العيد زمان فرحة


كتب / فرج أحمد فرج
باحث انثربولوجيا

العيد مظهر من المظاهر الثقافية للشعوب وعندنا في مصر نفرح بعيد الفطر لانه يعقب شهر الصوم والطاعات
العيد: هو كل يوم فيه جمع، وأصل الكلمة من عاد يعود، قال ابن الأعرابي: سمي العيد عيداً لأنه يعود كل سنة بفرح مجدد. وعيد الفطر سمي كذلك لأن المسلمين يفطرون فيه بعد صيام شهر رمضان.
وله في وجداننا اشجان ان كنا كبار او شبابا او صغار ،وكانت من شدة فرحتنا بملابس العيد الجديدة ننام وهي في احضاننا مع حرصنا ان نستحوذ علي اكياس البومب والصواريخ .
للعيد فرحة وذكريات لا تمحى من الذاكرة، وأتمنى عودتها مرة أخرى لأعيشها بكل تفاصيلها المبهجة، حيث كانت السعادة والضحكة التى تخرج من القلب، وذكريات العيد كانت رائعة حين كنا أطفالاً فقد كنا بعد صلاة العيد نجتمع فى الشارع ونذهب سويا لشراء “البمب والصواريخ” بعد ان تفرغ الدفعة الاولي منا ونظل نلهو ونلعب حتى أذان الظهر، ثم بعدها أستأجر أنا وأصدقائى الدراجات الهوائية لنتسابق بها.
كنا نشعر بقدوم العيد، قبل بضعة أيام من حلوله، بكل ما سيحمله لنا من فرح وسرور، وجمع شمل القريب والبعيد، و«لمة» العائلة، والثياب الجديدة، والنقودٍ من جمع «العيديات»، لصرفها على لهونا الذي لا يخلو من بعض الشقاوة البريئة.
 
 

 

فعلى وقع إحتفاليتنا المبكرة بقرب قدوم العيد ومع ترداد أهزوجة: «بكرا العيد ونعيد ” كنا نتحضر ونستعد لإستقبال العيد، تمهيداً للإحتفال به؛ فكما كنا نترقب «رمضان» شهر الخير والطاعات، بنفس الشوق كنا نتلهف لحلول العيد، مصحوباً مع بدء ممارسة طقوس التحضير له.
ومن علامات ودلالات إقتراب العيد، الزحمة الإستثنائية التي تملأ كل الأمكنة والأرجاء، التي تعج بالحركة والبركة، فالجميع ينصرف إلى تحضير ما هو مطلوب منه إنجازه، حتى يأتي العيد، فتكون كل الأجواء مهيأة له…
فالبيوت والمنازل كانت تشهد حالة إستنفار مبكر، فتتحول إلى ما يشبه خلية نحل تعج بالحيوية والنشاط، وكانت النسوة تتوزع فيما بينها للعمل في المنازل بكل مودة وطيب خاطر.
فى العيد حيث تبادُل الزيارات مع العائلة والأصدقاء، وزمان لم تكن هناك أماكن كثيرة للتنزه والترفيه فكنا واصدقائنا نكتفي بتأجير الدراجات الهوائية واللعب بها وفى مرحلة الشباب كنا نذهب إلى “السينما” لمشاهدة أفلام العيد، وفى الليل كنا نخرج للتنزه على كورنيش النيل مع أصدقائنا من الحي.
 
 
 

أعتاد المصريون على القيام ببعض الطقوس لاستقبال عيد الفطر بتجمع العائلات والأسرالصغيرة، أو جيران من نفس الشارع، لإعداد الكعك والبسكويت، وغيرها من حلوى العيد، ثم تجمع الأطفال للذهاب بالكعك المحمول على الصاجات للذهاب به لأقرب فرن بالشارع
والعودة به بعد السوي مرة اخري للمنزل
📷
📷
وعند الصباح بعد صلاة العيد نتوجه لزيارة المقابر للترحم علي موتانا وفيها نري الاقارب من العائلات التي لا نراها الا كل عام ، كنت اهرول الي جدي وابي كي احصل علي العيدية والتي كان يضعها في سيالة جلبابة ويقول لي ضع يدك في جيبي واكبش قدر استطاعتك من المال وكان والدي يحرص ان يعطيني العيدية فلوس جديدة من البنك
وتتجمع أفراد الأسرة للتنزه بإحدى الحدائق العامة، وإفتراش الأرض لتناول بعض الأطعمة سواء رنجة أو كعك التى تعتبر من الأكلات الأساسية للاحتفال بعيد الفطر، ليتحدثوا فى مختلف الأمور سواء لتذكر بعض ذكريات العيد فى السنوات الماضية، أو التحدث فى بعض الأمور الحالية.
ومن ناحية أخرى نجد الأطفال يتجمعون حول الألعاب الشعبية المصنوعة من الخشب والحديد مثل المراجيح والزفازيق، أو الجرى وغيرها من الألعاب التى تثير البهجة والسرور عند الأطفال، و لم تختلف مظاهر الإحتفال قديماً عند المصريين، حيث انتشرت بعض الصور التى لم يحدد فترة إلتقاطها والتى ظهر فيها بعض مظاهر احتفال المصريين بالعيد والتى لاقت إعجاب رواد مواقع التواصل الإجتماعى، الذين شاركوا فى إنتشارها، والتى ننشرها لكم اليوم لاستعادة ذكريات العيد قديمًاكركوب عربات الكارو او الحنطور للتنزه .
📷
وفي فترة لاحقة كانت اغنية “العيد فرح، وأجمل فرحة، يجمع شمل قريب وبعيد”وسعدنا بيها قد تكون هذه الأغنية القديمة تمثل بالنسبة للمصريين جوهر العيد، ومفهومه، فينتظر المصريون فترة الأعياد للشعور بالبهجة، والذهاب للتنزه، وزيارة الأقارب، والاستمتاع بأوقات من الفراغ والسعادة.
وتمتلئ المتنزهات والحدائق،و مراكب، كورنيش النيل، والملاهى” وجهات ومقاصد المصريين لقضاء فترة العيد والاستمتاع بالإجازات، فبجانب السينما تعتبر المتنزهات والحدائق، أحد أبرز مقاصد المصريين فى العيد لقضاء وقت مختلف، وكأن هناك نزوح جماعى من المصريين تجاه هذه الأماكن، بسبب قربها من معاظم المناطق السكنية الكبيرة، ورخص تكلفة زيارتها، مثل حديقة حيوان الجيزة، والأزهر بارك، والأهرامات، وحديقة الفسطاط، وهى الأماكن التى ازدحمت بشدة فى اليوم الأول من إجازة عيد الفطر المبارك.
 
