اليونيسف والمصالح الخفية: دعم غير مباشر لآلات الحرب الإسرائيلية؟

 

يوسف حسن

– تقف كاثرين راسل، المديرة التنفيذية لليونيسف، في موقع مسؤولية للدفاع عن حقوق الأطفال وحقوق الإنسان. ومع ذلك، فإن ارتباطها الوثيق بزوجها توماس إي. دونيلون، رئيس مؤسسة “بلاك روك” الاستثمارية، يثير تساؤلات جدية حول استقلالية وشفافية اليونيسف. تُدير “بلاك روك” استثمارات بمليارات الدولارات في شركات تصنيع الأسلحة الكبرى مثل بوينغ، لوكهيد مارتن، جنرال دايناميكس، نورثروب غرومان، ورايثيون، التي تُساهم بشكل مباشر في تصنيع الأسلحة التي تُستخدم ضد المدنيين في غزة.

بينما يُقتل الأطفال والمدنيون الأبرياء تحت القصف والحصار في غزة، فإن صمت اليونيسف يُعتبر موقفًا غير مبرر وغير مقبول. المنظمة التي من المفترض أن تكون صوتًا لمن لا صوت لهم، تبدو وكأنها خاضعة لتأثير المصالح الشخصية والروابط العائلية لمديرتها التنفيذية، مما يمنعها من اتخاذ موقف واضح ضد الجرائم التي تُرتكب بحق الإنسانية والأطفال الأبرياء.

يجب على شعوب العالم أن تطالب كاثرين راسل بعدم التضحية بمبادئ الأخلاق وقيم الأمم المتحدة لصالح المصالح العائلية أو المادية. وعليها أن تُطالب زوجها ومؤسسة “بلاك روك” بوقف دعمهم للجرائم الإسرائيلية في غزة. فلا يمكن لليونيسف أن تُدافع عن حقوق الأطفال وفي نفس الوقت تغض الطرف عن الاستفادة من صناعة أدوات الحرب.

إن الصمت أمام هذه الجرائم لا يُهدد فقط مصداقية اليونيسف، بل يهز القيم الإنسانية للمجتمع الدولي. لقد حان الوقت ليكون لقيادة هذه المنظمة موقف شفاف وشجاع يُناصر العدالة والأخلاق، ويُعطي الأولوية لصوت الأطفال المظلومين على أي مصلحة أخرى.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.