بقلم / محمـــد الدكـــروري
اليوم الجمعة 17 نوفمبر
الحمد لله المبدئ المعيد، الفعال لما يريد، خلق فسوى، وقدر فهدى، أحمده وأشكره وأثني عليه الخير كله، هو رب كل شيء ومليكه، وأصلي وأسلم على رسوله ومصطفاه، محمد بن عبدالله، وعلى آله وصحبه أجمعين، لقد عجز الغرب الكافر اليوم عن إبعاد المسلمين عن دينهم بقوة السلاح لكنه استولى على العقول ولا سيما عقول الشباب فبثت القنوات وعملت المخططات وأنشئت الدراسات كل ذلك للإطاحة بشباب الإسلام ويا للأسف فقد تحقق للكفار ما أرادوا ونالوا من شبابنا ما ناولوا، ولكن لم يكن ليتم ذلك إلا بمعاونة وسائل الإعلام المسلمة ومشاركة أولياء جهلة ظلمة تنصلوا عن التربية واهتموا بسفاسف الحياة فأصبح لدينا جيل تنكر لدينه وخرج من عقيدته وتبرأ من أهله وعشيرته وتخلى عن عاداته وانخلع من تقاليده.
فها نحن نرى قطعانا من الناشئة رائحة إلى مدارسها وغادية، لا يعرفون معروفا ولا ينكرون منكرا، بل تغيرت أفهامهم وانتكست أوضاعهم وفسدت طبائعهم وقلدوا أعداءهم، فعليكم بتربية الأبناء تربية صالحه إسلامية، فعلمهم السلام وأحكام السلام، فإن من أحكام السلام وآدابة في الإسلام هو إلقاء السلام في بداية المجلس وعند مفارقته لقوله صلى الله عليه وسلم ” إذا انتهى أحدكم إلى المجلس فليسلم، فإذا أراد أن يقوم فليسلم، فليست الأولى بأحق من الآخرة ” رواه أبو داود والترمذي والنسائي، وعن معاوية بن قرة عن أبيه رضي الله عنه قال يا بني إذا كنت في مجلس ترجو خيره فعجلت بك حاجة فقل السلام عليكم فإنك شريكهم فيما يصيبون في ذلك المجلس” رواه الطبراني موقوفا، وفي المسند عن سهل بن معاذ عن أبيه.
عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال ” حق على من قام على جماعة أن يسلم عليهم وحق على من قام من مجلس أن يسلم” فقام رجل ورسول الله صلى الله عليه وسلم يتكلم فلم يسلم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” ما أسرع ما نسي” وإن اليهود يحسدون المسلمين على السلام، فعن أم المؤمنين السيدة عائشة رضى الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم قال “ما حسدتكم اليهود على شيء ما حسدتكم على السلام والتأمين” رواه احمد، وإن إلقاء السلام من حقوق المسلم على أخيه، فعن أبي هريرة رضي الله عنه، قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول “حق المسلم على المسلم خمس، رد السلام، وعيادة المريض، واتباع الجنائز، وإجابة الدعوة، وتشميت العاطس” رواه البخاري ومسلم.
ويعرف السلام فى اللغة بأنه الصلح، والعافية، والتسليم، والسلامة، بينما يعرف السلام اصطلاحا بأنه الاستقرار الذي يسود المجتمع، وتسعى إليه المجموعات البشرية أو الدول، لتحقيق الانسجام ونبذ العداوة، فالتعريف هنا يشمل حالة إيجابية مرغوبة لتحقيق العدل والقضاء على الاستغلال، بعد أن كان المفهوم يقتصر على معناه السلبي الذي يربط عملية السلام بغياب الاضطرابات وأعمال العنف، ويرتبط السلم والسلام بثلاثة مفاهيم في هذا المجال، منها مفهوم صنع السلام الذي يعني مساعدة الأطراف المتنازعة على عقد اتفاق فيما بينهم للوصول إلى حالة من الاستقرار، ومفهوم حفظ السلام الذي يعني منع الأطراف المتنازعة من شن الحروب ضد بعضها البعض.