الدكروري يكتب عن قاعدة عظيمة من القواعد


بقلم / محمـــد الدكـــروري

ذكرت كتب الفقه الإسلامي الكثير عن فريضة الحج وعن ميدان التعلم في موسم الحج وإن هذه قاعدة عظيمة من القواعد، وهي قاعدة العلم وتوضيح منهج التوحيد والعقيدة، فإذا انطلقت وأنت في الحج تشهد الناس المنافع في أمور شتى، فلك الأجر والقواب العظيم، ومن منهج التعليم أنه روي عن ابن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا طاف في الحج والعمرة، أوّل ما يقدم فإنه يسعى ثلاثة أطواف بالبيت، ثم يمشي أربعة، ثم يصلي سجدتين، ثم يطوف بين الصفا والمروة، رواه مسلم والترمذي والنسائي وابن ماجة، وعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال ما تركت استلام هذين الركنين، اليماني والحَجر، منذ رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يستلمهما في شدة ولا رخاء” رواه البخاري ومسلم والنسائي.

وعن جعفر بن محمد، عن أبيه قال دخلنا على جابر بن عبد الله رضي الله عنهما فسأل عن القوم حتى انتهى إلي فقلت أنا محمد بن علي بن حسين، فأهوى بيده إلى رأسي فنزع زري الأعلى ثم نزع زري الأسفل ثم وضع كفيه بين ثديي وأنا يومئذ غلام شاب، فقال مرحبا بك يا ابن أخي، سل عمّا شئت، فسألته وهو أعمى، وحضر وقت الصلاة فقام في نساجة ملتحفا بها، كلما وضعها على منكبه رجع طرفاها إليه من صغرها، وردائه إلى جنبه ، على المشجب، فصلى بنا، فقلت أخبرني عن حَجّة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال بيده، فعقد تسعا فقال إن رسول الله صلى الله عليه وسلم مكث تسع سنين لم يحج ثم أذنّ في الناس في العاشرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم حاج فقدم المدينة بشر كثير.

كلهم يلتمس أن يأتم برسول الله صلى الله عليه وسلم، ويعمل مثل عمله، فخرجنا معه حتى أتينا ذا الحليفة، فولدت أسماء بنت عميس محمد بن أبي بكر رضي الله عنه، فأرسلت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم كيف أصنع؟ قال “اغتسلي واستثفري بثوب وأحرمي” فصلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ركعتين في المسجد، ثم ركب القصواء، حتى إذا استوت به ناقته على البيداء، نظرت إلى مد بصري بين يديه ، من راكب وماشِ، وعن يمينه مثل ذلك، وعن يساره مثل ذلك،ومن خلفه مثل ذلك، ورسول الله صلى الله عليه وسلم بين أظهرنا، وعليه ينزل القرآن، وهو يعرف تأويله، وما عمل به من شيء عملنا به، فأهلّ بالتوحيد ” لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك، إن الحمد والنعمة لك والملك، لا شريك لك”

وأهل ّ الناس بهذا الذي يهلون به، فلم يردّ رسول الله صلى الله عليه وسلم عليهم شيئا منه، ولزم رسول الله صلى الله عليه وسلم تلبيته، قال جابر رضي الله عنه لسنا ننوي إلا الحج، لسنا نعرف العمرة حتى إذا أتينا البيت معه ، استلم الركن، فرمل ثلاثا ومشى أربعا، ثم نفذ إلى مقام إبراهيم عليه السلام فقرأ قول الله تعالى من سورة البقرة “واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى” فجعل المقام بينه وبين البيت، فكان أبي يقول ولا أعلمه ذكره إلا عن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقرأ في الركعتين “قل هو الله أحد” و ” قل يا أيها الكافرون” ثم رجع إلى الركن فاستلمه ثم خرح من الباب إلى الصفا، فلما دنا من الصفا قرأ قول الحق من البقرة “إن الصفا والمروة من شعائر الله” وقال “أبدأ بما بدأ الله به” فبدأ بالصفا، فرقي عليه،

حتى رأى البيت فاستقبل القبلة، فوحد الله وكبّره وقال ” لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، لا إله إلا الله وحده أنجز وعده، ونصر عبده، وهزم الأحزاب وحده” ثم دعا بين ذلك قال مثل هذا ثلاث مرات، ثم نزل إلى المروة، حتى إذا انصبت قدماه في بطن الوادي سعى، حتى إذا صعدتا مشى، حتى أتى المروة ففعل على المروة كما فعل على الصفا حتى إذا كان آخر طواف على المروة قال “لو أنى استقبلت من مري ما استدبرت لم أسق الهدي، وجعلتها عمرة، فمن كان منكم ليس معه هدي فليحلّ، وليجعلها عمرة” فقام سراقة بن مالك بن جعشم فقال يا رسول الله، ألعامنا هذا أم لأبد؟ فشبك رسول الله صلى الله عليه وسلم أصابعه واحدة في الأخرى، وقال ” دخلت العمرة في الحج” مرتين، لا بل لأبد أبد.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.