الدكروري يكتب عن معجزات الأنبياء والرسل


بقلم / محمـــد الدكـــروري

إن المتأمل في معجزات الأنبياء والرسل الكرام يجد أنها كانت حسيّة وقتية، لا يعلم بها إلا من رآها وعاصرها، وأما معجزة النبى الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، فكانت عقلية دائمة، وهي القرآن العظيم، وما فيه من إعجاز في اللغة والأحكام والحقائق العلمية والتاريخية والنفسية والجغرافية والحسابية، وغير ذلك كثير، فلا تنقضي عجائبه، وكلما ازدادت البشرية علما ازدادت علما بجهلها وإدراكها للسبق العظيم الدال على عظيم كتاب الله سبحانه وتعالى، وكيف لا، ومصدره اللطيف الخبير سبحانه وتعالى وهذا إلى جانب المعجزات الحسية للنبى الكريم محمد صلى الله عليه وسلم وهي كثيرة، وإن أسماء السور القرآنية في القرآن الكريم تختلف بين سورة وأخرى.

وهذا الاختلاف يكون نتيجة الغرض المراد من كل سورة فبعض السور تحمل أسماء قصص أوردتها وتحدثت عنها كسورة البقرة، وبعض السور أيضا تحمل أسماء كلمات مميزة فيها، وبعضها تحمل أسماء مطالعها مثل سورة القارعة، وفي الحديث عن سورة الأنبياء فإن سبب تسميتها بهذا الاسم يرجع إلى أنها تتناول قصص أنبياء الله تعالى، ودورهم في تذكرة البشرية، وهؤلاء الأنبياء هم أفضل خلق الله سبحانه وتعالى، وهم الذين قادوا الأرض إلى الخير والسعادة، وهذه السورة تسير على نمط واحد، فهي توضح كيف كان خطاب النبى صلى الله عليه وسلم، ودعوته لقومه، وكيف كانت عبادته وتبتله لربه عز وجل، لتصل في النهاية إلى إثبات وحدة رسالة كل الأنبياء عليهم السلام.

وكان من أسباب النزول بين السور القرآنية، هو أن كل سورة تنزل لحادثة كانت تحدث أيام الرسالة النبوية، وأيام نزول الوحي عليه السلام ليقوم أفعال الناس أو ليؤيد أفعالهم، وقد ورد في سبب نزول هذه السورة، رواية تقول عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما قال آية لا يسألني الناس عنها، لا أدري أعرفوها فلم يسألوا عنها أم جهلوها فلا يسألون عنها؟ قال وما هي؟ قال لمّا نزلت ” إنكم وما تعبدون من دون الله حصب جهنم أنتم لها واردون” شق على قريش، فقالوا يشتم آلهتنا؟ فجاء ابن الزبعري فقال ما لكم؟ قالوا يشتم آلهتنا، قال فما قال؟ قالوا، قال ” إنكم وما تعبدون من دون الله حصب جهنم أنتم لها واردون” قال ادعوه لي، فلمّا دُعي النبى صلى الله عليه وسلم، قال يا محمد.

هذا شيء لآلهتنا خاصة أو لكل من عُبد من دون الله؟ قال لا بل لكل من عبد من دون الله، فقال ابن الزبعري خصمت ورب هذه البنية وهو يعني الكعبة، ألست تزعم أن الملائكة عباد صالحون، وأن عيسى عبد صالح ؟ وأن عزيرا عبد صالح؟ قال بلى، قال فهذه بنو مليح يعبدون الملائكة، وهذه النصارى يعبدون عيسى، وهذه اليهود يعبدون عزيرا، قال فصاح أهل مكة، فأنزل الله تعالى ” إن الذين سبقت لهم منا الحسنى أولئك عنها مبعدون “

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.