الدكروري يكتب عن ليس الولى الذى يطير فى الهواء

بقلم / محمـــد الدكـــروري
الثلاثاء الموافق 2 إبريل 2024

 

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله تعالى من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله صلي الله عليه وسلم، وبعد فإن أصدق الحديث كتاب الله تعالى وخير الهدي هدي نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار حياكم الله جميعا وطبتم وطاب سعيكم وممشاكم وتبوأتم جميعا من الجنة منزلا وأسأل الله الحليم الكريم جلا وعلا أن يجمعنا في الآخرة مع سيد الدعاة وإمام النبيين في جنته ودار مقامته ثم اما بعد إن الإنسان إذا نوى وصمم ألا يعصى الله الله عز وجل يهيئ له سبل الحلال، والنقطة الدقيقة الأخيرة.

وهى أن الإنسان لا يعد مضطرا إذا كان فى مجتمع مسلم، وهذا الكلام إذا كان فى سفر، أو فى بادية، أو فى صحراء، أو على وشك الموت جوعا، وهناك خنزير برى ممكن، أما ضمن مدينة لك أهل وأقرباء، لا تملك ثمن طعام دعيت إلى مطعم فيه لحم خنزير فعليك ألا تأكل إلا ما أحل الله لك، ولا تقول لا يوجد معى، فعليك أن تسأل، أو أقترض، أو أطلب الطعام، ولا تأكل ما حرم الله، وهكذا دائما نقول بأن أخطر موضوع على الإطلاق بعد الإيمان بالله أن تعرف منهجه، وأن تحمل نفسك على سلوك ذلك المنهج، بل إن الإنسان إذا عرف الله عز وجل لا يشغله شيء إلا أن يبحث عن أمره ونهيه، والله سبحانه وتعالى يبين أن المرجح الوحيد بين الخلق هي الطاعة والتقوى، حين قال سبحانه وتعالى فى سورة الحجرات ” إن أكرمكم عند الله أتقاكم”

فإنه ليس الولى الذى يطير فى الهواء، وليس الولى الذى يمشى على وجه الماء، ولكن الولى كل الولى الذى تجده عند الحلال والحرام، وإن الولي كل الولي أن يراك الله حيث أمرك، وأن يفتقدك حيث نهاك، وإنه يوجد سلوك يقال عنه بأنه سلوك استعراضى وهو أن تضع المصحف في جيبك، أو أن تعلقه في مركبتك، أو أن تضعه في بيتك، فإن هذا سلوك استعراضى، إذا لم يكن هناك طاعة حقيقية لله عز وجل فهذا السلوك الاستعراضي لا يقدم ولا يؤخر، فكن عميقا، تعلق بجوهر الدين، اقتدى بأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم الذين رضى الله عنهم، لأنهم كانوا عند الأمر والنهى، ومن صفات الفاروق عمر رضى الله عنه عملاق الإسلام أنه كان وقافا عند كتاب الله.

فلذلك موضوع الحلال والحرام هذا قد لا يلفت نظر الذين قصروا في معرفة الله، لأن شرف الأمر من شرف الآمر، فكلما عظم الله عندك عظم أمره، وكلما جل ربك في عينك جل أمره أيضا، فسبيل تعظيم الله تعظيم أمره، ودليل محبتك له طاعته، بل إن الله تعالى جعل طاعة الرسول صلى الله عليه وسلم مقياسا لمحبته، فقال تعالى فى سورة آل عمران ” قل إن كنتم تحبون الله فاتبعونى يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم ” اللهم آمنا في أوطاننا وأصلح أئمتنا وولاة أمورنا، اللهم أعذنا من الفتن ما ظهر منها وما بطن، اللهم اشف مرضانا وارحم موتانا وموتى المسلمين، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.