بقلم / محمـــد الدكـــروري
إن من أعظم سبل الوفاء بحق صلة الرحم هو الدلالة على الطاعات بالنصح المبذول بالحكمة والموعظة الحسنة ولذا فلنحرص جميعا عند كل زيارة لصلة الرحم أن نبلغ معلومة شرعية من القرآن الكريم والسنة النبوية، وهناك العديد من الطرق مثل بيان لحكم شرعي، أو توضيح لأجر سنة نبوية، أو الحث على اغتنام فضائل ذكر من الأذكار الشرعية وهذا دأب للمسلم في كل حياته، ويتأكد ذلك مع من لنا بهم صلة رحم، عسى أن يكون ذلك سببا للنجاة، ويتولد عن هذه المنهجية اغتنام كنز عظيم، وهو أجر الدلالة على الخير فعن أنس بن مالك رضي الله تعالى عنه قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” إن الدال على الخير كفاعله” رواه الترمذي، وعن عبد الله بن عمرو رضى الله عنهما قال، جاء رجل إعرابى، الى النبى الكريم محمد صلى الله عليه وسلم.
فقال يا رسول الله ما الكبائر؟ فقال الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم ” الإشراك بالله” قال ثم ماذا ؟ قال “ثم عقوق الوالدين ” قال ثم ماذا ؟ قال ” اليمين الغموس ” رواه البخارى، ألا ولا يعجبنّ أحد ببره بأمه، أو يتعاظم ما يسديه لها، فبرها طريق إلى الجنة، فقد جاء عند البيهقى في شعب الإيمان، والبخاري في الأدب المفرد “أن أبا بردة بن أبي موسى الأشعري حدث أنه شهد ابن عمر رضى الله عنهما رجلا يمانيا يطوف بالبيت، حمل أمه وراء ظهره يقول إنى لها بعيرها المذلل، إن أذعرت ركابها لم أذعر، الله ربي ذو الجلال الأكبر، حملتها أكثر مما حملتنى، فهل ترى جازيتها يا ابن عمر؟ قال ابن عمر لا، ولا بزفرة واحدة” ولنعلم أن عقاب الله تعالى في الدنيا قبل الآخرة لمن أغضب والديه وخاصة الأم، ففى سنن الترمذى عن أبى بكرة.
قال النبى الكريم محمد صلى الله عليه وسلم” ما من ذنب أجدر أن يعجل الله لصاحبه العقوبة فى الدنيا مع ما يدخر له فى الآخرة من البغى وقطيعة الرحم ” وعقوق الوالدين من قطيعة الرحم، ومما يعين على حفظ المكانة العظيمة للأم، والاجتهاد في برها معرفة أحوال النبيين والصالحين مع أمهاتهم، فتأمل حال صغرك، وتذكر ضعف طفولتك، فقد حملتك أمك في بطنها تسعةَ أشهر وهنا على وهن، حملتك كرها ووضعتك كرها، تزيدها بنموك ضعفا، وتحملها فوق طاقتها عناء، وهي ضعيفة الجسم واهنة القوى، وعند الوضع رأت الموت بعينها، زفرات وأنين، غصص وآلام، ولكنها تتصبر، تتصبر، تتصبر، وعندما أبصرتك بجانبها وضمتك إلى صدرها واستنشقت ريحك وتحسست أنفاسك تتردد نسيت آلامها وتناست أوجاعها، رأتك فعلقت فيك آمالها ورأت فيك بهجة الحياة وزينتها، ثم انصرفت إلى خدمتك ليلها ونهارها، تغذيك بصحتها.
وتنميك بهزالها، وتقويك بضعفها، فطعامك درّها وبيتك حجرها، ومركبك يداها، تحيطك وترعاك، تجوع لتشبع، وتنهر لتنام، فهي بك رحيمة، وعليك شفيقة، إن غابت عنك دعوتها، وإذا أعرضت عنك ناجيتها، وإذا أصابك مكروه استغثت بها، تحسب الخير كله عندها، وتظن الشر لا يصل إليك إذا ضمتك إلى صدرها أو لاحظتك بعينها، فلما تم فصالك في عامين وبدأت بالمشي، أخذت تحيطك بعنايتها وتتبعك نظراتها وتسعى وراءك خوفا عليك، ثم كبرت وأخذت منك السنين، فأخذ منها الشوق والحنين، صورتك أبهى عندها من البدر إذا استتم، صوتك أبدى على مسمعها من تغريد البلابل وغناء الأطيار، ريحك أروع عندها من الأطياب والأزهار.