د. محمود محمد علي
يمتلك أقباط مصر العديد من الصور لرموز وقديسي الديانة المسيحية ، حيث نجد على جدران الكنائس، في حجرات الرهبان، داخل البيوت والمحال، على السواعد والصدور، في الحلى والملابس، في القلوب والوجدان، فى كل تفاصيل حياة الأقباط ترى صورة القديس مارجرجس العظيم، هو الزعيم والقائد، الملهم والمغيث، رمز الحق وقاهر الطغيان، هو القديس المسبح والجندي المغوار، «أبو حربة» ليقتل بها الوحوش، «سريع الندهة» فى إغاثة المحتاجين، :البطل الرومانى: نسبة لنشأته وتربيته، “الملطى” نسبة لموطن آبائه وأجداده، “الكبادوكى” حسب مقر ميلاده، “الفلسطينية” نسبة لموطن أمه، والقبطي رسما وهوية رغم أنف المعترضين، فى كل بلاد العالم تنشأ من أجله الكنائس، وتقام له الأعياد، اسمه القريب من القلب واللسان يرتله المسيحيون وكأنه تسبيحة دائمة الترديد، ما من مسيحي تسمى بهذا الاسم إلا تيمنا بالقديس العظيم الذى تحمل العذاب وحده، متحديا طاغوت المتجبرين، كما تحمل المسيح آلام البشر ليخلصهم من الخطيئة الأبدية.
الشهيد الذى عاش فى فلسطين، اكتسب صيتاً كبيراً في الوطن العربي، خاصة مصر، فتقام الموالد على اسمه فى كثير من الكنائس، ويكثر مريدوه، الذين يطلبون شفاعته كـ«سريع الندهة»، كما يذهب إليه المصابون بأرواح شريرة للخلاص منها، فتزدحم بهم كنائسه فى «الخطاطبة» و«ميت دمسيس» و«الرزيقات»، وغيرها، في وقت عيده.
استحوذ مار جرجس على اهتمام الرسّامين والفنانين بحيث نجد أعمالاً فنية كثيرة جسَّدت قصصه، في الفترة التي كانت فيها القصص الدينية تسيطر على الأعمال الفنية المختلفة، كما كانت مجال تنافُس بين الفنانين عموماً والرسّامين بشكلٍ خاص ، اختلطت وتشعَّبت الحكايا التي تروي قصة هذا القدِّيس، بين تلك الحامِلة للطابع الديني وبين بعض السِيَر الأقرب إلى الأساطير منها إلى الحقيقة، ويتداولها الناس في ما بينهم، فأصحبت من الموروثات الشعبية للكثير من الدول والمناطق والشعوب حول العالم.
ويصعب تحديد تاريخ ولادة القدِّيس مار جرجس بشكلٍ دقيق، لكن تتّفق المراجع على أنه ولِدَ في النصف الأول أو الثاني من القرن الثالث، في إقليم كبادوكيا في آسيا الصغرى، ومن هنا ترجع تسميته بـــ “جرجس الكبادوكي”. كَبُرَ مار جرجس وسط عائلة واسعة الثراء والمكانة والنفوذ، فقد كان والده الأمير أنسطاسيوس حاكِماً لمدينة ملطية، ووالدته هي الأميرة ثيؤبستى ابنة الأمير ديونسيوس حاكم مدينة اللد بفلسطين. وكان للقديس مار جرجس أختين تصغرانه هما كاسيا ومدرونه. وأما جده الأمير يوحنا فكان حاكمًا لبلدة كبادوكية وكانت أسرة القديس مسيحية أبًا عن جد واسعة الثراء والمكانة والنفوذ.
بعد وفاة والده وانتقاله في سن العاشرة مع والدته وأختيه كاسيا ومدرونة إلى فلسطين، في الفترة التي عيّن فيها الأمير يسطس حاكِماً على فلسطين، أخذ الأخير على عاتقه تربية القدِّيس تربية مسيحية صالحة وإلحاقه بسلك الجندية وكذلك تعليمه الفروسية، وبذلك أضحى الأمير يسطس أباً للقدِّيس الذي مكث معه عشر سنوات. ومن جانبه أظهر مار جرجس شجاعة فائِقة وكفاءة دفعت الأمير يسطس إلى توكيله بخمسة آلاف جندي وإشراكه معه في حُكم فلسطين.
