بقلم / محمـــد الدكـــروري
الأحد الموافق 11 أغسطس 2024
الحمد لله الذي جعل حب الوطن أمرا فطريا والصلاة والسلام على من ارسله الله تعالى رسولا ونبيا وعلى آله وصحابته والتابعين لهم في كل زمان ومكان، أما بعد يجب علي كل أب أن ينزل الى مستوى أولاده ولا يعاملهم من برج عالي فهناك من الآباء من يعامل أسرته وكأنه امبراطور، فاذا دخل البيت فان الزوجة ترتعش وألاولاد ينكمشون ويوددن أن لا يعود والدهم الى البيت وكأنه ملك الموت فيجب أن يكون الاب مربيا واياه أن يخيف أولاده، والمربي يجعل أولاده يحبونه والا فان ألاولاد يصلحون في حضرته ويفعلون ألافاعيل في غيابه فكن مربيا لا سجانا وقس مرضاة ألله تعالى عنك بمرضاة أولادك عنك، وإن من الممارسات المعينة على تعليم وتربية الأبناء هو استشارة الأبناء في بعض الأمور المتعلقة بالمنزل ونحوه واستخراج ما لديهم من أفكار.
مثل أخذ رأيهم في أثاث المنزل أو لون السيارة المزمع شرائها للأسرة ومكان الرحلة والتنسيق لها، مع طلب أن يبدي الطفل أسباب اختياره لرأي ما، وأيضا تعويد الأبناء على القيام ببعض المسؤوليات كالإشراف على أمور واحتياجات الأسرة في حال غياب الأب أو انشغاله، وتعويدهم على المشاركة الاجتماعية وذلك بحثهم على المساهمة في خدمة دينهم ومجتمعهم وإخوانهم المسلمين إما بالدعوة إلى الله أو إغاثة الملهوفين أو مساعدة الفقراء والمحتاجين وأيضا تدريبهم على اتخاذ القرار وتحمل ما يترتب عليه، فإن أصابوا شجعوا وشد على أيدهم وإن أخطأوا قوموا وسددوا بلطف، وأيضا تخصيص وقت الجلوس مع الأبناء مهما كان الوالدان مشغولين، فلا بد من الجلوس الهادف معهم لمؤانستهم وتسليتهم وتعليمهم ما يحتاجون إليه.
فهذه الجلسات الهادفة لها من الآثار الجانبية ما لا حصر له من الشعور، بالاستقرار والأمن وهدوء النفس والطباع، وأيضا الإصغاء إليهم إذا تحدثوا وإشعارهم بأهميتهم وأهمية ما يقولون مهما كان تافهاً في نظر الوالدين وقد قيل أنصت لأبنائك ليحسنوا الإنصات لك، وتفقد أحوالهم ومراقبتهم عن بعد، ومن ذلك ملاحظة مدى أدائهم للشعائر الدينية، السؤال عن أصحابهم، مراقبة الهاتف وملاحظة مدى استخدامهم له، ملاحظة ما يقرؤونه أو ويشاهدونه في التلفاز أو يتعاملون معه فى الانترنت وتحذيرهم من الكتب والبرامج والمواقع التي تفسد دينهم وأخلاقهم وإرشادهم إلى بدائل نافعة، وتهيئة الظروف المناسبة لإحاطة الأبناء بالصحبة الصالحة وتجنيبهم رفقة السوء، خاصة في مرحلة المراهقة، وإكرام الصحبة الصالحة للأبناء، والتركيز على إيجابيات الأبناء وإظهارها.
والإشادة بها وتنميتها، والتغافل، لا الغفلة عن بعض ما يصدر من الأبناء من عبث أو طيش، والبعد عن تضخيم الأخطاء بل عليهم أن ينزلوها منازلها ويدركوا أن الكمال لله وحده، وإعطاء الأبناء فرصة لتصحيح أخطائهم لينهضوا للأمثل ويتخذ الوالدين من ذلك الخطأ سبيلا لتدريب الأبناء على حل مشاكلهم، والعناية باختيار المدارس المناسبة للأبناء والحرص على متابعتهم فى المدارس، وتنمية مهاراتهم العقلية مثل التفكير الناقد والتحليل للأمور وإدراك النتائج المترتبة على سلوكياتهم، وتحمل مسؤوليتها، وربطهم بما يجري فى مجتمعهم وفي العالم من أحداث، ومناقشتهم وتوضيح دورهم الإيجابى الذى ممكن أن يساهموا به عزة للإسلام والمسلمين وعزة لوطنهم، وضرورة إدراك الوالدين، أن استخدام أسلوب الانغلاق في التربية بهدف حماية الأبناء.
مما يحيط بهم من مؤثرات قد لا يجدي على المدى الطويل، لأن المؤثرات الخارجية أصبحت أمر لا مفر منه، والمقترح هو استخدام أسلوب الانفتاح الموجه في التربية، وعدم اليأس فإذا ما رأى الوالدين من أبنائهم إعراضا أو نفورا أو تماديا فعليهم ألا ييأسوا من صلاحهم واستقامتهم فاليأس من روح الله ليس من صفات المؤمنين، وتذكير الوالدين أنفسهم بضرورة عدم استعجال النتائج، بل عليهم الصبر والمصابرة مع الاستمرار في العمل والدعاء لهم والحرص عليهم فقد يستجيب الله لهم بعد حين.