بقلم / عاشور كرم
إن الشرع أباح للرجل أن يتزوج أكثر من واحده حتى يصل زواجه من أربعة على ذمته فلا يجوز له الزياده عن الأربعة فقط فالفقهاء أجمعوا أنه لا خلاف في ذلك على أن تطبيق ذلك بشروط معينة وهذه الشروط هي عدم زواج الرجل أكثر من أربعة في وقت واحد ،
المقدرة علي الإنفاق : أن يكون الزوج قادرا على الإنفاق لجميع زوجاته ويكون لديه القدرة علي الإنفاق عليهم فإن كانت لديه القدرة فلا خلاف في ذلك طالما هوقادر على الإنفاق وذلك لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم (( يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءه فليتزوج))
العدل : علي الزوج أن يعدل بين زوجته في الإنفاق والمبيت وحسن المعاشرة فإذا كان العدل غائب على الرجل لا يتزوج إلا واحدة فقط وذلك لقوله تعالى :(( وإن خفتم ألا تعدلوا فواحدة أو ما ملكت أيمانكم ذلك أدنى ألا تعدلوا)) والمقصود بالعدل ليس المساواة في العاطفة والمحبة والميل القلبي لأن كل هذه الأمور فطرية قلبية لا يقدر أي إنسان التحكم فيها لقول: الله تعالى (( لا يكلف الله نفسا إلا وسعها )) ومع ذلك فإن الدين الإسلامي حظر الرجل من الميل الشديد إلى إحدى الزوجات دون الأخرى ليصل بذلك الى درجه الإهمال أو يترك زوجته كالمعلقة لأنها تتمتع بحقوق الزوجة الأخرى فتكون الزوجه لا هي مطلقة ولا هي تتمتع بحق الزوجيه ولذلك يقول : الله تعالى :
((وَلَن تَسْتَطِيعُوا أَن تَعْدِلُوا بَيْنَ النِّسَاءِ وَلَوْ حَرَصْتُمْ ۖ فَلَا تَمِيلُوا كُلَّ الْمَيْلِ فَتَذَرُوهَا كَالْمُعَلَّقَةِ ۚ وَإِن تُصْلِحُوا وَتَتَّقُوا فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ غَفُورًا رَّحِيمًا ))
أن يكون الرجل قادرا بدنيا وصحيا لمقدرته على الجماع بزوجاته
على الرجل ألا ينشغل بزوجاته وأمور حياته ونفسه وإهماله أمور دينه وعقيدته فيقصر في حقوق الله عليه
يجب على الرجل عند التعدد أن لا يكون هناك صله قرابة بين الزوجات حتي لا تحدث اضطرابات بين الزوجات وذلك منعا لقطع صلة الأرحام وانتشار العداوة والبغضاء بين الأقارب وذلك لقوله صلى الله عليه وسلم ((لا يجمع بين المرأة وعمتها ولا بين المرأة وخالتها ))
على الرجل أن يكون عنده مقدر على حمايه نفسه
الحكمة من تعدد الزوجات
إن الدين الاسلامي عندما أباح تعدد الزوجات كان من وراء ذلك حكمه وهي الرأفه والرحمة بالمرأة حتى لا يفوت قطار العمر بها دون زواج أو تكون أرمله أو مطلقة وهذا كله لصالح عفة المرأة في ظل مغريات الحياه لأن عدد النساء أصبح يفوق عدد الرجال بالمجتمع ،
الاتاحة للزوج من إشباح حاجاته من الذرية عند عقم الزوجة أو مرضها أو امتناعها عن الإنجاب فالرجل في حاجة إلي الذرية بحكم فطرته فعندما يتزوج الرجل بأخرى خير وأفضل من طلاق زوجته الأولى وتشرد أولادهما وهذا من أهم فوائد تعدد الزوجات
تقويه تلاحم المجتمع الإسلامي وتماسكه وسلامة بنيانه وزيادة ذرية الأمة الإسلامية في الزواج ،
ضمان اجتماعي للنساء وخاصه المطلقات والأرامل التي يفقدن من ينفق ويشفق عليهن فيجدن الزوج الذي يسد حاجتهن ،
فإن الحكمة من التعدد أيضا هو الأمن في عدم انتشار الجرائم الأخلاقية وتعرض الرجل إلي الفتن والبغاء
كما أنه لابد على الرجل عند الزواج بزوجة أخرى يستوجب عليه رعاية الأطفال عند مرض الزوجه
كما يعمل التعدد على زياده الروابط الاجتماعيه بين المجتمع والحكمه من التعدد هو صون النساء والإنفاق عليهن في حاله زياده الشهوة لدى الرجل عندما لا تكفيه إمرأة يتزوج بأخرى
كما يساعد على تجنب الفحشاء والمعاصي وحمايه الرجل من ارتكاب الرذيلة
وأيضا الحكمه من التعدد إذا كانت الزوجه عقيمه لا تنجب ولا تقدر على الإنجاب فعلي الزوج أن يتزوج بأخرى وذلك يكون بالمحبة والمودة بين الزوجين فلا يمكن حرمان الزوج من زوجته ولا يمكن حرمان الزوج من الذرية والتي هي من أساسيات الزواج
علاج مرض الزوجه عندما تكون المرأة ليس عندها المقدره على معاشره الزوج والزوج يرغب في بقائها معه من باب الإخلاص والعشره فالتعدد يكون أفضل لاشباع رغباته والحفاظ على زوجته
إن قضية السفر بين البلاد في الحصول على المال أو للعمل من مكان لمكان لمده طويلة قد يطول عدة شهور وصعوبة عيش الرحل بمفرده وعدم مقدرته على أخذ زوجته وأبنائه معه فعليه الزواج ليحصن نفسه ويعفها
والتعدد أيضا يأتي ليصل صلات الأرحام وكفالة الأيتام فالرجل يلجأ للزواج عندما يتزوج من إحدى اقربائه الذين توفى زوجها وذلك لرعتها اجتماعيا والمحافظه عليها وعلى أطفالها الأيتام فيتزوجها لرعايتهم وحمايتهم وتربيتهم