وقد توفى أنسطاسيوس والد القديس مار جرجس عندما كان مار جرجس يبلغ من العمر عشر سنوات تقريبًا ثم انتقلت أسرة القديس لتعيش في فلسطين وتزامن ذلك مع تعيين الأمير يسطس حاكمًا على فلسطين. وقد كان يسطس رجلاً مسيحيًا صالحًا فأقنع والدة القديس مار جرجس أن يربي جرجس ويلحقه بسلك الجندية. ومكث القديس مار جرجس مع يسطس مدة عشر سنوات تقريبًا أصبح خلالها يسطس بمثابة والد له. وقد وكَّل إليه قيادة خمسة آلاف جندي وأشركه معه في حكم فلسطين.
ولما بلغ القديس مار جرجس من العمر عشرين عامًا رقدت والدته فحزن عليها كأم إلا أنه تعزى بتعزيات السماء لأن أمه كانت تقية وقديسة بعد ذلك أراد الأمير يسطس أن يكرم الأمير جرجس، فأعلن أمام كبار رجال دولته أنه سيزوجه من ابنته الوحيدة، وبدأ الأمير يعد لزواج ابنته، وأثناء ذلك انتقل يسطس الوالي إلى السماء فتغيرت الأمور وكان ذلك كله تدبر العناية الإلهية.
وقد ذهب القديس إلى مدينة صور في لبنان لمقابلة الإمبراطور داديانوس الفارسي ليُطالب بأحقيته في استمراره في حكم فلسطين خلفًا للأمير يسطس وذلك لأن بلاد الشام كانت تابعة للنفوذ الفارسي في ذلك الوقت.
وعندما ذهب مار جرجس إلى صور بصحبة ثلاثة من عبيده وأحدهم كان يدعى سقراطيس دُهِشَ حال وصوله عندما وجد أن معظم أهل المدينة والحكام يعبدون الأصنام ويبخرون لها تاركين عبادة الله الحقيقي يسوع المسيح. هذا بالإضافة إلى أن أهل المدينة المسيحيين كانوا يخشون أن يجاهروا بمسيحيتهم خوفًا من استشهادهم.
رفع جرجس عينيه إلى السماء .. فنظر وإذ رئيس الملائكة الجليل ميخائيل يكلمه: ” تشدد يا جرجس .. تشجع ولا تخف سأكون معك ستنال عذابات كثرة على اسم مسيحك الذي أحبك وفي النهاية تسافر إلى مدينة الأبكار في أورشليم السمائية “.
ولهذا نجد عند المصريين لا شيء يستعصى على القديس، وببركته تقضى الحاجات وتذهب الأمراض، ويتناقل الشعب المصري فيما بينهم عدة حكايات للتدليل على معجزات أبو الشهداء، فهو الشافي من المياه البيضاء، والشلل، وروماتيزم القلب، وتلف الكبد، والصمم والخرس، والمس والضيق والجنون، والصرع، والعقم، وهو الذى يتوسط للتلاميذ فى استثنائهم من شروط القبول بالمدارس والجامعات، وهو الذى يقف مع المظلومين أمام القضاة فى المحاكم، كل الصعاب التى تواجه أقباط مصر لها حل واحد، هو مار جرجس سريع الندهة وغياث المحتاجين، يظهر أحيانا في صورة ضابط “زى القمر” وأحيانا فى صورة عامل “شاطر” يصلح سيارة تالفة فى وسط الصحراء، وأحيانا فى صورة طبيب ماهر يتسلل في الليل ليعالج المرضى، وأحيانا فى صورة شاب وسيم وشهم ينجد فتاة من محاولة سرقتها أو اغتصابها، كل المشكلات لها حل واحد هو مارجرجس، إن غابت العدالة، واشتد الكرب، ودب الوهن، وأكلنا الضعف، وعمت الظلمات، وتناحر الأخوة، وضاقت علينا الأرض بما رحبت فعندنا مارجرجس.
وهنا يقول الباحث الكبير ماجد كامل، فى دراسة له، إن الشهيد العظيم مارجرجس يحتل مكانة مهمة فى قلوب المسيحيين فهو “أمير الشهداء”، و”أبو حربة الروماني”.
