الدكروري يكتب عن غيرة أم المؤمنين حفصة


بقلم / محمـــد الدكـــروري

لقد كانت أم المؤمنين السيدة حفصة بنت عمر بن الخطاب رضي الله عنهم أجمعين، كغالب النساء، شديدة الغيرة على زوجها، صلى الله عليه وسلم، فحدث ذات يوم أن الرسول قد خلا بمارية القبطية في بيتها وفي يومها، فغضبت بشدة من ذلك، فحرمها النبي على نفسه بيمين أنه لا يقربها طلبا بذلك رضا حفصة بنت عمر، لكنه صلى الله عليه وسلم طلب منها ألا تخبر بذلك أحدا، ويروي الطبري في تفسيره لآيات سورة التحريم ذاكرا أن هناك عدة روايات حول ذلك، لكن كل ما ذكره الطبري يتفق في نهايته، أن حفصة خرجت بعد ذلك لتخبر السيده عائشة بالبشرى، وكانت حفصة وعائشة تظاهران على نساء النبى صلى الله عليه وسلم، فانطلقت حفصة إلى عائشة، فأسرت إليها أن أبشري أن النبى صلى الله عليه وسلم.

قد حرّم عليه فتاته، فلما أخبرت بسر النبى صلى الله عليه وسلم، أظهر الله عز وجل للنبى صلى الله عليه وسلم، فأنزل الله على رسوله لما تظاهرتا عليه القرآن الكريم، من سورة التحريم، وفي تلك الحادثة، طلقت حفصة، حيث غضب صلى الله عليه وسلم لإفشائها سره، وكانت حفصة عندما طلقت ذهبت إلى أهلها، وهذا ومن المعروف أن من حقوق الزوجين في الإسلام أن يحفظ كل منهما سر الآخر ولا يفشيه، وليس هذا خاصا فقط بأمهات المؤمنين ونساء النبى صلى الله عليه وسلم، فيقول الإمام محمد عبده في تفسير آية “فالصاحات قانتات حافظات للغيب بما حفظ الله” وهو أن الغيب هنا هو ما يستحي من إظهاره، أي حافظات لكل ما هو خاص بأمور الزوجية الخاصة بالزوجين فلا يطلع أحد منهن على شيء.

مما هو خاص بالزوج، وكان ذلك وحيا أيضا، بعد أن طلق النبى صلى الله عليه وسلم،أم المؤمنين السيده حفصة، حزن عمر حزنا شديدا، وقال ما يعبأ الله بعمر وابنته بعد هذا، فنزل جبريل في اليوم التالي على الرسول صلى الله عليه وسلم قائلا إن الله يأمرك أن تراجع حفصة، فإنها صوامة قوامة وإنها زوجتك في الجنة، وروى رواة الخبر، وعلى رأسهم ابن حجر، أن النبي صلى الله عليه وسلم، قد طلق حفصة تطليقة واحدة، ثم ارتجعها رحمة بعمر الذي حثا التراب على رأسه، وقال ما يعبأ الله بعمر وابنته بعدها، فنزل جبريل من الغد على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقال إن الله يأمرك أن تراجع حفصة رحمة بعمر، أو قال كما ترويه رواية أخرى أرجع حفصة، فإنها صوّامة قوّامة، وإنها زوجتك في الجنة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.