الدكروري يكتب عن والجبال أوتادا

بقلم / محمـــد الدكـــروري

 

الحمد لله الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله وكفى بالله شهيدا، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له إقرارا به وتوحيدا وأشهد أن محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم تسليما مزيدا، أما بعد إن المتأمل في خلق الجبال يجد أن الجبل قد تكون بفعل انزياح الطبقة الصلبة من الأرض وخروجها، وبعد نزولها على سطح الأرض، تقوم بالتجمد فتتصلب وتشكل الجبل، وبعد بروز الجبال وثباتها تبدأ عمليات التعرية لسطح الجبل حيث تعمل على تآكل القمم، وعندما تتكون الجبال فإنها تنتصب على حواف القارات حتى تقوم بتثبيت مادة القارات في قيعان المحيطات والبحار، ولقد اكتشف العلماء حديثا أن الجبال تتحرك حركة خفيفة جدا بحدود بضع ميليمترات كل سنة، وهذه الحركة لا يمكن ملاحظتها أبدأ ولكن لغة الأرقام والقياسات لعمر الأرض وشكلها قبل ملايين السنين.

كل هذه معطيات تؤكد وجود الحركة للجبال مع الألواح التي تقوم عليها، فالألواح الأرضية تتحرك، وبما أن الجبال تقوم على هذه الألواح فهي تتحرك معها هذه هي الحركة الأولى للجبال والتي لم يتأكد وجودها إلا حديثا جدا ولكن هنالك حركة ثانية، فعندما تدور الأرض حول محورها تدور معها الجبال، وهذه الحركة يمكن رؤيتها مباشرة من الفضاء الخارجي، والجبال لها جذور تمتد لأكثر من خمسين كيلو مترا في الأرض، فهذا يعني مزيدا من التثبيت والإحكام لهذه الطبقات والألواح بدورها ترتكز على طبقة أعمق أثقل من الألواح وهكذا يزداد الثقل كلما اتجهنا نحو المركز الأرضي لذلك فإن الله تعالى قد أرسى هذه الجبال لنستمتع باستقرار الأرض ولقد كشفت البحوث الجيولوجية الحديثة أن الجبال هي كالوتد المغروس في الأرض.

والذي قاد هذا الكشف هو وجود جذر للجبل داخل الأرض، فعند رسم مخطط لهذا الجبل نراه كالوتد منه جزء بارز على الأرض هو الجبل، والجزء الأكبر في عمق الأرض وقد درس الباحثون سر تكون الجبال والهدف منها وما هي فائدتها، فتبين أن الجبال تمثل مثبتات للأرض خلال رحلة دورانها، ولما خلق الله عز وجل الأرض، أي أرض الكعبة ودحيت وبسطت من جوانبها وبقيت كلوحة على وجه الماء، جعلت تميد، أي شرعت تميل وتتحرك وتضطرب شديدة ولا تستقر حتى قالت الملائكة لا ينتفع الإنس بها، فخلق الله عز وجل الجبال وأمر الله عز وجل وأشار بكونها واستقرارها عليها، فاستقرت، أي الجبال عليها أو فثبتت الأرض في مكانها أو ما مادت ولا مالت عن حالها ومحلها، وقد مر مرارا أن القول يعبر به عن كل فعل وقرينة اختصاصه اقتضاء المقام.

فالتقدير ألقى بالجبال على الأرض كما قال تعالى “وألقى في الأرض رواسي أن تميد بكم” والإرسال لبيان العظمة والكبرياء وأن مثل هذا الأمر العظيم يتأتى من عظيم قدرته بمجرد القول وقيل ضمن القول معنى الأمر أي أمر الجبال قائلا ارسي عليها وقيل أي ضرب بالجبال على الأرض حتى استقرت وسألت الملائكه الله عز وجل ؟ هل من خلقك أي مخلوقاتك أشد من الجبال ؟ قال نعم الحديد، فإنه يكسر به الحجر ويقلع به الجبال فقالت الملائكه وهل هناك شئ أشد من الحديد ؟ قال نعم النار، فإنها تلين الحديد وتذيبه، قالوا وهل هناك شئ أشد من النار ؟ قال نعم الماء لأنه يطفئ النار، قالوا وهل هناك شئ أشد من الماء ؟ قال نعم الريح من أجل أنها تفرق الماء وتنشقه وإن الريح تسوق السحاب الحامل للماء،

فقالوا وهل هناك شئ أشد من الريح ؟ قال نعم، ابن آدم تصدق بصدقة فأخفاها حتى لا تعلم شماله ما أنفقت يمينه أي التصدق من بني آدم أشد من الريح ومن كل ما ذكر، من الجبال والحديد والنار والماء.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.