الدكروري يكتب عن عظمة ما جاء به الإسلام


بقلم / محمــد الدكـــروري
اليوم الأثنين 27 نوفمبر

الحمد لله رب العالمين، اللهم لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، اللهم صل وسلم وبارك عليه وعلى آله واصحابه أجمعين، لقد كان الله تعالي مع هذا الصحابي الجليل هلال بن أمية رضي الله عنه الذي رجع من أرضه عشاء، وكان يعمل في الزرع فوجد عند امرأته رجلا أجنبيا وهي كارثة كبيرة، ومصيبة عظيمة، فرأى بعينيه، وسمع بأذنيه، فلو تكلم الآن تكلم بأمر عظيم سيجلد عليه، ولو سكت سيسكت على غيظ وحنق وشدة، فذهب وتكلم، وكره النبي صلى الله عليه وسلم ذلك واشتد عليه، واجتمعت الأنصار وقالوا الآن يضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم هلال بن أمية، فقال هلال والله إني لأرجو أن يجعل الله لي منها مخرجا والله يعلم إني لصادق.

ووالله إن رسول الله صلى الله عليه وسلم يريد أن يأمر بضربه حد القذف لأنه اتهم المرأة وليس عنده بينة، وهو صادق عند نفسه فجاء المخرج من الله لأن الله مع الصادقين، فجاء المخرج، وصارت هذه القضية، وعرف حكم الملاعنة، ولم يكن الله سبحانه وتعالى ليتخلى عن أوليائه الصادقين في الأزمات الشداد، وقد كان الله مع الصبي زيد بن أرقم حين سمع عبد الله بن أبي يقول “لئن رجعنا المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل” وبلغ الكلمة للنبي صلى الله عليه وسلم لأن مثل هذه الكلمة الخطيرة لا بد أن تنقل، لكن لم يكن معه من يشهد له، وظن قومه أنه غفل ونقل ما لم يحصل فلم يصدقوه، فخفق برأسه من الهم ما ذكره بقوله ” فأصابني هم لم يصبني مثله قط” فأنزل الله عز وجل براءته.

فأرسل إليّ رسول الله صلى الله عليه وسلم فقرأها عليّ ثم قال “إن الله قد صدقك يا زيد” فكان الله مع الصبي الذي كان حريصا على مصلحة أهل الإسلام، وقد لا نجافي الحقيقة إذا قلنا إن الجهاد وهو التضحية بالنفس والمال إنما شرع في عقيدة التوحيد لإيقاف التسلط، ونسخ الألوهيات، ورفع الفتنة والمعاناة، والفتنة في أعظم معانيها تعني فيما تعني سلب حرية الإرادة والاختيار وإكراه الإنسان على عقيدة لا يؤمن بها، إنها تعطيل لحرية الاختيار، وممارسة للإكراه، فالإسلام شرع الجهاد دفاعا عن حقوق النسان في الحرية والاختيار، حيث قال تعالى في سورة البقرة ” وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة ويكون الدين لله فإن انتهوا فلا عدوان إلا على الظالمين ” لكن تبقى الإشكالية اليوم، حتى في المجال الإسلامي.

وهنا مكمن الخطر، هو الاكتفاء بالجدال والمناقشة والحوار حول حقوق الإنسان والحديث عن عظمة ما جاء به الإسلام، بدل وضع البرامج والأطر وإقامة مراكز التدريب التي تعود وتؤهل لممارستها، فالمحزن حقا أننا اكتفينا بالحديث عن دور القيم الإسلامية في تأسيس وتأصيل حقوق الإنسان عن وضع الخطط والبرامج لممارستها عمليا في حياتنا، وحياة الناس، فأصبحت دعاوانا بلا دليل، وعلى الأخص عندما تنتهك هـذه الحقوق من قبل بعض الرموز الدينية، أو عندما تقوم في الوسط الإسلامي كهانات جبت متحالفة مع الطواغيت وهو الاستبداد السياسي وانتقاص إنسانية الإنسان، وتبارك الاستبداد السياسي وتمارس الظلم الاجتماعي وهي تقرأ قوله تعالي.

كما جاء في سورة التوبة ” يا أيها الذين آمنوا إن كثيرا من الأحبار والرهبان ليأكلون أموال الناس بالباطل ويصدون عن سبيل الله والذين يكنزون الذهب والفضة ولا ينفقونها في سبيل الله فبشرهم بعذاب أليم”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.