الدكروري يكتب عن غزوات الآشوريين والكلدانيين


بقلم / محمـــد الدكـــروري


ذكرت المصادر التاريخية أنه بسبب غزوات الآشوريين والكلدانيين اختفت دولة اليهود في فلسطين بعد أن عاشت أربعة قرون وكانت حافلة بالخلافات والحروب والاضطرابات، وقد خلت فلسطين من اليهود بعد سقوط القدس، وقد عاش اليهود في الأسر خمسين سنة في بابل، حيث قلدوا فيها عادات البابليين وأخذوا عنهم الكثير من شعائرهم وآدابهم واشتركوا في وظائف الدولة تحت رقابة البابليين، وبعد احتلال الفرس لبابل، قد سمح ملكهم كورش وهو سيروس كما يطلق عليه مؤرخي اليهود، لليهود بالعودة إلى فلسطين لكن الغالبية منهم فضلت البقاء في بابل، وقد لاقى اليهود على يد الفرس معاملة حسنة لأنهم كانوا أعداء البابليين، وغدت يهوذا ولاية من ولايات الفرس.

حيث انتقلت إلى ملك الاسكندر المقدوني بعد أن هزم الفرس واحتل سورية وفلسطين، وبعد وفاة الاسكندر، اقتسم قوّاده الملك، فحكم سلوقس سورية وأسس فيها دولة السلوقيين، وحكم بطليموس مصر وأسس فيها دولة البطالسة وكانت يهوذا من نصيب البطالسة، وحكم البطالسة اليهود رغم مقاومتهم العنيفة التي أكرهت بطليموس الأول على هدم القدس ودك أسوارها، وإرسال مائة ألف أسير من اليهود إلى مصر سنة ثلاثة مائة وعشرون قبل الميلاد، وفي سنة مائة وثمانية وستون قبل الميلاد انتقلت يهوذا إلى حكم السلوقيين حينما احتلها انطوخيوس وهدم أسوارها ونهب هيكلها وقتل من اليهود ثمانين ألفا في ثلاثة أيام، وقد انقسم اليهود تحت حكم الإغريق إلى قسمين، قسم اتبعوا الإغريق وسموا اليهود الإغريقين.

وقسم تمسكوا باليهودية وهربوا من السلوقيين وهم المكابيون نسبة إلى قائدهم يهوذا المكابي، الذي استقل بحكم أورشليم حينما دب الخلاف بين السلوقيين والبطالسة، ويعتقد اليهود أن يهوذا المكابي قد قام بإعادة بناء الهيكل مرة أخرى، ولكن حكم المكابيون لم يدم طويلا إذ دب بينهم الخلاف وضعف مركزهم واحتلهم الجيش الروماني بقيادة بومبى سنة ثلاثة وستين قبل الميلاد، وقد خضعت فلسطين لحكم الرومان وكانوا يستعملون عليهم ولاة ممن يختارون من اليهود، إلا أن اليهود كانوا دائمي الثورة، وفي عام سته وستين قبل الميلاد ثار اليهود في القدس على الحكم الروماني فحاصرهم الرومان واستطاع القائد تيتوس دخول القدس، فدمرها بالكامل وأخذ اليهود عبيدا يباعون في روما.

وهنا بدأ تواجدهم في أوروبا، وفي عهد الإمبراطور تراجان سنة مائة وسته من الميلاد،عاد اليهود إلى القدس وأخذوا في الإعداد للثورة وأعمال الشغب من جديد، فلما تولى هادريان عرش الرومان سنة حول المدينة مستعمرة رومانية وحظر على اليهود الاختتان وقراءة التوراة واحترام السبت، فثار اليهود بقيادة بار كوخبا سنة مائة وخمسة وثلاثين ميلادية، فأرسلت روما الوالي يوليوس سيفيروس فاحتل المدينة وقهر اليهود وقتل باركوخيا وذبح من اليهود خمسائة وثمانين ألف وتشتت الأحياء من اليهود في بقاع الأرض ويسمى هذا العهد بعصر الشتات، أو الدياسبورا.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.