الدكروري يكتب عن نشأة العملة ‏الورقية حول العالم

بقلم / محمـــد الدكـــروري
اليوم : الثلاثاء الموافق 27 فبراير 2024

 

إن الحمد لله الخافض الرافع نحمده أن أنزل القرآن على الناس يتلى وأذهب به عن الأرواح المواجع، يا ربنا لك الحمد على كل حال وواقع، اللهم إنا نشهدك على أنفسنا بأننا نشهد بأنك أنت الله رب كل شيء ورب العرش العظيم، لا إله إلا أنت وحدك لا شريك لك، محمد عبدك ورسولك، اللهم صل وسلم وبارك عليه واجعل له صلاتنا وديعة يا من لا تضيع عنده الودائع، وبعد عباد الله اتقوا الله حق تقاته، ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون ثم أما بعد لقد تعددت الروايات التاريخية حول العالم التي تنسب لنفسها الفضل في طباعة النقود، فهناك رواية تشير إلى إنتقال العملات الورقية إلى اوروبا في القرن الرابع عشر، فكان أول مصرف أوروبي يصدر العملة ‏الورقية هو مصرف ستوكهولم في عام ألف وستمائة وستون ميلادي.

وفي عام عام ألف وستمائة وتسعة وستون ميلادي، بدأ مصرف اسكوتلندا بإصدار العملات ‏الورقية، وفي عام عام ألف وستمائة وستون ميلادي، أصدرت العملة الورقية لأول مرة في أمريكا، إلا أن العملات كانت تصدرها مصارف ‏خاصة مما جعل البعض يرفض إستلام عملات التي تصدرها مصارف لا يثق بها، وقد تمكنت إنجلترا من إصدار أول عملة ورقية في العالم وكانت من فئة الجنيه والجنيهين، وذلك فى السادس والعشرين من شهر فبراير عام ألف وسبعمائة وسبعة وتسعون ميلادي، حيث ظهرت الأوراق النقدية كنتيجة مباشرة للمشاكل المتعلقة بتكلفة تخزين ونقل النقود السلعية، التي كان من أهمها معدني الذهب والفضة، والتي كانت تستخدم لأغراض التبادل السلعي، ورغم إعلان بريطانيا طرح العملة الورقية لأول مرة في العالم.

فهناك دراسات تاريخية تتحدث عن أن الصين تعد أول دولة في العالم قامت بصناعة العملة الورقية وطباعتها، وتشير الدراسات إلى أن الصين كانت أول بلد طبع العملة الورقية وذلك في عهد سلاله تانغ عام ستمائة وثماني عشر ميلادي إلي عام تسعمائة وسبعة ميلادي، ولقد كانت الفكرة الاُولى لنشوء العملة الورقية قد ولدت بين التجار الذين يتنقلون من بلد إلى بلد ويحملون نقودهم الذهبية والفضية معهم فكانت عرضة للضياع والسرقة فاستعاضوا عنها بوثائق خطية تثبت مقدار ملكيتهم فكانت تمثل البديل الورقي البدائي للعملة المعدنية من الذهب والفضة، وشهادة بقدرة حاملها على دفع المقدار المثبّت على متنها، وكانت تلك كالورقة تدفع إلى التاجر الذي تشترى منه البضاعة وهو بدوره يستطيع أن يتسلم المبلغ المثبت على هذه الورقة.

من الشخص المودع عنده مال التاجر المشتري ثم تطور استعمال هذه الأوراق فصار بالإمكان دفعها إلى أي بائع أو مشتري بشكل متداول ليكون المرجع النهائي في القبض هو المركز المودع فيه المال، على الجانب الآخر يظهر أن النقود الورقية ظهرت فى أوروبا في القرن الرابع عشر لكنها لم تتطور إلى ما يشبه وظيفتها الحالية سوى في القرن السابع عشر فكان أول مصرف أوروبي يصدر العملة الورقية هو مصرف ستوكهولم في عام ألف وستمائة وستون ميلادي، إلا أنه فشل في عام ألف وستمائة وأربعة وستون ميلادي، بالايفاء لدفع قيمة كل ما أصدره من عملات ورقية بالذهب، فأعلن إفلاسه في ذلك العام، وفي عام ألف وستمائة وتسعة وستون ميلادي.

بدأ مصرف اسكتلندا بإصدار العملات الورقية، ولا يزال حتى الآن بعد أكثر من ثلاثمائة عام يقوم بهذه المهمة بنجاح، ليصبح بذلك المصرف الذي أصدر عملات ورقية لأطول وقت دون توقف.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.