الصهاينة ومذبحة الطنطورة

بقلم / عاشور كرم

وتتوالي مذابح ال صهيون ولم تتوقف بل تزداد بشاعة فهذه المذبحة تختلف عن سائر المذابح السابقة في فلسطين ليس لحجم الضحايا فقط ولكن كونها جريمة ارتكبت على يد جيش إسرائيل بعد أسبوع واحد من إعلان قيام الدولة الإسرائيلية وقد اختار جيش الاحتلال هذه القرية بالذات بسبب موقعها على ساحل البحر المتوسط وسهولة مهاجمتها ومتذرعين أن القرية تمثل تهديدا لهم واتهموا أهلها بتحويلها لمرفا يصل منه السلاح للفلسطينيين والطنطورة قرية تقع بالقرب من حيفا وكان عدد سكانها يبلغ حوال ١٥٠٠ في عام ١٩٤٥ م ونفذت المجزرة في الليلة التي ما بين ٢٢ و ٢٣ مايو عام ١٩٤٨ م على يد لواء الإسكندروني التابع لجيش الدفاع الإسرائيلي خلال حرب ١٩٤٨ م وقد قتل في المجزرة ما بين ٤٠ حتى وصل أكثر من ٢٠٠ فلسطيني فقد استهدف الجيش الإسرائيلي القرية في ليل ٢ مايو ١٩٤٨ م أولا بقصفها من البحر قبل عملية المداهمة على يد جنود الكتيبة ٣٣ من لواء إسكندروني من جهة الشرق وفي نفس الليلة تواصل الهجوم حتى اليوم التالي حتى تمكنوا من احتلالها وبدأت المذبحة بحق أهالي القرية غداة احتلالها مباشرة فكانت مذبحة بشعة في ذلك اليوم وخاصة ضد رجال القرية حيث أُطلقت النيران على الرجال في الشوارع وفي بيوتهم وتم تجميعهم في مجموعات من ستة إلى عشرة أشخاص في مقابر جماعية في مقبرة القرية وأُكره بعض الرجال على حفر خنادق أصبحت مقابرهم بعد أن أُطلق عليهم النار ودفنوا فيها جماعات ولم تتوقف حملة الذبح وسفك الدماء التي كان يقومون بها الجنود الصهاينة إلا بعد وصول بعض سكان قرية زخرون يعقوب أما تلك المقابر الجماعية فقد أصبحت الآن موقف سيارات بشاطئ موشاف دور فقد أُحصيت أكثر من مائتي وخمسون جثة في ليلة الاحتلال والأيام التي تلتها وتم طرد النساء والأطفال بعد تفتيشهم ومصادرة كل ما يملكون وأُسِر الرجال والفتيان من سن السابعة عشر وحتى الستين عاما في معتقلات كانت القوات الصهيونية تسيطر عليها وتمت تصفية وقتل العديد من هؤلاء الأسرى قبل أن يتم تسجيلهم من قبل الصليب الأحمر الدولي ولقد صمدت القرية وقاومت مقاومة باسلة ولكن مع ضعف تسليحهم الصمود أمام القوات الصهيونية لم يطل وفي نفس اليوم قامت المنظمات الصهيونية المسلحة بأسر الرجال وتشريد ما تبقى من أهلها من نساء وأطفال وتركهم يهيمون في العراء وعلي أنقاضها أقيمت مستعمرة نحشوليم عام ١٩٤٨ م وفي عام ١٩٤٩ م أُقيمت مستعمرة أخرى هي مستعمرة موشاف دور على الجزء المتبقي من أراضي القرية وأكد عدد من المؤرخين العرب واليهود أن تلك المذبحة تعتبر من أبشع المذابح التي ارتكبها الصهاينة في فلسطين والتي تزيد عن ثمانين مذبحة

وأخيرا اختتم حديثي بأنه
بعد خروج الأسرى والمحتجزين من الأسر فقد كانت لهم رحلة طويلة من البحث عن أُسرهم التي تشتتت ما بين سوريا والأردن والعراق وكانت غالبية هذه الأسر من نساء وأطفال هم حاليا لاجؤون في سوريا وموزعون ما بين مخيم اليرموك ومنطقة القابون في دمشق ومخيم الرمل في اللاذقية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.