ثياب الملائكة وسوار المعصومين من الخطأ

بقلم / عبير مدين

روائح الخريف على وشك أن تطرق الأبواب، أحب هذا الفصل كثيرا ليس لأنه معتدلاً في درجة الحرارة فقط ولكن لأنه فصل سقوط الأقنعة وتبدو فيه قوة العلاقات على حقيقتها.
حياتنا تمر بفصول تشبه فصول العام وقد تتناوب هذه الفصول في يوم واحد كيفما يشاء القدر، لا حياة بدون مشاكل فقط هناك من يخفيها عن عيون الناس وهناك الماهر في علاجها، أما من يبحث عن شماعة يعلق عليها فشله في تحقيق غاياته.
لعل أبرز شماعة هذه الأيام هي الفيمنيست هذا المصطلح الذي يختلف في مصر عن سائر الأمم فكثيراً ما نسمع كلمة أنا “فيمنيست” فى مصر يتخذها المجتمع بمعنى “ضد الرجل” أو المرأة “المسترجلة” أو المرأة الرافضة للزواج والمتمردة. ولكن كلمة “منيست” أو “نسائية” لا تعني هذا المعنى ولا التمرد بدون سبب ولكن هي عبارة عن “بحث عن الهوية والاحتجاج على التفرقة حسب الجنس” وليست حدثا جديدا كما يظن البعض، ولكن الجهل باستخدام هذه الكلمه جاء بسبب حداثة استخدامها في العالم العربي فقط.
كما أن هذه الكلمة ليس لها علاقة بالتسلط أو التمرد، فهي تعني التصديق بأن كلاً من الرجل والمرأة متساويان في الحقوق والفرص والشعور بحرية الإحساس والقوة وليس له علاقة بالنوع أو الطائفة.
الفيمنيست ليست وراء خراب البيوت كما يدعي البعض لكن السبب في خراب البيوت يرجع إلى عدة أسباب منها على سبيل المثال:

  • الأنانية وحب التملك يدفع البعض إلي اخفاء العيوب الشخصية عن الطرف الآخر هذا الإخفاء لن يستمر العمر كله لكن مع الوقت يكتشفه الطرف الآخر أو يحدث موقف يظهره فجأة و يؤدي إلى مالا يحمد عقباه
    *سوء الاختيار، عامل مهم في شعورنا بعدم الراحة والاستقرار، إذا كنت تدقق قبل شرائك حذائك وتبحث عن شئ مريح فلماذا عند اختيار شريك الحياه تنبهر بالمظاهر ولا تبحث عن من يتوافق مع طباعك؟! لماذا تترك نفسك لاحتمال أن يتغير بعد الزواج ؟! هذا الاحتفال نادرا ما يتحقق وقتها يصبح الفشل نتيجة مؤكدة لا تحتاج فيمنيست ولا اي شماعة أخرى
    *الاستسلام لضغوط الحياة وإهمال احتياجات الطرف الآخر واعود إلي لفت انتباهكم بضرورة معرفة احتياجات الطرف الآخر من وجهة نظره لا من وجهة نظرك أنت ولا عيب أن تسأل صراحة عن ما يرضيه ويشبع هذه الاحتياجات ولا تستخف/ ي بها لأنك إن لم تشبع احتياجات شريك حياتك فلا تلوم إلا نفسك إن انصرف عنك أو إن وجدها في غيرك وهدم المعبد على من فيه.
    *عدم تقديرك لما يقوم به الطرف الآخر يزرع الفتور وقد يؤدي إلى رد فعل عنيف يكون في البداية بغرض لفت الإنتباه ثم يتحول الى معركة الجميع خاسر لا محالة فيها
  • الأنانية في العلاقات يؤدي إلى فسادها وإفساد غيرها فعند تعامل الزوجين أو أحدهما بأنانية ينعكس هذا التعامل على الأبناء وقد يتوارث الأبناء هذه الأنانية أو يولد لديهم شعور عدواني تجاه الجنس الآخر ينعكس على تعاملاته فيما بعد وقد لا يتحمل الطرف الآخر هذه المعاملة كما تحمل أحد والديه فيبحث عن شماعة لفشل العلاقة
  • عندما نتحدث عن العلاقة الأسرية نغفل عن شريك أساسي فيها وهم الأبناء فليس معنى العلاقة الأسرية أو الزوجية هم الزوجين فقط لكن هناك الأبناء الثمرة الأهم في هذه العلاقة، إهمال التواصل معهم منذ الطفولة قد يؤدي إلى عقوق الوالدين أو أحدهما في النهاية فما تزرعه اليوم سوف تحصده غدا كذلك اهتمامك بشريك حياتك منذ البداية سوف تجنيه في النهاية إما اهتمام أو إهمال
    العلاقات تحتاج رعاية وتدعيم لجبر اي شرخ يظهر فيها المشكلة الكبيرة عادة تكون نتيجة تراكم مشاكل صغيرة اهملنا حلها أول بأول
    الخطوة الأولى للإصلاح هي البحث عن جذور المشكلة والاعتراف بها، الاعتراف بالتقصير إن كنت انت المقصر لا يأخذك الكبرياء وتنتظر خضوع الطرف الآخر وأن يجلس هو على كرسي الاعتراف ويقدم الاعتذار بينما أنت ترتدي ثياب الملائكة وتلبس سوار المعصومين من الخطأ.
    وللحديث بقية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.