بقلم / محمــــد الدكـــروري
إن الإفساد في الأرض له ضرر عظيم على البلاد والعباد، وحتى على الحيوانات، والبر والبحر والطيور والدواب، فالكل يتضرر من إفساد العباد في الأرض، وإن دواب الأرض وهوامها، حتي الخنافس والعقارب يلعنون المفسد ويقولون، مُنعنا القطر بذنوب بني آدم لذلك تفرح الطيور والدواب والشجر بموت العبد الفاسد الفاجر، وإن المسلم الحق يكون وقاف عند كلام الله عز وجل فيحل ما أحلّ الله ويحرم ما حرم الله، وأما عن إباحة الذهب والحرير للنساء فإن فيه حكمة بالغة، فهذان محرمان على الرجال، ومحللان للنساء، ولازلنا فى موضوعات متعلقة بلباس المرأة المسلمة، وموضوعات أخرى متعلقة باللباس والزينة، وهذه الأشياء من صلب الدين، فإن الحلال والحرام من صلب الدين، وعلامة إيمانك بالله هو سعيك الحثيث لمعرفة حكم الله تعالى فى كل شيء، وعلامة صدقك في طلب الحق.
هو تطبيقك لما عليك من حكم الله، مشروع أطبق، غير مشروع لا أطبق، وفى الحقيقة أن العصر الحالي هو عصر زينة، وعصر زخرف، فقال الله تعالى كما جاء فى سورة يونس ” حتى إذا أخذت الأرض زخرفها وازينت وظن أهلها أنهم قادرون عليها آتاها أمرنا ليلا أو نهارا فجعلناها حصيدا كأن لم تغن بالأمس كذلك نفصل الآيات لقوم يتفكرون، والله يدعوا إلى دار السلام ويهدى من يشاء إلى صراط مستقيم” فكلوا واشربوا ولا تسرفوا، وهكذا يجب المسلم أن يكون وقاف عند كلام الله، يحل ما أحلّ الله ويحرم ما حرم الله، ولا تأخذه في الله لومة لائم، ويركل بقدمه كل التقاليد والعادات التي تتناقض مع دينه، فإن له إله واحد لا يعبد غيره، فلا يعبد التقاليد، ولا المظاهر، ولا العادات، وكذلك المرأة جعلها الله محببة وأودع في فطرتها حبّ التزين، ولاشك أن ألصق شيء بدين المرأة لباسها، لأن لباسها على قدر دينها.
فكلما كان لباسها سابغا كان دينها متينا، والنبى صلى الله عليه و سلم حينما حرم الذهب من خلال السنة النبوية لقول الله عز وجل كما فى سورة النجم ” وما ينطق عن الهوى، إن هو إلا وحي يوحى” وإنه حينما حرم الذهب والحرير على المؤمنين فإنه أحلّ للنساء المؤمنات التزين بالحرير والذهب، ذلك أن وظيفة المرأة تختلف عن وظيفة الرجل، فإن المرأة جعلها الله محببة، وأودع في فطرتها حب التزين، وهذا مُركب فى أصل الفطرة، فجلت حكمة الله عز وجل، الطفل الصغير قبل أن يعى دوره في الحياة يقلد الفرسان، والبنت الصغيرة قبل أن تعى دورها فى الحياة تقلد الأمهات، فهذا مركب فى أصل الفطرة، وإن عناية المرأة بهيئتها وزينتها جزء من دينها، لذلك مركب فى أصل الفطرة عند المرأة حب التزين، وهذه الخصيصة، تتناسب مع كونها سكنا للرجل، لقوله تعالى كما فى سورة الروم.
” ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون” بل إن المرأة التي تتزين لزوجها تفعل هذا بدافع من دينها، لأنها كلما تزينت، وبدت بشكل مقبول ومرغوب، كان زوجها أبعد عن الحرام، وهذا معنى قول النبى صلى الله عليه وسلم حينما أمر الشباب بالزواج لأنه أغض للبصر، فإن المرأة التي تهمل زينتها حتى تحمل زوجها على التطلع لغيرها، هذه امرأة عاصية ولو صلت قيام الليل، وهذه امرأة عاصية ولو حفظت القرآن، فكانت الصحابية الجليلة تقول لزوجها، ألك بي حاجة؟ فإن قال نعم، كان ما أراد، وإن قال لا، ذهبت إلى مُصلاها وصلت ليلها، فجزء من دين المرأة أن تعتني بهيئتها وزينتها، وقد رُكب هذا في طبعها، لكن انطلاقا من أن طبيعة الحياة الدنيا طبيعة ابتلاء، فهذا التزين موضوع فى أصل فطرة المرأة، فإما أن يكون هذا التزين للزوج فهو الطاعة والعبادة.
وإما أن يكون، هذا التزين لغير الزوج فهو المعصية والفجور، والنساء المؤمنات يتزين لأزواجهن، بل إن المرأة تخشى أن ترتدي ثوبا جديدا لا يكون زوجها هو أول من يراه، لأن هذا كمال فيها، وإذا بالغ الزوج في التزين فهذا نقص فيه، فالمؤمن يتجمل، ويرتدي ثيابا نظيفة، وجميلة، ويتعطر.