الدكروري يكتب عن كلمة الحق فوق الجميع

بقلم / محمـــد الدكـــروري
الأربعاء الموافق 1 مايو 2024

 

الحمد لك يا رب العالمين، أشهد ألا إله إلا الله وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، أدى الأمانة وبلغ الرسالة ونصح الأمة وجاهد في الله حق جهاده فصلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيران ثم أما بعد إن الله أوجب على المسلم أن يقول كلمة الحق لا يبالي في ذلك بأحد ولو كان الحاكم، لكنه مأمور في الإسلام بحسن الخلق وحسن المناصحة، فلا يُقبل منه التشهير على المنبر أو في المجالس أو في وسائل الإعلام بالحاكم أو بأي مسلم وإنما يناصحه سرا مشافهة أو بخطاب يكتبه له، أما فيما يتعلق بالأمور العامة والدعوة إلى الخير والنهي عن الشر فإنه مأمور أن يعلن ذلك في كل الأحوال، أما أن يتكلم الإنسان بالباطل المخالف للقرآن وسنة الرسول صلى الله عليه وسلم أو يدعو إلى منكر فإن الإسلام لا يسمح له بذلك بل يمنعه ويجب على الحاكم معاقبته.

إذا لم يمتنع لأن ذلك من الفساد في الأرض والله لا يحب الفساد وليس ذلك من حرية الرأي في شيء، وأما الحرية الشخصية، فقد أعطى الإسلام للإنسان رجلا أو امرأة كامل الحرية في التصرف والاختيار بشرط أن لا يتجاوز الحدود الشرعية، فجعل له حرية البيع والشراء والهبة والصدقة والتملك المشروع، وجعل لكل من الرجل والمرأة حرية اختيار الزوج وحرية استقلال الزوجة في المسكن إلى غير ذلك من الأمور المشروعة، أما الأمور التي حرمها الله سبحانه مثل ارتكاب الفواحش كالزنا واللواط وتعاطي المسكرات والمخدرات ولبس الأزياء العارية أمام الناس والرقص والغناء والتعامل بالربا والقمار والسحر والمكاسب المحرمة فكل ذلك ممنوع لأنه خبيث وفساد في الأرض فيجب منع الإنسان منه حماية لدينه وشرفه وجسمه وأسرته وماله وحماية للمجتمع من شره.

ولقد حفظ الله عز وجل للإنسان حق الانتفاع بكل شيء طيب نافع، وخلق من أجله كل شيء في الأرض، وأحل له جميع المعاملات والتصرفات إلا ما كان ضارا به أو بالمجتمع، فأحل جميع المأكولات والمشروبات إلا ما كان ضارا أو مسكرا أو نجسا خبيثا وأحل له جميع الملبوسات إلا ما كان محرما لكونه يزري بالرجل ويحط من رجولته وكرامته كلبسه لباس المرأة أو العكس وهو لبس المرأة ما هو خاص بالرجل، وكذا حرم الله على المسلم أن يتشبه بغير المسلمين فيما هو من خصائصهم في اللباس وغيره لأن الإسلام أراد للمسلم العزة وعدم التبعية ولأن التشبه في الظاهر يورث المحبة في الباطن، وقلة أو عدم إنكار الكفر بالله عز وجل، وقد فرض الله على المسلم حب الله وتوحيد الله وطاعته، والمؤمنين بالله المتبعين لرسوله محمد صلى الله عليه وسلم.

وبغض الشرك بالله وجميع الكفر والكافرين، وحرم الله على الرجل لبس الذهب والحرير لأنه حلية النساء، وحرم من المأكولات لحم الخنزير والميتة والدم المسفوح وآكلة الجيف والنجاسات من البهائم والطيور وكل ذي مخلب من الطير وكل ذي ناب من السباع لما فيها من الضرر، وحرم من المعاملات ما تقدم ذكره من الربا والميسر وجميع المعاملات التي فيها جهالة وغش ومخاطرة، وكذلك فإن الإساءة إلى الغير ظلم عظيم، وفي رؤية الدين لا شيء أسوأ من ان يعتدي الانسان على حقوق الآخرين، او يسيء اليهم ماديا أو معنويا، فإن الله تعالى قد يغفر للانسان اذا ما قصّر أو أخطأ تجاه خالقه شرط التوحيد، فسبحانه وتعالى القائل “إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء” ولكنه تعالى لا يتساهل ولا يغفر للانسان تقصيره وخطأه تجاه الآخرين.

ويصنف الامام علي بن أبى طالب رضى الله عنه، أنواع الظلم الى ثلاثة اصناف ويعتبر ان ظلم الناس هو الظلم الاخطر بعد الشرك بالله تعالى فيقول “ألا وإن الظلم ثلاثة، فظلم لا يغفر، وظلم لا يترك، وظلم مغفور لا يطلب، فاما الظلم الذي لا يغفر فالشرك بالله، وأما الظلم الذي يغفر، فظلم العبد نفسه عند بعض الهنات، واما الظلم الذي لا يترك فظلم العباد بعضهم بعضا، القصاص هناك شديد” ويقول رضى الله عنه في كلمة آخرى “من ظلم عباد الله كان الله خصمه دون عباده”

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.