السبب الرئيسي في دخول الجنة


بقلم / محمـــد الدكــروري

لقد كان نبي الله موسى عليه السلام كان يؤمن إيمانا جازما بحتمية النصر من الله سبحانه وتعالى له، وقد وصف الله سبحانه وتعالى لنا مشهد معيته لنبية موسى عليه الصلاة والسلام فقال تعالي في سورة الشعراء ” فلما تراءي الجمعان قال أصحاب موسي إنا لمدركون ” فيرد عليهم نبي الله موسى عليه السلام ” كلا إن معي ربي سيهدين ” فقد تراءى جمع الإيمان بقيادة كليم الله موسى عليه السلام، وجمع الكفر بقيادة فرعون ومعه زبانيته وأعوانه، وعندما بدأ أصحاب موسي يقولون له ” إنا لمدركون ” فكان كلام نبي الله موسى عليه السلام كأنه كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم في الغار، فيه ثقة، وثبات، ويقين، وإيمان من النصر، ولقد ضرب نبي الله موسى عليه السلام البحر بعصاه بأمر من الله تعالى، فانفصل البحر قسمين.

ومشى نبي الله موسى حتى وصل إلى الشاطئ، وأغرق الله تعالي فرعون وجنوده، ولا تزال جثة فرعون التي تعرف اليوم بالمومياء شاهدةً إلى عصرنا هذا على قدرة الله وحفظه ورعايته لنبيه وكليمة موسى عليه الصلاة والسلام، فإن التقوى سبب الفلاح في الدنيا والآخرة، وهي سبيل نيل الحسنات، والرفعة في الدرجات، وهي تتحقّق في القلوب بالاستجابة لأوامر الله سبحانه، والانتهاء عما نهى عنه، والالتزام بمنهج الحق في الحياة فالمكانة التي ينالها العبد يوم القيامة تكون بقدر التقوى المتحققة في قلبه، ومما يؤكد ذلك قول الله سبحانه وتعالى “فإذا نفخ فى الصور فلا أنساب بينهم يومئذ ولا يتساءلون، فمن ثقلت موازينه فأولئك هم المفلحون، ومن خفت موازينه فأولئك الذين خسروا أنفسهم فى جهنم خالدون” فالنسب لا يرفع درجة صاحبه.

ولا يكون سببا في دخول الجنة، أو بلوغ درجاتها، وإنما تقوى الله هي التي تنفعه، كما ورد عن النبي الكريم صلى الله عليه وسلم أنه قال “من بطأ به عمله لم يسرع به نسبه”أي أن النسب لا يحقق للعبد المنزلة التي سعى إليها فلم ينلها، بل ينال العبد المنزلة الرفيعة بما قدمه من أعمال، مما يؤكد على أهمية التقوى، والإيمان، والعمل الصالح في بلوغ ما يسعى إليه العبد من نيل رضى الله سبحانه، ودخول جنته، وقد ترجم النبي الكريم صلى الله عليه وسلم وصحابته الكرام رضي الله عنهم مبدأ المساواة بين الناس واقعا عمليا في حياتهم فقد نسب النبي صلى الله عليه وسلم الصحابى سلمان الفارسي إلى أهل بيته وآله الكرام، إذ قال صلى الله عليه وسلم “سلمان منا أهل البيت” كما عبّر عمر الفاروق رضي لله عنه عن تلك المعاني العظيمة في المساواة بين الخلق.

إذ كان يقول قاصدا عتق أبي بكر الصديق لبلال بن رباح “سيدنا أعتق سيدنا” وإن الوقوف بعرفات ركن من أركان الحج، فكما قال صلى الله عليه وسلم “الحج عرفه” ففي عرفات يتعارف الناس مع بعضهم البعض، ويشكو بعضهم همومه وأحزانه، ويعلم البعض البعض إرشادات وتوجيهات، ثم هو رسالة إلى الباري جل في علاه مكتوب على ظرفها اللهم أعز الإسلام والمسلمين، وأذل الشرك والمشركين، وتذكر بيوم العرض الأكبر يوم يقوم الناس فيه للحساب، إنها عِبر وعظات يستشعرها الحاج في عرفات وغيره من شعائر الحج ونسكه، فإن كان من هدف للحج، فالهدف والله أعلم أن يعود الناس إلى بلادهم وأوطانهم، وقد ملئت قلوبهم بالإيمان، لا رياء ولا سُمعة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.