بقلم / محمـــد الدكــروري
في معركة اليرموك قام القائد العظيم سيف الله خالد بن الوليد بتقسم الجيش إلي كراديس، وكان قادة جيش المسلمين فى معركة اليرموك وهم قادة الكراديس، عياض بن غنم رضي الله عنه، والقعقاع بن عمرو التميمي رضي الله عنه، وهاشم بن عتبة رضي الله عنه، وزياد بن حنظلة رضي الله عنه، وامرؤ القيس رضي الله عنه، وعكرمة بن أبي جهل رضي الله عنه، وعبد الرحمن بن خالد بن الوليد وهو يومئذ ابن ثماني عشرة سنة وحبيب بن مسلمة رضي الله عنه، وصفوان بن أمية رضي الله عنه، وعبد الله بن قيس رضي الله عنه، وعمرو بن عبسة رضي الله عنه، والزبير بن العوام رضي الله عنه، وضرار بن الأزور رضي الله عنه، وكان هناك من نساء المسلمين يشاركن في القتال.
فقد كن نماذج رائعة للشجاعة والبطولة ونافسن الرجال في خدمة الإسلام، فقد قتلت أسماء بنت يزيد بن السكن سبعة من جيش الروم، فعن عمرو بن مهاجر، عن أبيه ” أن أسماء بنت يزيد الأنصارية شهدت اليرموك مع الناس، فقتلت سبعة من الروم بعمود فسطاط ظلتها ” وقد استثمر بعض الصحابة رضي الله عنهم ظروف المعركة، واشتداد خطوبها للوفاء بالعهود التي قطعوها لرسول الله صلى الله عليه وسلم قبل وفاته، ومن أولئك عكرمة بن أبي جهل رضي الله عنه، حيث نزل من فرسه وقاتل قتال الأبطال الأفذاذ وضحى بحياته من أجل إعلاء كلمة الله عز ورجل، فإنه كان “لما أسلم عكرمة بن أبي جهل فأتى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال يا رسول الله والله لا أترك مقاما قمته ليُصد به عن سبيل الله إلا قمت مثليه في سبيل الله.
ولا أترك نفقة أنفقتها ليُصد بها عن سبيل الله إلا أنفقت مثلها في سبيل الله، فلما كان يوم اليرموك نزل فترجل فقاتل قتالا شديدا فتم قتلة، فوجد به بضع وسبعون من بين طعنة ورمية وضربة، وقد كان كبار الصحابة من أوائل المشاركين في معركة اليرموك، فيقول ابن جرير الطبري رحمه الله ” شهد اليرموك ألف من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فيهم نحو من مائة من أهل بدر رضي الله عنهم، وكان أبو سفيان يسير فيقف على الكراديس فيقول الله الله إنكم ذادة العرب وأنصار الإسلام، وإنهم ذادة الروم وأنصار الشرك، اللهم إن هذا يوم من أيامك اللهم أنزل نصرك على عبادك ” ولقد كان موقف أبي سفيان بن حرب رضي الله عنه كان مثاليا، فلقد كان الجندي المقاتل في سبيل قضيته.
فقبوله بأن يكون جنديا تحت راية ولده يزيد بن أبي سفيان رضي الله عنهما، لهو مشهد مؤثر ويؤكد صحة العمل وسلامة الصدر من حظوظ الدنيا، وهذه هي حقيقة الإيمان المقترن بالعمل، فليس المهم أين يكون الفرد ليخدم دينه، المهم أن ينتصر الجمع ويرتفع شأن الدين، وكان أبو سفيان رضي الله عنه قد فقد عينه الثانية في هذه المعركة بعد أن كان فقد الأولى في غزوة الطائف.