مصر 60 :
قال “نبيل أبوالياسين” رئيس منظمة الحق الدولية لحقوق الإنسان، والباحث في الشأني العربي والدولي، في بيان صحفي صادر عنه يوم «السبت» للصحف والمواقع الإخبارية عقب القمة العربية التي إنعقدت ظهر اليوم، إن الشعوب العربية والإسلامية سئمت من موقف قادة الدول التي تقوم بإدارة دولها والصمت المميت الذي إستمر أكثر من ثلاثين يوماً يذبح فيها الشعب الفلسطيني ولاسيما نساء وأطفال”قطاع غزة” بشكل يومي وعلى الهواء مباشرةً شاهدة العالم بأسرة، دون أن يحرك ساكناً كما يشاهد العالم بما تقوم به أمريكا وشركاتها من الغرب الذين يتشاركون الإبادة الجماعية وجرائم التي ترتكب بحق الشعب الفلسطيني ، في ظل عجز كامل وغير مبرر لمجلس الآمن وجميع المنظمات الدولية التي أصبحت رهينة الولايات المتحدة الأمريكية ودول الغرب.
وأضاف”أبوالياسين” أن الولايات المتحدة الأمريكية ودول الغرب جعلوا من العالم نادي للجرائم الدولية، وقدموا شهادة وفاة الآمم المتحدة، ومجلس الآمن الدولي وجميع المنظمات الدولية التابعة لهم، فضلاًعن؛ أنهم داسوا بأقدامهم على القانون الدولي دون النظر للعالم بأسرة وكأنهم عصابة يهددون الجميع، من خلال الإستهتار والإستهانة بحياة العرب والمسلمين بشكل سافر وغير مقبول، وعندما يتم دعم الإحتلال المجرم بالسلاح والمال ليقوموا بجرائم ضد الإنسانية في قطاع غزة خاصة وكافة الأراضي الفلسطينية عامة، ويتم قتل الأطفال والنساء والمدنيين العزل، بطريقة بشعه لا تقبلها كافة الأديان السماوية”الإسلامية، والمسيحية، واليهودية”، ولا يقف إجرامهم عند القتل الوحشي والدمار الواسع للبنية التحتية فقط، بل يقوموا بقطع المياة والغذاء والوقود وكافة المساعدات عنهم والذي يعُد في مضمنة إنتهاك صارخ لحقوق الإنسان والإنسان الذي ما كانوا يتشدقون بها ليلاً ونهاراً.
مضيفاً: أنه يجب على أعضاء الدول العربية والإسلامية مشتركين بتوصية من جميع الأعضاء الذين إجتمعوا في القمة العربية بالرياض يوم “السبت” وغيرهم ممن لم يحضروا هذه القمة بعد الإنتهاكات الصهيونية التي تخطت حدود جرائم الحرب وتجاوزتها بمراحلها التي لم نشاهدها على مدار التاريخ، وملاحقة قادة الكيان الصهيوني، وكل شاركهم بالدعم والتحريض كمجرمي حرب بالمحافل الدولية،
ودعوة كافة الحكومات والبرلمانات العربية والمسلمة لإتخاذ خطوات جادية تليق بغضب الشعوب العربية والإسلامية في كسر الحصار ورفض التطبيع شكلاً وموضوعاً، وإغلاق الأجواء العربية والإسلامية وأراضيها أمام أي إستخدام في أية عملية ضد الفلسطينيين.
وعن القمة العربية الإسلامية عبر “أبوالياسين” قائلاً: إن قرار دمج القمة العربية فى القمة الإسلامية قرار قد يجانبه الصواب، فإن القضية الفلسطينية قضية شعوب عربية وأمن قومي عربي فى المقام الأول، وكان يجب أن يكون رد الفعل العربي أولاً: وأن تعقبها بعد ذلك قمة إسلامية
لذا؛ يجب أن يكون رد الفعل العربي الأول جزءً من رد الفعل ” الإسلامي ” حتى لايضع القضية فى أطار دينى ولا يخدمها، لأن القضية الفلسطينية هى في الأساس قضية تحرير شعب ووطن
تحت الإحتلال وليست خلافاً عقائدياً وهذا يعتبر رأي شخصي كمدافع عن حقوق الإسنان وباحث في القضايا العربية والدولية ومتابع وقارئ للوضع عن كثب.
وطالب”أبوالياسين” في بيانه الصحفي الحكومات العربية والإسلامية والقطاعات الخاصة وصناديق التنمية بإنشاء صندوق إعادة إعمار غزة، كما طالب؛ الحكومات وغرف التجارة ورجال الأعمال لتفعيل المقاطعة للكيان الصهيوني،
و ملاحقة أي حالات نشاز من التواصل مع الإحتلال تطبيقاً لمرسوم إعلان الحرب مع العصابات الصهيونية،
مطالباً؛ وزارات الصحة لتكُما الدول لترتيب إستقبال المصابين خاصةً من الأطفال والنساء في في جميع الدول العربية ولاسيما؛ دول الجوار، ورفض كافة أشكال التطبيع وعدم التوقيع على أي بيانات مشتركة مع أي دولة صديقة تتضمن أياً من صور التطبيع.
