د. محمود محمد علي
في الأسبوع الماضي انتشرت مجموعة من الحرائق في واحدة من أهم وأغنى المدن الأمريكية وهي ولاية ” كاليفورنيا” ، والتي يعيش بها صفوة المجتمع الأمريكي من الممثلين والمشاهير ، حيث التهمت الحرائق بيوت هؤلاء المشاهير والتي تتجاوز بيوتهم كل واحد منهم حوالي 70 مليون دولار ، ولا شك أن تلك الحرائق تمثل الأحطر والأكبر والأكثر تكلفة في تاريخ ولاية كاليفورنيا كلها ولذلك فقد اضطرت لوس حكومة لوس أنجلوس أن تستعين بقوات من الحرس الجمهوري ، وعندما فشلوا في التعامل مع تلك الحرائق ، فقد اضطرت الحكومة الأمريكية أن تلجأ للمساحين للمساعدة في اطفائها.
بيد أن المشكلة ليست في البيوت التي أحرقها الاعصار ، ولكن المشكلة في رئيسة إطفاؤ مركز ” لوس أنجلوس” والذي يطالب الشعب الأمريكي يطالب بمحاكمتها ، ليس فقط في كونها عجزت عن إطفاء الحريق ولكنها كانت واحدة من المشاهير في مثلية الجنس؛ حيث قيل إن ميولها الجنسية كانت السبب في كل الحرائق التي حدثت بلوس أنجلوس .
والسؤال الآن :
كيف حدثت حرائق لوس أنجلوس وما علاقتها بالمثلية ؟ ولماذا عجزت مراكز الإطفاء عن أن تطفئ تلك الحرائق ؟ ، وما حجم الكارثة في المناطق التي قامت فيها الحرائق ؟ ولماذا حاول أنصار دعاة نظرية المؤامرة أن يفسرون ما حدث في تلك الحرائق وبين تدمير قطاع غزة الفلسطينية ؟ ، وهل ما حدث كانت نتيجة فعل فاعل أم أن الأمر طبيعي ومجرد صدفة؟
وقبل الإجابة عن تلك الأسئلة أذكر عزيزي القاري بما ورد في القرآن الكريم في سورة الأنبياء من الآية 38 – 40 حيث يقول سبحانه :” وَيَقُولُونَ مَتَىٰ هَـٰذَا ٱلْوَعْدُ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ ، لَوْ يَعْلَمُ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ حِينَ لَا يَكُفُّونَ عَن وُجُوهِهِمُ ٱلنَّارَ وَلَا عَن ظُهُورِهِمْ وَلَا هُمْ يُنصَرُونَ ، بَلْ تَأْتِيهِم بَغْتَةً فَتَبْهَتُهُمْ فَلَا يَسْتَطِيعُونَ رَدَّهَا وَلَا هُمْ يُنظَرُونَ” ، وهذا ينطبق على ما حدث في أمر تلك الحرائق ، حيث فوجئ أغلب الأمريكيين في الثلاثاء الماضي في ولاية لونس أنجلوس أن النار تسير على الأرض وكأنها جند من جنود الله ، حيث تأكل في بيوتهم ومزارعم لدرجة أجبرت حوالي 360 ألف مواطن أمريكي في أن يهربوا من بيوتهم على أقدامهم ، حيث أُحرقت السيارات ، والكل يهرول يمنيا وشمالا خوفا من الحرق ، والنار تحرق الخضر واليابس ، وحتى مراكز الإطفاء عازة عن الإطفاء بسبب سرعة زيادة الرياح ، حيث اتجاه الرياح يتحول نحو البيوت والسكان ، فبدل من أن تأتي الرياح عكس اتجاه البيوت ، إلا أنها تحركت نحو البيوت المرزارع ، وحتى الطيران عجز عن الإطفاء بسبب قوة الرياح التي زادت بقوة 100 ميل في الساعة لدرجة صعب على الطيران التحليق فوق النار .
إن هذا الأمر يذكر يما ورد في سورة فضلت من الآية 15-16 حيث سبحانه :”فَأَمَّا عَادٌ فَٱسْتَكْبَرُواْ فِي ٱلأَرْضِ بِغَيْرِ ٱلْحَقِّ وَقَالُواْ مَنْ أَشَدُّ مِنَّا قُوَّةً أَوَلَمْ يَرَوْاْ أَنَّ ٱللَّهَ ٱلَّذِي خَلَقَهُمْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَكَانُواْ بِآيَاتِنَا يَجْحَدُونَ ، فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحًا صَرْصَرًا فِيۤ أَيَّامٍ نَّحِسَاتٍ لِّنُذِيقَهُمْ عَذَابَ ٱلْخِزْيِ فِي ٱلْحَيَاةِ ٱلدُّنْيَا وَلَعَذَابُ ٱلآخِرَةِ أَخْزَىٰ وَهُمْ لَا يُنصَرُونَ “.
وحتي مضخات الماء المنتشرة في الولاية لم تقم بدورها في الإطفاء ، وذلك بسبب في نفس الوقت الذي انتشرت فيها تلك الحرائق ، وبسبب لا يعلمه إلا الله وهو ان مطخات المياة والتي تؤخذ منها المياة فرغت من الماء أثناء عملية الحرئق ولا يوجد بها المياة الكافية التي تكمن رجال الإطفاء من التعامل مع الحرائق والنار التي تأكل في البيوت .
هذا ناهيك عن الشجر والنبات الغض الذي نزعت منه المياه فأصبح كالهشيم الذي تزروه الرياح ، فتحول إلى حريق هائل لكونه تحول غلى حطب يابس ، الأمر الذي أحدث حريق هائل في 30 ألف فدان وكل يوم الأمر يزيد علي هذا الرقم .
ومن ثم فإن أمريكا وهي أقوى دولة في العالم وأقوى جيش في العالم ، وحتى منظومة اٌلإطفاء الأكثر تقدما في العالم وبيوت المشاهير والتي تكلف بناءها مئات الملايين من الدولارات ، والبيوت المبنية بأحدث التكنولوجيا في العالم وأنظمة أمان وأنظمة إطفاء للحرائق وأنظمة حمياة من السرقة كلها ضاعت ولكن كيف ضاعت لست أدري .. وللحديث بقية.