بقلم / محمـــد الدكـــروري
إن الاحترام هو أحد القيم الحميدة التي يتميز بها الإنسان، ويعبر عنه تجاه كل شيء حوله أو يتعامل معه بكل تقدير وعناية والتزام، فهو تقدير لقيمة ما أو لشيء ما أو لشخص ما، وإحساس بقيمته وتميزه، أو لنوعية الشخصية، أوالقدرة، أو لمظهر من مظاهر نوعية الشخصية والقدرة، ويتجلى الاحترام كنوع من الأخلاق أو القيم، كما هو الحال في المفهوم الشائع احترام الآخرين، أو مبدأ التعامل بالمثل، لكن هنالك فرق بينة وبين عدة مصطلحات مثل الاهتمام والاعجاب، يفضل عدم الخلط بينها، ويفضل عدم المبالغة في الاحترام حتى لا يساء الفهم، وان احترام حق الحريات والأراء تعبر عن مدى احترام الشخص نفسه، وان الاسلام قد أوصانا على احترام الاخرين واحترام حريتهم ، لذلك يجب علينا ان نحترم حرية الاخرين ويجب ان لا نفرض عليهم مبادئنا لان احترامك للأخرين هو احترامك لنفسك اولآ ومن ثم لهم.
ولقد جاء الاسلام بما به من تعاليم سامية تتناسب مع جميع الناس في كل الازمان والبلدان وكفل لنا حرية تتسم مع تعاليمه السامية، كما أعطانا حرية الفكر والكلمة التي حدودها معتقدات الانسان ذاته، واحترام حريات الاخرين هي منتهى التقدم والتحضر من الاسلام، فإذا وجدنا انسان دائم التحدث عن الآخرين بسوء فان هذا الانسان لديه شعور بالضالة والضعف في شخصيته تجعله ينتهك احترام الاخرين بحجة انه صريح وشجاع وقادر أن يقول رأيه في الناس الذي يعطيه شعور مزيف بأنه الافضل وبذلك يحاول تغطية ضعفه بهالة مزيفه من القوة الزائفة، ولو ان كل منا إلتفت الى عيوبه وقام بمحاولة إصلاحها لما ظهر بيننا هذا النوع من الناس وما كان بيننا شقاق وغيبة ونميمة ولعشنا حياة مثالية يملؤها الحب والسعادة والاحترام والأمان، وان احترام معتقدات الاشخاص، ناتجة من احترام الانسان لذاته ولعقيدته.
وان احترامي لمن يقف أمامي واحترامي لفكره وعقيدته، أكون قد بنيت أولى جسور لثقة والمحبة والاحترام بيني وبينه، وأما السخرية من معتقدات الاخرين ومحاولة استفزازه والتقليل من شأنها وشأن أصحابها فذاك قمة الجهل والتخلف، ولا أقول بان نترك عقائد فاسدة تسيطر على فكر أحد ولكن يجب علينا محاولة تصحيحها بكسب الثقة وذلك عن طريق اقتناعنا بفسادها، فان الحرية التزام ومسئولية، وايمان الانسان بالحرية تجعل امامه عدة نقاط هامه في سبيل أن يكفلها للأخرين وليس وحده فقط، فمن الناس من هو يعتقد انه حر في كل شيء وهوعبد لشهواته، وهو ظاهريا حر في ارتكاب الشيء الذي حرمه الاسلام، ولكن جوهريا هو عبد لهذه المحرمات التي تفرض نفسها عليه لأنه يملك الارادة لردها فانه عبد لها فتسيطر عليه، وان دعوتي لكم هذه ليست للحرية التي تكون دون شروط او قيود، وإنما هي دعوة للحرية المشروعة بالالتزام والشعور بالمسئولية.
واحترام حريات الاخرين، فإن احترام الآخرين من الأمور الواجبة على الشخص وهي التى تعكس شخصيته وترفع شأنه عن الآخرين، وإن إحترام الآخرين تمام السعادة بمكارم الأخلاق، وإن احترام النفس أول دلائل الحياة، فلا شيء في العالم يفسد الأخلاق كالمال والحسد، وإن الاحترام ليس مجرد حلية، بل حارس للفضيلة، وإن احترامك للناس يكسبك محبتهم، ولا يفقدك مهابتك، وإن حُسن الخلق يذيب الخطايا كما تذيب الشمس الجليد، ورجل بلا أخلاق هو وحش تم إطلاقه على هذا العالم، ويعيش الإنسان في مجتمع له عاداته وتقاليده وقوانينه التي تحكمه ويعيش أيضا وسط مجموعة من أفراد المجتمع ويتصل معهم وفقا للغة والمفاهيم المشتركة بينهم والتي تجعل علاقتهم الاجتماعيه والإنسانية أقوى وهو ما يؤدي إلى تكون نسيج مجتمعي قوي قائم على التقدير والاحترام، وهو صفة إيجابية يستعملها الشخص في التعامل مع الأخرين.
ويكون الاحترام دائما موجه إلى الأشخاص الأكبر في السن أو ذوي القيمة في المجتمع وكذلك الزعماء والقادة والإحترام هو دليل قوي على رقي الشعوب وتقدمها وهو ما ينعكس على تطور الدول وتقدمها، وهناك الكثير من الطرق التي يجب أن يتبعها الإنسان من أجل إظهار إحترام وتقديره للأخرين وتتمثل في إحترام من هم في نفس العمر أو الأصغر قليلا فلكل فرد حقوقا في المجتمع يجب أن يحصل عليها ومن أهم هذه الحقوق هو الحصول على إحترام الأخرين له سواء كانوا في نفس عمره أو أكبر منه سنا ومهما كانت عقيدته الدينية فهي في النهاية علاقة خاصة بينه وبين ربه، إلى جانب ذلك يجب على كل إنسان أن يحترم من هم أصغر منه سنا لأن ذلك ينعكس بالايجاب على إحترام الصغار لنا وسوف نكون أيضا قدوة حسنه لهم.