بقلم/ محمـــد الدكـــروري
لقد رضي الله عز وجل لنبية المصطفي محمد صلي الله عليه وسلم، وأمتة المحمدية دين الإسلام، وإن الإسلام في عقيدته وعامة أحكامه هو دين الفطرة السوية، فلن تجد من عاقل سمع بدين الإسلام وعلم بحقيقته وجوهره ثم كفر به، إنما هو أحد شيئين، إما أنه لم يسمع بالإسلامِ على حقيقته، وإما أنه وقف على حقيقته واطلع على جوهره فرفضه لحقد أو كِبر، أو مصلحة يخشى فواتها ومعنا الصحابى الجليل الذى ضرب أروع الأمثله فى إسلامه ألا وهو سعد بن معاذ رضى الله عنه، فعن جابر بن عبد الله رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ” اهتز العرش لموت سعد بن معاذ ” رواه البخاري، وعن البراء بن عازب رضي الله عنه قال ” أهديت إلى النبي صلى الله عليه وسلم، حُلة حرير.
فجعل أصحابه يحسونها ويعجبون من لينها، فقال صلى الله عليه وسلم ” أتعجبون من لين هذه؟ لمناديل سعد بن معاذ في الجنة خير منها وألين ” رواه البخاري، وعن ابن عمر رضي الله عنهما، أن النبي صلى الله عليه وسلم، قال عن سعد بن معاذ “هذا الذي تحرك له العرش، وفتحت له أبواب السماء، وشهده سبعون ألفا من الملائكة” رواه النسائي، ولقد كان لرسول الله صلى الله عليه وسلم المواقف العظيمه الصعبه مع اليهود فكان بالقضاء على يهود بني قريظة قد خلت المدينة تماما من الوجود اليهودي، الذي كان عنصرا خطرا لديه القدرة على المؤامرة والكيد والمكر، وانتهى حلم قريش في وجود حليف لها داخل المدينة، ولقد كانت حماية الجبهة الداخلية للدولة الإسلامية من المفسدين والمتآمرين منهجا نبويا وضعه لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وكان نتيجة هامة من نتائج غزوة بنى قريظة، حيث تعد غزوة بني قريظة من الغزوات الشهيرة في تاريخ المسلمين، وهى التى وقعت بعد غزوة الأحزاب أو غزوة الخندق، وفي ذلك الوقت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم، على عهد مع اليهود، فقد عاهدهم منذ أن وصل إلى المدينة المنورة، ولكنهم كعادتهم دائما كانوا كلما سنحت لهم فرصة يغدرون بالمسلمين، وفي غزوة الأحزاب كانت قريش وحلفاؤها يحاصرون المسلمين في المدينة وأثناء اشتداد المعركة غدر بنو قريظة بالعهود والمواثيق التي عاهدوا عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم، فكان هذا السبب الرئيسي وراء غزوة بني قريظة، وكان بعد أن طالت فترة حصار المسلمين من قبل الأحزاب.
فقد المشركون الأمل في اقتحام المدينة من جهة الخندق الذي حفره المسلمون أمام المدينة، فقرر قادة الأحزاب أن يدخلوا على المسلمين من المكان الذين يعتبرونَه آمنا أي من جهة حصن بني قريظة، فذهب حَيي بن أخطب ومعه بعض قادة اليهود إلى بني قريظة وطلبوا منهم أن ينضموا إلى الأحزاب وكان قد استقبلهم سيد بني قريظة كعب بن أسد، وبعد حديث طويل انضم بنو قريظة إلى الأحزاب وغدروا بالمسلمين، فأرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم، سعد بن معاذ وسعد بن عبادة ومحمد بن مسلمة ليتحققوا من صحة الخبر، فلما ذهب الثلاثة وجدوا أن الخبر صحيح وتيقنوا من ذلك النبأ، لكن الله تعالى هزم الأحزاب ومزّقهم شر ممزق عندما هبّت عليهم ريح عاتية اقتلعت خيامهم وشتتهم فانقلبوا خاسرين.