وفي نفس السياق تواصل”أبوالياسين” في بيانة الصحفي، حيثُ قال: إن
الداني و القاصي يعلم أن الشعب الفلسطيني فى غزة تتم حالياً إبادتةُ بالمخالفة لكل إلتزام انسانى وقانوني وتحت سمع ونظر مجتمع دولي عاجز تماماً، وجميع منظمات الآمم المتحدة وغيرها من المنظمات الإنسانية تستغيث دون جدوى والشعوب فى كل مكان تنتفض دون طائل، تجاة هذا الإجرام اللا إنساني من الكيان الصهيوني بمساعدة وأشنطن والغرب الذين يعرقلون أي مساعي لوقف إطلاق النار حتى يتم إبادة الشعب الفلسطيني بأكملة، ونحن كشعوب عربية وإسلامية نبحث عن حكوماتنا المسئولة عن حمايتنا فلا نجدها، وطبيعي من حقنا بل واجبنا ان نتساءل: أين انتم؟ ولماذا لا نسمع منكم أو عنكم؟ لأكثر من “30” يوماً يذبح فيها أشقاءنا في فلسطين في بث مباشر يشاهدة العالم بأسرة، هل فقدتم القدرة علي إتخاذ أي إجراء إنسانى من أجل شعب عربي ومسلم أنتم ملتزمون أخلاقياً قبل أن يكون قانونياً بحمايته؟.
متواصلاً: وإذا لم تكن لديكم هذه القدرة فما هي الجدوىّ من قمتكم “الطارئة” التي تم عقدها اليوم”السبت”بعد أكثر من شهر من بداية المجازر وبعد أن تكون إسرائيل قد قاربت على الإنتهاء من تصفية أهلنا في غزة؟، وفي ظل كل هذا
تبدو الموقف الظاهر واضحة أمام العالم بفشل الهجوم الإسرائيلي في تدمير المقاومة الباسلة، و فشل الى حد كبير هدف محاصرة مدينة غزة رغم كل القصف و القوات التي دفعها الإحتلال على المحاور الثلاثه، ولن يستطيع العدو إخفاء فشله مدة طويلة لذلك يعوض هذا الفشل بتوجيه ثقل عملياته ضد المدارس و المستشفيات و سيارات الإسعاف مع إستمرار قصف التجمعات المدنيه بتوجيه مباشر من الحكومة الإمريكيه ودعم الدول السبع الكبرىّ بما فيها اليابان التي عانة من الإبادة الجماعية في وقت سابق.
ووضح”أبوالياسين” في بيانه الصحفي أن القوة التي دخلت غزة هي نخبة الجيش الإسرائيلي في سلاح الدروع، والمشاة والقوات الخاصة ولا يملك العدو أفضل من قوات النخبة هذه، و مع ذلك عجزت عن تحقيق أي نصر عند الإلتحام المباشر مع المقاومة الفلسطينية لذلك سيعيد العدو إنفتاح قواته لتبقى في محيط غزة وبعيدة عن تأثير القسام إلا في المحور الجنوبي فسيبقى فيه بكل طاقته لعزل شمال القطاع عن جنوبه لذلك على المقاومة إثخان العدو في هذا المحور لدفعه بعيداً عن شارع صلاح الدين، والحرب اليوم بالنسبة للعدو تغير هدفها العملياتي من القضاء على حماس الى قتل المدنيين و قصف المستشفيات و قطع الكهرباء وقصف مصادر المياة عن المدنيين والمستشفيات بتأييد وتوجية مباشر من الرئيس الأمريكي “جوبايدن”ورئيس وزراء بريطانيا “ريشي سوناك” ورئيس فرنسا “إيمانويل ماكرون” والمستشار الألماني”أولاف شولتس”.
ولفت”أبوالياسين” إلى تصريح “ليندسي غراهام”عضو مجلس الشيوخ الأمريكي الذي قال: على الهواء مباشراً عندما سئل عن ما هو عدد القتلى الذي يعجلكم تطالبون بوقف إطلاق النار، قائلاً: عندما يتعلق الأمر بسكان غزة ليس هناك حد لقتل المدنيين!!، هذا كان حديثة السافر والعنصري الذي يحوي في طيه كره واضح وعلى الملأ للعرب والمسلمين في لقاء مع شبكة “سي إن إن” الأمريكية، حينما وجه المذيع سؤالاً لعضو مجلس الشيوخ الأمريكي المزعوم، السيناتور “ليندسي جراهام” عن الحد الأدنى للقتل بالنسبة للحكومتين الأمريكية والإسرائيلية، حيث يكون من المفيد بعدها وقف إطلاق النار، للإمتناع عن سقوط المزيد من الضحايا المدنيين.
