بقلم / حسين عبد اللطيف
الصفقات العائلية يعيبها اتساع دائرة الخسران فيها، فلا تقتصر آثارها السلبية على طرفيها فحسب بل تتعداها للخلف و السلف و ذويهم و لا تقف عند المال فقط بل تتجاوزه إلي المشاعر فتلوثها، و إلي الروابط فتدنسها و غالبا ما تنتقل إلي الورثة محمولة لهم مع الميراث، فتنال جيلا بعد جيل، و خلفا بعد سلف، مختومة بالجفاء، منتهية بالقطيعة، قطيعة الارحام و ما أشدها.
لكم ضيع الطموح الشديد رجالا، و كم ضيعت الاحلام بشرا، و لكم كانت الأموال موضع خلافا و اوردت أصحابها مورد سوء.
أما صفقات الأغراب فيسودها مبدأ، ” الغنم بالغرم ” أي من يكسب، أو يخسر، بالورقة و القلم، و السند و المستند، و ليس بالثقة و القرابة، فالحقوق مكتوبة، لا زيادة فيها و لا نقصان، و التجارة معلقة بشروطها و بنودها، و بالعمل بالقاعدة الشرعية الذهبية، التي لا يأتيها الباطل من بين يديها، ذلك قوله سبحانه و تعالى: “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا تَدَايَنتُم بِدَيْنٍ إِلَىٰ أَجَلٍ مُّسَمًّى فَاكْتُبُوهُ ۚ وَلْيَكْتُب بَّيْنَكُمْ كَاتِبٌ بِالْعَدْلِ ۚ وَلَا يَأْبَ كَاتِبٌ أَن يَكْتُبَ كَمَا عَلَّمَهُ اللَّهُ ۚ فَلْيَكْتُبْ وَلْيُمْلِلِ الَّذِي عَلَيْهِ الْحَقُّ وَلْيَتَّقِ اللَّهَ رَبَّهُ وَلَا يَبْخَسْ مِنْهُ شَيْئًا ۚ”.
صدق الله العظيم