا يأذن في بيوتكم لمن تكرهون إلا وحقهن عليكم أن تحسنوا إليهن في كسوتهن وطعامهن. وقد سئل حكيم عن خير النساء فقال هي التي ترضي زوجها وتدلل زوجها ولا تفارق بيتها وتصلي خمسها ولا تخرج سرها ولا يرى نعلها ولا يسمع صوتها. البر لا يبلى والذنب لا ينسى والديان لا يموت أعمل ما شئت فكما تدين تدان أو كما قال التائب من الذنب حبيب الرحمن ادعوا الله وأنتم موقنون بالإجابة.
الخطبة الثانية الحمد لله غافر الذنب وقابل التوب شديد العقاب ذى الطول لا إله إلا هو إليه المصير وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله اللهم صل عليه وعلى أصحابه صلاة دائمة ما دام السموات والأرض أما بعد فيا إخوة الإيمان والإسلام لقد أوصى الله سبحانه وتعالى بالمرأة في جميع أطوارها أوصى بها وهي أم أوصى بها وهي أخت أوصى بها وهي إبنه أوصى بها وهي زوجة وجعل في القرآن الكريم سورة كاملة تسمى بصورة النساء وهذا من رحمة الله سبحانه وتعالى بهن وبعد ذلك كله يقول أعداء الإسلام إن الإسلام أهان المرأة أقول لهؤلاء أنتم الذين أهنتم المرأة وخدشتم حياءها وأخرجتموها للعمل أنتم الذين ضيعتم حقوق المرأة أنظر إلى هذه المرأة التي لم تكن تعلمت في الجامعة أوصت إبنتها ليلة زفافها فقالت أم لابنتها ليلة زفافها وهي تودعها أي بنيه إنك قد فارقتي بيتك الذي منه خرجتي ووكرك الذي فيه نشأتي إلى وكر لم تألفيه وقرين لم تعرفيه. فكوني له أمه يكن لك عبدا وأحفظي له عشر خصال يكن لك زخرا فأما الأولي والثانية فالصحبة بالقناعة والمعاشرة بحسن السمع والطاعة وأما الثالثة والرابعة فالتعهد لموقع عينيه والتفقد لموضعي أنفه فلا تقع عيناه منك على قبيح ولا يشم منك إلا أطيب ريح والكحل أحسن الحسن الموصوف والماء والصابون أطيب الطيب المعروف وأما الخامسة والسادسة فاتفقد لوقت طعامة والهدوء عند منامه فإن حرارة الجوع ملهبة وتنغيص النوم مكربة وأما السابعة والثامنة فالعناية ببيته وماله والرعاية لنفسه وعياله وأما التاسعة والعاشرة فلا تعصين له أمرا ولا تفشين له سرا فإنك إن عصيت أمره أو غرت صدره وإن أفشيتي سره لم تامني غدره ثم بعد ذلك إياك والفرح حين إكتئابه والإكتئاب حين فرحه فإن الأولى من التقصير والثانية من التكبير وأشد ما تكوني له تعظاما يكون لك إكراما ولن تصلي إلى ذلك حتى تؤثري رضاه على رضاك وهواه على هواك فيما أحببت أو كرهتي والله يصنع لك الخير وأستودعك الله.. اللهم أرنا الحق حقا وأرزقنا إتباعه وأرنا الباطل باطلا وأرزقنا إجتنابة اللهم أجعل في شبابنا عفة يوسف وانبت بناتا نباتا حسنا يا ارحم الراحمين اللهم باعد بيننا وبين خطايانا كما باعدت بين المشرق والمغرب اللهم أحسن خاتمتنا في الأمور كلها وتقبل منا صالح الأعمال وأقم الصلاة إن الصلاة كانت على المؤمنين كتابا موقوتا