الدكروري يكتب عن عبد الرحمن بن عوف


بقلم/ محمـــد الدكـــروري

لقد ذكرت كتب السيرة النبوية الشريفة الكثير عن الصحابي الجليل عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه، وقد ذكر شيخ الإسلام ابن حجر العسقلاني عن معمر عن الزهري، أنه تصدق عبد الرحمن بن عوف على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم بشطر ماله، ثم تصدق بأربعين ألف دينار، ثم حمل على خمسمائة فرس في سبيل الله وخمسمائة راحلة، وكان عبد الرحمن بن عوف كغيره من الصحابة السابقين الأولين الذين لم يدهشهم الغنى ذا منزلة عظيمة عند رسول الله صلى الله عليه وسلم وقيل أنه قال عبد الرحمن بن عوف، قطع لي رسول الله صلى الله عليه وسلم أرضا بالشام يُقال لها السليل، فتوفي النبي صلى الله عليه وسلم ولم يكتب لي بها كتابا، وإنما قال إذا فتح الله علينا بالشام فهي لك.

وعن أنس بن مالك رضى الله عنه أنه كان بين خالد بن الوليد وعبد الرحمن بن عوف كلام، فقال خالد أتستطيلون علينا بأيام سبقتمونا بها، فقال النبي صلى الله عليه وسلم ” دعوا لي أصحابي ” وقيل قال “مهلا يا خالد، دع عنك أصحابي فوالله لو كان لك أحد ذهبا، ثم أنفقته في سبيل الله ما أدركت غدوة رجل من أصحابي ولا روحة” رواه احمد، وقول رسول الله صلى الله عليه وسلم لخالد بن الوليد “دع عنك أصحابي” وهو يعني هذه الطبقة ذات القدر الخاص المتميز في المجتمع المسلم في المدينة ولكن الحديث بهذا المتن مردود، والأثبت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ” لا تسبوا أصحابي فلو أن أحدكم أنفق مثل أحد ذهبا ما ملك مد أحدهم ولا نصيفه ” رواه مسلم، فالنبى الكريم صلى الله عليه وسلم.

لم يخرج خالدا من دائرة الصحبة وكان عمر بن الخطاب رضى الله عنه يرجع إليه في أمور كثيرة، ومما روي منها دخول البلد التي نزل بها الطاعون، وأخذ الجزية من المجوس، وكان عمر يقول عبد الرحمن سيد من سادات المسلمين، وقيل أنه كان عمر بن الخطاب يفكر بالذهاب إلى الشام، وعندما جاءت الأخبار أن الطاعون انتشر في الشام، فأشار ابن عوف على عمر بن الخطاب رضي الله عنهما، ألا يدخل الشام تنفيذا لحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي قال فيه ” إذا سمعتم به بأرض فلا تقدموا عليه ،وإذا وقع بأرض وأنتم بها فلا تخرجوا فرارا منه ” فاستجاب عمر بن الخطاب رضى الله عنه لرأي بان عوف وعاد إلى المدينة، وقد استخلف عمر بن الخطاب عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنهما.

على الحج سنة ثلاثه وعشرين للهجرة، فحج ابن عوف في تلك السنة وحج مع عمر بن الخطاب سنة ثلاث وعشرين، وكان عبد الرحمن بن عوف أحد الستة الذين اختارهم عمر بن الخطاب لخلافته، وأرتضاه الصحابة جميعا حكما بينهم لاختيار خليفة لعمر بن الخطاب، وقد روى ابن سعد عن المسور بن مخرمة وهو صحابي وابن أخت عبد الرحمن بن عوف، قال بينما أنا أسير في ركب بين عثمان بن عفان وعبد الرحمن بن عوف، وكان عبد الرحمن بن عوف قدامي عليه خميصة سوداء، فقال عثمان بن عفان من صاحب الخميصة السوداء؟ قالوا عبد الرحمن بن عوف، فناداني عثمان يا مسور، قلت لبيك أمير المؤمنين، فقال من زعم أنه خير من خالك في الهجرة الأولي، وفي الهجرة الثانية الآخرة فقد كذب.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.