الوطن في قلوبنا


بقلم / محمـــد الدكـــروري

نحن اليوم نواجه معركة اقتصادية دولية شرسة وخطيرة وسلوك بعضنا سوف يقودنا بالتأكيد إلى ما لا نتمناه من فوضى لن يسلم مواطن واحد من أضرارها وآثارها مع ما يتيحه مثل هذا السلوك من فرص للخسارة ولجعل المواطن أكثر حاجة وبالأخص الذي يحاول أن يسير أموره اليومية بما تيسر له، فمن هنا نقول لقد آن الأوان كي نعود إلى ترسيخ وحدتنا الوطنية وبأقوى مما هي عليه والى تحكيم عقولنا بهذا الذي نراه من تداعيات سلبية تسيء إلى سمعة وطننا على المدى القريب والبعيد معا كي نتمكن من الخروج من الأزمات دون أن يصاب الوطن أو نصاب نحن كمواطنين فكلنا يعلم ان ما يدخره هذا الوطن من خيرات وخير لأبنائه.

هو أكبر مما يتوقعه أي بشر فهل جزاء الوطن الذي وهبنا الخير أن نبادله بالإساءة أم إن رد الجميل بالنكران والجحود أهذا حقه علينا أم إن حقه أن نحافظ عليه وأن نعمل من أجل رفعته كي يعود كما كان فإذا كنا مواطنين صالحين يجب علينا ألا نرضى بغير تقدم الوطن، ويكفينا أن نعيش بأمن وسلام ونحمد الرحمن على كل حال لن يستطيع أي كان أن ينال منا أو من وطننا غاية أو مقصدا ونحن ننعم بهوائه ونعيش تحت سمائه ولن يهز أحد شعرة واحدة من رؤوسنا فالوطن في قلوبنا، ولابد من رفع اسم بلدنا في جميع المجالات والمحافل الدولية، كي يبقى علمنا يرفرف عاليا خفاقا كما هو عليه الآن وينبغي أن يستمر كذلك وهذا الذي سوف يكون إن شاء الله.

فإن قضية الإصلاح قضية مصيرية، يترتب عليها احتفاظ الأمة بمسارها الإسلامي ولن ينصلح حال الأمة إلا إذا قام كل فرد بدوره من إصلاح نفسه ومجتمعه، والاعتصام بحبل الله تعالى والبعد عن مواطن الخلاف والزلل، وأن المعركة الكبرى وهى معركة البناء والتنمية هي البؤرة العميقة التي يجب أن تتوجه إليها الجهود والطاقات، وهي الميدان الفسيح الذي ستتسابق فيه الخيول الأصيلة التي تجسد مواهب أبناء الوطن وقدراتهم، فإن الانشغال بالجزئي عن الكلى هو سبب التعثر في كبير الأمور وصغيرها، وليس من الحكمة في شيء أن يترك القائد بل والإنسان ميدانه الفسيح الذي ينتظر منه تحقيق الأهداف.

لينشغل بما لا طائل تحته من الاهتمامات الشكلية، والجزئية والفرعية على حساب الأصول والمنظور الشامل للحياة، واعلموا جيدا ان الأمة الإسلامية، ليست حدثا عارضا في حياة الإنسانية، وليست نبتا بلا قرار، بل إنها فيها التوحيد شجرة طيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء، إنها وفيها الحق ليست زبدا طافيا يذهب جفاء، وإنما هي معدن أصيل ينفع الناس، فيمكث في الأرض، إنها فيها القرآن وبيانه لن ينتهي مدها، ولن يطفأ نورها، ولن يخمد ذكرها بفضل من الله ورحمته، وإنها أمة الرسل والأنبياء جميعا، تآخت فطرتها مع فطرة الكون الذي أسلم كل من فيه لله طوعا وكرها، وإنها ذات أصل ثابت وفرع ممتد.

في ماضيها وحاضرها ومستقبلها، غيرها من أهل الباطل له في الزمن ساعة، وهي بفضل الله إلى قيام الساعة، فتأتى إليها الريح، فتميل بها ولا تقتلعها، وتهب عليها العواصف فتسقط من ورقها ما صار هشيما، وتظل تؤتي أكلها كل حين بإذن ربها، ولئن مرت عليها فترات فتور أو خمول يراها أهل الكفر مواتا، ويرون حماها بواحا فإن لها من مقوماتها ما يبعث الحركة فيها، ويجدد الحياة، ومهما طال الليل فإن فجرا صادقا يأتي عليه، فيطوى ظلامه، ونجما رائدا متألقا مجددا يؤذن بطلوع الفجر، فتتحول الحياة وهي تسمع الآذان من حال إلى حال، فيصحو الغافل، ويستيقظ النائم، ويصبح نشيطا طيب النفس.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.