ويضيف ماجد كامل قائلا: إن عدد الكنائس التى تحمل اسم الشهيد لا تقع تحت حصر، ولا سيما فى القرون المتأخرة، ويذكر البعض أن نصف عدد الكنائس فى مصر على اسم الشهيد مارجرجس. نظرا لإيمان الكثيرون منهم بقدرته العجيبة على حل المشاكل ومن هنا لقب بـ”سريع الندهة”.
ومن أشهر المؤرخين الذين كتبوا عن سيرة مارجرجس، يوسابيوس القيصرى (260- 340 م) والملقب بأبو التاريخ الكنسى وذلك في الفصل الخامس “الجزء الثامن” من موسوعته الشهيرة “تاريخ الكنيسة “.
وتبقى كلمة أخيرة عن مارجرجس فى الفلكلور القبطى؛ وهى تمثل مارجرجس ممطتيا الحصان ويقتل التنين تحت أقدامه، وفى طرف الصورة توجد فتاة صغيرة واقفة تصلى.
وتروى الأسطورة عن هذه الصورة أنه كان يوجد تنين كبير يسكن أحد الأنهار فى مدينة بيروت؛ وكان يطلب كل سنة عروسا صغيرة تقدم له كأضحية، وذات مرة طلب بنت السلطان وكانت ذات جمال خارق، كما كانت لها شعبية كبيرة فى المدينة كلها؛ فوقع الملك فى مأزق، فهو لا يستطيع كسر طلب التنين، كما أنه لا يستطيع التضحية بابنته الوحيدة، وقبل أن يلقوا بالفتاة فى النهر صرخت الفتاة والجموع معها مستغيثين بمارجرجس، فظهر الفارس مارجرجس فجأة ودارت معركة كبرى بين مارجرجس والتنين انتهت أخيرا بمقتل التنين ونجاة بنت الملك من الموت.
هذه هى قصة الأسطورة، أما نحن فننظر إلى الأيقونة بمعنى رمزى، فالتنين هنا هو الشيطان الذى يريد تضليل المؤمنين، والفتاة التى تقف بعيدا هى الكنيسة التى تنتظر جهاد أبنائها وانتصارهم على الشيطان.
المراجع
1- مينا أشرف: فى ذكرى استشهاده.. مارجرجس البطل المحبوب قاهر الرومان، مبتدأ، 2022-05-01 17:46
2- القديس الشهيد مارجرجس الروماني أمير الشهداء سريع الندهة، مسيحيو مصر ، 23 يوليو 2022.
3-ماريان سعيد : القديس الشهيد مارجرجس الروماني أمير الشهداء سريع الندهة، الوطن ، 10:05 ص | الخميس 22 أغسطس 2019
4- وائل السمرى: مارجرجس.. سريع الندهة.. مغيث المصريين، اليوم السابع، الخميس، 01 يناير 2009 11:37 م.
الشهيد الذى عاش فى فلسطين، اكتسب صيتاً كبيراً في الوطن العربي، خاصة مصر، فتقام الموالد على اسمه فى كثير من الكنائس، ويكثر مريدوه، الذين يطلبون شفاعته كـ«سريع الندهة»، كما يذهب إليه المصابون بأرواح شريرة للخلاص منها، فتزدحم بهم كنائسه فى «الخطاطبة» و«ميت دمسيس» و«الرزيقات»، وغيرها، في وقت عيده.
استحوذ مار جرجس على اهتمام الرسّامين والفنانين بحيث نجد أعمالاً فنية كثيرة جسَّدت قصصه، في الفترة التي كانت فيها القصص الدينية تسيطر على الأعمال الفنية المختلفة، كما كانت مجال تنافُس بين الفنانين عموماً والرسّامين بشكلٍ خاص ، اختلطت وتشعَّبت الحكايا التي تروي قصة هذا القدِّيس، بين تلك الحامِلة للطابع الديني وبين بعض السِيَر الأقرب إلى الأساطير منها إلى الحقيقة، ويتداولها الناس في ما بينهم، فأصحبت من الموروثات الشعبية للكثير من الدول والمناطق والشعوب حول العالم.
