بقلم / محمـــد الدكـــروري
إن الإسلام فرض علينا حقوق وواجبات ومن هذه الحقوق هو حق الطفل علي أسرته من الوالدين لقد ضرب لنا الرسول الكريم صلي الله عليه وسلم أروع الأمثلة في التعامل مع الأطفال، وهذا ما حدث مع حفيديه الحسن والحسين، فعن عبد الله بن شداد، عن أبيه قال خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم في إحدى صلاتي العشي، الظهر أو العصر، وهو حامل الحسن أوالحسين، فتقدم النبي صلى الله عليه وسلم فوضعه، ثم كبّر للصلاة، فصلى فسجد بين ظهري صلاته سجدة أطالها، قال إني رفعت رأسي، فإذا الصبي على ظهر رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو ساجد، فرجعت في سجودي، فلما قضى رسول الله صلى الله عليه وسلم الصلاة، قال الناس يا رسول الله.
إنك سجدت بين ظهري الصلاة سجدة أطلتها، حتى ظننا أنه قد حدث أمر، أو أنه يوحى إليك، قال “كل ذلك لم يكن، ولكن ابني ارتحلني أي ركب على ظهري، فكرهت أن أعجله حتى يقضي حاجته” رواه النسائي، وإن من أهم حقوق الطفل في الإسلام، هو اختيار الأم الصالحة له قبل يولد، فقد حرص الإسلام على أن تنشأ الأسرة في الأساس بزوج تقي وزوجة صالحة، وفي ذلك أمر النبي الكريم صلى الله عليه وسلم الزوج باختيار الزوجة الصالحة ذات الدين، فقال صلي الله عليه وسلم ” تنكح المرأة لأربع لمالها ولحسبها ولجمالها ولدينها فاظفر بذات الدين تربت يداك” وكذلك فإن من حقوق الطفل تجاه أسرته هو اختيار الإسم الحسن للطفل فيجب عليك أيها الأب وأيتها الأم.
أن تختار لابنك الاسم الحسن، وهذا من واجب الابن عليك، ولا تختار له اسما يعير به وينادى به في الحياة وينادى به يوم العرض الأكبر، فعن أبي الدرداء رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال “أحسنوا أسماء أبنائكم فإنهم يدعون بها يوم القيامة” أو كما قال صلى الله عليه وسلم “يوم يجمع الله الأولين والآخرين في صعيد واحد، يسمعهم الداعي وينفذهم البصر وينادى أين فلان بن فلان؟ فيقوم على رءوس الأشهاد، فالواجب اختيار الاسم الحسن” واعلمي أيتها الأم الطيبة، أن تربيةَ الأولاد وصلاحهم واستقامتهم، بعد إرادة الله، متوقف على حركات وسكنات الأبوين، على أقوالهم وأفعالهم، فالأبناء والبنات من الصغر يرقبون أخلاق الأبوين، ويرقبون كلامهم وتصرفاتهم كلها.
يرقبون أحوال الأبوين، فالأبناء والبنات إن تربوا في أحضان أب يخاف الله، وأمّ تخشى الله، نشؤوا على ذلك الخلق الكريم، فالأبناء والبنات أمانة فى العنق سيسألك الله عنهم يوم القيامة، إن رعيتهم حق الرعاية أصبت، وإن خنت الأمانة وضيّعت فالله لا يحب الخائنين، فعوّد الأبناء والبنات على كل خير، وعوّد الأولاد على المحافظة على المسجد، عوّدهم على إقام الصلاة والعناية بها، حُثهم على مكارم الأخلاق، وحثهم على البر والصلة، وحُثهم على إفشاء السلام وطيب الكلام، رغبهم في حسن المعاملة، حبب الصدق إلى نفوسهم، وكرّه الكذب إلى نفوسهم، حبب إليهم الأقوال الطيبة، وكرّه لهم الأقوال البذيئة، علمهم حسن التعامل مع الآخرين مع الأهل ومع الجيران والأرحام.
حثهم على المكارم والفضائل لينشؤوا النشأة الصالحة الطيبة المباركة، فإن هؤلاء الأولاد متى أحسنت تربيتهم نلت بهم السعادة في الدنيا والآخرة، واسمع نبيّك صلى الله عليه وسلم إذ يقول “إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث، صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له”