 

العيد بالنسبة لى هو مرحلة الطفولة التى كنا نعيشها غير متحملين أى مسئولية ولا نفكر إلا فى اللعب فقط، والذكريات الجميلة التى تخص العيد كثيرة ومبهجة بسبب الأشخاص الموجودين حولنا، وكانوا سبباً فى سعادتنا، ففى ليلة عيد الفطر زمان اعتدنا السهر إلى الصباح الباكر وبعد صلاة العيد مباشرة نذهب إلى أحد محلات الكشرىللإفطار.
وللعيد مراسم منها الغسل وعند التقاء المصلين كنا نقول كما كان يقول اصحاب رسول الله
قال جبير بن نفير:
“كان أصحاب رسول اللَّه إذا التقوا يوم العيد يقول بعضهم لبعض: تقبل الله منا ومنك» – فتح الباري، 2-446
والغسل
والغسل للعيد سنة مؤكدة في حق الجميع الكبير، والصغير الرجل، والمرأة على السواء. ويجوز الغسل للعيد قبل الفجر في الأصح على خلاف غسل الجمعة.
جاء في كتاب المغني لابن قدامة الحنبلي: يستحب أن يتطهر بالغسل للعيد، وكان ابن عمر يغتسل يوم الفطر، روى ابن عباس، «أن رسول الله كان يغتسل يوم الفطر والأضحى.»
وروي أيضًا «أن النبي صلى الله عليه وسلم قال في جمعة من الجمع: إن هذا يوم جعله الله عيدًا للمسلمين، فاغتسلوا، ومن كان عنده طيب فلا يضره أن يمس منه، وعليكم بالسواك». رواه ابن ماجه. ويستحب أن يتنظف، ويلبس أحسن ما يجد، ويتطيب، ويتسو
 
 

الإفطار قبل الصلاة
وشارك المسلمون جميعاً في حضور صلاة العيد ونظل نكبر” الله اكبر الله كبرولله الحمد “حتى ولو لم يؤد البعض الصلاة لعذر شرعي. روت أم عطية: أمرنا رسول الله ﷺ أن نخرج في الفطر والأضحى العواتق والحيّض وذوات الخدور، فأما الحيض فيعتزلن الصلاة ويشهدن الخير
وصلاة العيد ركعتان، ووقتها من طلوع الشمس إلى الزوال، ولكن الأحسن تأخيرها إلى أن ترتفع الشمس قدر رمح، أي بحسب رأي العين. وتسن الجماعة فيها، وتصح لو صلاها الشخص منفردًا ركعتين كركعتي سنة الصبح. ويسن في أول الركعة الأولى بعد تكبيرة الإحرام سبع تكبيرات، وفي الركعة الثانية خمس تكبيرات بعد تكبيرة القيام، ويقول بين كل تكبيرتين: “سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر”. ويسن خطبتان بعد الصلاة يكبر الخطيب في الأولى منهما تسع تكبيرات، وفي الثانية سبع تكبيرات. ويسن التبكير بالخروج لصلاة العيد من بعد صلاة الصبح، إلا الخطيب فيتأخر إلى وقت الصلاة، والمشي أفضل من الركوب، ومن كان له عذر فلا بأس بركوبه، ويسن الغسل ويدخل وقته بمنتصف الليل، والتزيّن بلبس الثياب وغيره، والتطيب وهذا للرجال، أما النساء فيكره لهن الخروج متطيبات ومتزينات.
فقد كان العيد هو مصدر بهجة لى، وكان والداى يصطحبانى إلى الملاهى والمتنزهات لنقضى اليوم بأكمله خارج المنزل، وأحياناً كان الأقارب يتجمعون معنا ونقوم بشواء اللحوم والدجاج للغداء، وفى المساء نتابع الأفلام الكوميدية.
مظاهر الإحتفال بالعيد (5)
كما كنا نصتحب الاصدقاء لزيارة الاهرامات لنركب الجمال والكارتة ، ويجيد المصريون قضاء العيد بأقل تكلفة، وأبسط طريقة، والاستمتاع بوقتهم، وبالطبع شراء البلالين الراعى الرسمى للأعياد فى مصر، ورمز البهجة، وكل هذه التفاصيل الصغيرة، قادرة على رسم البهجة على وجوه المصريين فى فترة إجازات عيد الفطر المبارك.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.