ويصعب تحديد تاريخ ولادة القدِّيس مار جرجس بشكلٍ دقيق، لكن تتّفق المراجع على أنه ولِدَ في النصف الأول أو الثاني من القرن الثالث، في إقليم كبادوكيا في آسيا الصغرى، ومن هنا ترجع تسميته بـــ “جرجس الكبادوكي”. كَبُرَ مار جرجس وسط عائلة واسعة الثراء والمكانة والنفوذ، فقد كان والده الأمير أنسطاسيوس حاكِماً لمدينة ملطية، ووالدته هي الأميرة ثيؤبستى ابنة الأمير ديونسيوس حاكم مدينة اللد بفلسطين. وكان للقديس مار جرجس أختين تصغرانه هما كاسيا ومدرونه. وأما جده الأمير يوحنا فكان حاكمًا لبلدة كبادوكية وكانت أسرة القديس مسيحية أبًا عن جد واسعة الثراء والمكانة والنفوذ.
بعد وفاة والده وانتقاله في سن العاشرة مع والدته وأختيه كاسيا ومدرونة إلى فلسطين، في الفترة التي عيّن فيها الأمير يسطس حاكِماً على فلسطين، أخذ الأخير على عاتقه تربية القدِّيس تربية مسيحية صالحة وإلحاقه بسلك الجندية وكذلك تعليمه الفروسية، وبذلك أضحى الأمير يسطس أباً للقدِّيس الذي مكث معه عشر سنوات. ومن جانبه أظهر مار جرجس شجاعة فائِقة وكفاءة دفعت الأمير يسطس إلى توكيله بخمسة آلاف جندي وإشراكه معه في حُكم فلسطين.
وقد توفى أنسطاسيوس والد القديس مار جرجس عندما كان مار جرجس يبلغ من العمر عشر سنوات تقريبًا ثم انتقلت أسرة القديس لتعيش في فلسطين وتزامن ذلك مع تعيين الأمير يسطس حاكمًا على فلسطين. وقد كان يسطس رجلاً مسيحيًا صالحًا فأقنع والدة القديس مار جرجس أن يربي جرجس ويلحقه بسلك الجندية. ومكث القديس مار جرجس مع يسطس مدة عشر سنوات تقريبًا أصبح خلالها يسطس بمثابة والد له. وقد وكَّل إليه قيادة خمسة آلاف جندي وأشركه معه في حكم فلسطين.
ولما بلغ القديس مار جرجس من العمر عشرين عامًا رقدت والدته فحزن عليها كأم إلا أنه تعزى بتعزيات السماء لأن أمه كانت تقية وقديسة بعد ذلك أراد الأمير يسطس أن يكرم الأمير جرجس، فأعلن أمام كبار رجال دولته أنه سيزوجه من ابنته الوحيدة، وبدأ الأمير يعد لزواج ابنته، وأثناء ذلك انتقل يسطس الوالي إلى السماء فتغيرت الأمور وكان ذلك كله تدبر العناية الإلهية.
وقد ذهب القديس إلى مدينة صور في لبنان لمقابلة الإمبراطور داديانوس الفارسي ليُطالب بأحقيته في استمراره في حكم فلسطين خلفًا للأمير يسطس وذلك لأن بلاد الشام كانت تابعة للنفوذ الفارسي في ذلك الوقت.
وعندما ذهب مار جرجس إلى صور بصحبة ثلاثة من عبيده وأحدهم كان يدعى سقراطيس دُهِشَ حال وصوله عندما وجد أن معظم أهل المدينة والحكام يعبدون الأصنام ويبخرون لها تاركين عبادة الله الحقيقي يسوع المسيح. هذا بالإضافة إلى أن أهل المدينة المسيحيين كانوا يخشون أن يجاهروا بمسيحيتهم خوفًا من استشهادهم.
رفع جرجس عينيه إلى السماء .. فنظر وإذ رئيس الملائكة الجليل ميخائيل يكلمه: ” تشدد يا جرجس .. تشجع ولا تخف سأكون معك ستنال عذابات كثرة على اسم مسيحك الذي أحبك وفي النهاية تسافر إلى مدينة الأبكار في أورشليم السمائية “.
