الدكروري يكتب عن فاظفر بذات الدين


بقلم / محمـــد الدكـــروري

لقد حثنا رسولنا الكريم صلي الله عليه وسلم بأن نتزوج من ذات الدين، فإن كل شيء من مواصفات الدنيا يفنى ويتبدل وتبقى ذات الدين شامخة عزيزة بنور ربها الذي تحمله في صدرها،بمبادئها ومعتقداتها الراسخة رسوخ الجبال فلا تتبدل ولا تتغير، تبقى تلك التي أثنى عليها الصادق المصدوق صلي الله عليه وسلم ومن الرجال من يبحث عن المرأة العاملة ليتزوج بها أملا في أن تكون عونا له على تحقيق حياة أفضل، فيصدم بعضهم بطبيعة حياة المرأة العاملةن فهو بحاجة إلى الاستيقاظ المبكر والخروج المبكر، وقد يخرج جميع أفراد الأسرة دون تناول وجبة الصباح المهمة، لكي يستطيع أن يوصل الأولاد إلى مدارسهم ويوصل المرأة إلى عملها، ومن ثم يصل لعمله في الوقت المناسب، وفي وقت الظهيرة قد يضطر إلى الخروج المبكر من العمل.

من أجل أن يبدأ رحلة جمع شتات أسرته من المدارس والعمل والعودة بهم مرة أخرى إلى المنزل، وهو مضطر إلى ذلك وقد يضطر إلى ما هو أشد مرارة وأعظم بلاء وهو أن تذهب زوجته مع سائق غريب عنها، ومع ما يكتنف ذلك من مفاسد عظيمة، ثم إذا عادوا إلى البيت قد يشترون طعاما من السوق أو قد تخرج تلك الزوجة العاملة طعاما صنع أمس ليتم تسخينه مرة أخرى وأكله بكل ما يحمله من فوارق عن الطعام الطازج، وينام الجميع منهكون وتأتي فترة المساء وقد تكون المرأة مشغولة أيضا ببعض ما يتعلق بعملها، ويجد الرجل أن بيته تعتني به خادمة أو غيرها أو لا يوجد ذلك، وثيابه وأطفاله تعتني بهم كذلك خادمة أو غيرها أو لا يوجد من يعتني بهم، فهنا يمل الزوج من هذه الحياة ويشتاق إلى حياة السكن والاستقرار يشتاق لأن يعود إلى البيت.

فيجد في استقباله امرأة متجملة متعطرة هادئة الأعصاب تخفف عنه الجهد الذي يجده خارج المنزل، فيفكر في الطلاق، وقد يحدث للمرأة في عملها ما يستثير أعصابها وقد يحدث للرجل مثل ذلك فيعود الاثنان للمنزل بأعصاب متوترة وتكفي قضية تافهة تحدث في المنزل ليتفجر بركان الغضب بين الاثنين والذي قد تكون نهايته الطلاق، وقد أثبتت الدراسات النفسية أن المرأة نتيجة عملها خارج المنزل يحدث لديها ما يسمى بصراع الأدوار فهي مطالبة بدورها كمرأة في المنزل ولن يرحمها الزوج أو المجتمع إن قصرت، وبين رغبتها في أن تقوم بدور الرجل الذي يعمل ويكسب فيسبب لها ذلك توترا نفسيا، وتكون عرضة للهياج والغضب لأتفه الأسباب، وتتعاظم المشكلة يوم استلام المرتب، حيث يأتي الأب ويريد نصيبه.

وقد تقولي من يقوم بخدمة المجتمع التي يحتاج إليها من تعليم البنات وتطبيب النساء ونحوها فأقول لك هناك الكثير من الفتيات غير المتزوجات ومن العوانس ومن الأرامل من تبحث عن وظيفة فلا تجدها بسبب محاولتك القيام بوظيفتين، فالله سبحانه لم يكلفك بالعمل والإنفاق فلما تتعبين نفسك وتهدمين بيتك وقد تعملين ويأخذ أجرك غيرك، ولا يظن ظان أني متحامل على المرأة العاملة ولكن الناظر المنصف للإحصائيات يجد تلازما عجيبا بين زيادة النساء العاملات وزيادة نسب الطلاق وقد يتسبب عمل المرأة في طلاقها من جهة أخرى حيث هناك من الرجال من وقف مع امرأته حتى أتمت الثانوية وأكملت الجامعة وتخرجت وتعينت ثم بعد التعيين تغير حالها، فبدأت تطالب بإلغاء قوامة الرجل عليها وأنها أصبحت تنفق مثل ما ينفق.

كانت نظرتها للحياة أنها تظل مع الرجل ما دامت في حاجته وحاجة النفقة عليها فلما أصبحت ذات دخل ما عادت ترى أن هناك سببا لتحمل الرجل في أي أمر وترى أن في الطلاق حرية لها بل أصبحنا نسمع في مجتمعنا بنساء يقمن حفلات في فنادق راقية بمناسبة طلاقهن.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.