بقلم / عاشور كرم
في أواخر شهر ديسمبر سنة ١٩٤٧ م ثار العمال العرب في شركة مصفاة بترول حيفا على اليهود العاملين في الشركة نفسها بعد أن انفجرت قنبلة خارج بناء المصفاة وقتلت وجرحت عددا من العمال العرب القادمين إلى المصفاة وقد هاجم العرب اليهود داخل المصفاة بالمعاول والفؤوس وقضبان الحديد وقتلوا وجرحوا منهم نحو ٤١ شخصًا فيما سمي (بمذبحة مصفى حيفا)
وكان قسم كبير من العمال العرب في المصفاة يقطنون قريتي بلد الشيخ وحراسة الواقعين إلى الجنوب الشرقي من حيفا بمسافة خمسة كيلومترات على طريق حيفا الناصرة والمجاورتين لمستعمرة ( نيشر ) اليهودية شرقيهما لذلك خطط اليهود للانتقام لقتلاهم في المصفاة بمهاجمة بلد الشيخ وحراسة وفي ٣١ ديسمبر عام ١٩٤٧ م قامت العصابة الصهيونية بمهاجمة بلد الشيخ (والتي يطلق عليها اليوم اسم ( تل حنان ) كما قامت بملاحقة المواطنين العزل وقد أدت المذبحة إلى مصرع العديد من النساء والأطفال وكانت حصيلة المذبحة نحو ٦٠ شهيد وجدت جثث غالبيتهم داخل منازل القرية فقد بدأ هجومهم بعد منتصف الليل وفي بدايات اليوم الأول من يناير سنة ١٩٤٨ م وكان عدد المهاجرين بين ١٥٠ و ٢٠٠ يهودي جاءوا من التلال الواقعة جنوبي بلد الشيخ وقد ركزوا هجومهم على أطراف بلد الشيخ وحواسة ولم يكن لدى العرب آنذاك السلاح الكافي ولم يتعد الأمر وجود حراسات محلية بسيطة في الشوارع كما فاجأ اليهود البيوت النائية في الأطراف وقذفوها بالقنابل اليدوية ودخلوا على السكان النائمين وهم يطلقون نيران رشاشاتهم وقد استمر الهجوم ساعة انسحب إثرها اليهود في الساعة الثانية صباحاً بعد أن هاجموا حوالي عشرة بيوت وراح ضحية ذلك الهجوم نحو ٣٠ فردا بين قتيل وجريح معظمهم من النساء والأطفال وترك اليهود المهاجمون خلفهم عددا من الرشاشات والقنابل والذخائر وشوهدت بقع دماء دلت على تصدي الحرس المحلي لهم بما كان يحمل من سلاح متواضع
وأخيرا اختتم حديثي بأن
اليهود أهل غدر لاعهد لهم ولاميثاق فهم يقطنون العداء دائما للمؤمنين فرب العزة يقول : (( لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِّلَّذِينَ آمَنُواْ الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُواْ )) صدق الله العظيم