ولهذا نجد عند المصريين لا شيء يستعصى على القديس، وببركته تقضى الحاجات وتذهب الأمراض، ويتناقل الشعب المصري فيما بينهم عدة حكايات للتدليل على معجزات أبو الشهداء، فهو الشافي من المياه البيضاء، والشلل، وروماتيزم القلب، وتلف الكبد، والصمم والخرس، والمس والضيق والجنون، والصرع، والعقم، وهو الذى يتوسط للتلاميذ فى استثنائهم من شروط القبول بالمدارس والجامعات، وهو الذى يقف مع المظلومين أمام القضاة فى المحاكم، كل الصعاب التى تواجه أقباط مصر لها حل واحد، هو مار جرجس سريع الندهة وغياث المحتاجين، يظهر أحيانا في صورة ضابط “زى القمر” وأحيانا فى صورة عامل “شاطر” يصلح سيارة تالفة فى وسط الصحراء، وأحيانا فى صورة طبيب ماهر يتسلل في الليل ليعالج المرضى، وأحيانا فى صورة شاب وسيم وشهم ينجد فتاة من محاولة سرقتها أو اغتصابها، كل المشكلات لها حل واحد هو مارجرجس، إن غابت العدالة، واشتد الكرب، ودب الوهن، وأكلنا الضعف، وعمت الظلمات، وتناحر الأخوة، وضاقت علينا الأرض بما رحبت فعندنا مارجرجس.
وهنا يقول الباحث الكبير ماجد كامل، فى دراسة له، إن الشهيد العظيم مارجرجس يحتل مكانة مهمة فى قلوب المسيحيين فهو “أمير الشهداء”، و”أبو حربة الروماني”.
ويضيف ماجد كامل قائلا: إن عدد الكنائس التى تحمل اسم الشهيد لا تقع تحت حصر، ولا سيما فى القرون المتأخرة، ويذكر البعض أن نصف عدد الكنائس فى مصر على اسم الشهيد مارجرجس. نظرا لإيمان الكثيرون منهم بقدرته العجيبة على حل المشاكل ومن هنا لقب بـ”سريع الندهة”.
ومن أشهر المؤرخين الذين كتبوا عن سيرة مارجرجس، يوسابيوس القيصرى (260- 340 م) والملقب بأبو التاريخ الكنسى وذلك في الفصل الخامس “الجزء الثامن” من موسوعته الشهيرة “تاريخ الكنيسة “.
وتبقى كلمة أخيرة عن مارجرجس فى الفلكلور القبطى؛ وهى تمثل مارجرجس ممطتيا الحصان ويقتل التنين تحت أقدامه، وفى طرف الصورة توجد فتاة صغيرة واقفة تصلى.
وتروى الأسطورة عن هذه الصورة أنه كان يوجد تنين كبير يسكن أحد الأنهار فى مدينة بيروت؛ وكان يطلب كل سنة عروسا صغيرة تقدم له كأضحية، وذات مرة طلب بنت السلطان وكانت ذات جمال خارق، كما كانت لها شعبية كبيرة فى المدينة كلها؛ فوقع الملك فى مأزق، فهو لا يستطيع كسر طلب التنين، كما أنه لا يستطيع التضحية بابنته الوحيدة، وقبل أن يلقوا بالفتاة فى النهر صرخت الفتاة والجموع معها مستغيثين بمارجرجس، فظهر الفارس مارجرجس فجأة ودارت معركة كبرى بين مارجرجس والتنين انتهت أخيرا بمقتل التنين ونجاة بنت الملك من الموت.
هذه هى قصة الأسطورة، أما نحن فننظر إلى الأيقونة بمعنى رمزى، فالتنين هنا هو الشيطان الذى يريد تضليل المؤمنين، والفتاة التى تقف بعيدا هى الكنيسة التى تنتظر جهاد أبنائها وانتصارهم على الشيطان.
المراجع
1- مينا أشرف: فى ذكرى استشهاده.. مارجرجس البطل المحبوب قاهر الرومان، مبتدأ، 2022-05-01 17:46
2- القديس الشهيد مارجرجس الروماني أمير الشهداء سريع الندهة، مسيحيو مصر ، 23 يوليو 2022.
3-ماريان سعيد : القديس الشهيد مارجرجس الروماني أمير الشهداء سريع الندهة، الوطن ، 10:05 ص | الخميس 22 أغسطس 2019
4- وائل السمرى: مارجرجس.. سريع الندهة.. مغيث المصريين، اليوم السابع، الخميس، 01 يناير 2009 11:37 م.