فأجاب السيناتور دون تردد: عندما يتعلق الأمر بسكان غزة، لا يوجد شيء على الإطلاق!!،
في إشارةً واضحة منه، أن أمريكا على إستعداد لإبادة سكان غزة جميعاً الـ2.3 مليون إنسان، إلى أن تشعر حكومة الإحتلال بالرضا والإكتفاء، ومن هنا وفي بياني الصحفي هذا لن أناقش وضاعة ودناءة وحقارة هذا التصريح الدموي الإجرامي المتوحش، في الدعوة الصريحة لإبادة الملايين من البشر في غزة، والتبجح بالأمر، على شاشة فضائية عالمية، وعلى الهواء مباشرةً! مادفع الكثير من الأمريكيين أنفسهم حيثُ قال بعضهم، أشكر “إسرائيل” على إنها فضحت الجميع وكشفت الستار عن الوجه القبيح لإدارة “جوبايدن” وجعلت القضية الفلسطينية القضية الأولىّ في العالم، وهذا يؤكد: للعالم بأسرة أن الولايات المتحدة شجعت الكيان الصهيوني على إرتكاب جرائمه ضد الفلسطينيين ويجب محاكمة المجرمين الذين شاركوا في الحرب ضد غزة.
وبينما لو طالب أحدهم مثلاً بإبادة 2 ونصف مليون سنجاباً، لقامت قيامة منظمات حقوق الحيوان، ولرُفعت عليه قضايا في محاكم دولية، ومٌنع من الدخول للعديد من البلدان!!، لكن ما إستوقفني بشدة، هو أن صاحب التصريح هذا سياسي، وليس عسكري أمريكي وليس إسرائيلي يعني لا علاقة مطلقاً لبلاده تاريخياً مع فلسطين
والذي يثُير الغرابة أنه مسيحي وليس يهودي!؟، متساءلاً؛ فما هو السبب العقلاني والمنطقي الذي يجعل هذا الشخص، يتمنى إفناء وقتل الملايين من الفلسطينيين؟!!،
فقد تُجهد عقلك، وتفكر بعشرات الإحتمالات الممكنة وغير الممكنة منها مثلاً أن يكون له جار فلسطيني قديم، كان يزعجه برفع صوت جهاز التلفاز، أو يصطف بسيارتةُ مثلا، أمام باب منزله فيمنعه من الخروج، ولن تجد تفسيراً منطقياً واحداً، لهذا الحقد الأسود، والعداء العجيب، والكراهية التي يعجز العقل عن إستيعابها.
ولم نرىّ حتى أي تفسيراً لإجتماع الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا وفرنسا وإيطاليا وكندا أكبر دول الغرب، الدول التي كانت تزعم بأنها تدافع عن الديمقراطية وتتشدق دائماً في كل محفل من المحافل بالحديث عن حقوق الإنسان على حربهم لأهل غزة، ودعمهم اللا محدود لإسرائيل في سعيها الإجرامي لإبادتهم سوى ما فسره لنا الله عزل وجل في قولة “وَإِذَا ضَرَبْتُمْ فِي الْأَرْضِ فَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَقْصُرُوا مِنَ الصَّلَاةِ إِنْ خِفْتُمْ أَنْ يَفْتِنَكُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنَّ الْكَافِرِينَ كَانُوا لَكُمْ عَدُوًّا مُبِينًا ..النساء 101، وقولة تعالي: “وَلَن تَرضَى عَنكَ اليَهُودُ وَلاَ النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُم”البقرة 120، وقولة تعالىّ”وَلاَ يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُم حَتَّىَ يَرُدٌّوكُم عَن دِينِكُم إِنِ استَطَاعُوا” البقرة 217.
وأشاد”أبوالياسين” بالبيان الختامي للقمة العربية والإسلامية في الرياض الذي دعا إلى كسر الحصار عن قطاع غزة، وفرض إدخال المساعدات الإنسانية، ووقف لإطلاق النار، رغم أنه جاء متأخراً، كما أثنىّ على كلمة أمير دولة قطر”تميم بن حمد آل ثاني” التي تميزت عن غيرها في المضمون، وعبرت بشكل واضح عن رأي الشعوب العربية والإسلامية الغاضبة منذُ العدوان الإسرائيلي الغاشم على أشقاءنا في غزة، وأبرز ما جاء فيها “لا يجوز الإكتفاء بالشجب والإستنكار” وعلينا إتخاذ خطوات رادعة لوقف جرائم الحرب المتواصلة في غزة.