الدكروري يكتب عن صلاح الأبناء أمنية الأباء


بقلم / محمـــد الدكـــروري


بسم الله والحمد لله إن من المعلوم أن محبة الأولاد قضية فطرية جبلت القلوب عليها، وهي الباعث على تلك المشاعر الرقيقة، والعواطف الجياشة من الأبوين تجاههم، وتتمثل هذه المحبة بتقديم الحماية والرعاية لهم، والرحمة والرأفة بهم، والشفقة والعطف عليهم، ولها في تربية النشء وتكوينه أفضل النتائج وأعظم الآثار، وقد حفلت كتب السنة النبوية بالأحاديث الكثيرة التي تظهر مدى عناية الإسلام بالأولاد في شتى المجالات وفي كل المراحل، وما الترغيب بالرفق بهم إلا أحد تلك المجالات، فإن صلاح الأبناء والبنات أمنية للآباء والأمهات، فصلاح الأولاد ذكورهم وإناثهم نعمة عظيمة، ومنّة جليلة من رب العالمين، ما أسعد المسلم وهو ينظر إلى أولاده قد هداهم الله الطريق المستقيم.

ورزقهم الاستقامة على الدين والهدى، يحبهم ويحبونه، يودّهم ويودّونه، إن أمرهم أطاعوه، فهم يبرّونه، ويطيعونه، وينفذون أوامره في طاعة الله، قرّت بهم عينه، وانشرح بهم صدره، وطابت بهم حياته، تلك نعمة عظيمة من الله، أولاد رُبوا تربية صالحة، هُذبت أخلاقهم، حسن سلوكهم، طابت ألفاظهم، حسُنت معاملتهم لربهم قبل كل شيء، ثم للأبوين، ثم للإِخوان والجيران والأرحام والمسلمين عموما، رُبوا على مكارم الأخلاق وفضائل الأعمال، فصاروا عونا للأبوين على كل ما أهمهم من أمر دينهم ودنياهم، وإن من صور الرفق بالأبناء، هو تمكين الطفل من الرضاع من أمه، فإن للطفل في الإسلام حق الرضاع من أمه، وهذا الحق ربما ضاع في ظروف الخلاف والشقاق بين الزوجين، فتأبى الوالدة إرضاعه.

أو يأبى الوالد دفع الطفل إليها، وقال البخاري رحمه الله تعالى، قال يونس عن الزهري نهى الله أن تضار والدة بولدها، وذلك أن تقول الوالدة، لست مرضعته وهي أمثل له غذاء، وأشفق عليه وأرفق به من غيرها، فليس لها أن تأبى بعد أن يعطيها من نفسه ما جعل الله عليه، وليس للمولود له أن يضار بولده والدته فيمنعها أن ترضعه ضرارا لها إلى غيرها، وأيضا توفير الحنان للطفل بالضم والتقبيل، فعن أم المؤمنين السيدة عائشة رضي الله عنها قالت جاء أعرابي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال تقبلون الصبيانَ، فما نقبلهم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” أو أملك لك أن نزع الله من قلبك الرحمة” رواه البخاري ومسلم، وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قبل رسول الله صلى الله عليه وسلم الحسنَ بنَ علي.

وعنده الأَقرع بن حابس التميمي جالسا، فقال الأَقرع إن لي عشرة من الولد ما قبلت منهم أحدا، فنظر إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم قال ” من لا يرحم لا يرحم ” رواه البخاري ومسلم، وكذلك أيضا ترك محاسبة الطِّفل لعدم تكليفه، فتقول السيدة عائشة رضي الله عنها أُتي رسول الله صلى الله عليه وسلم بصبي، فبال على ثوبه، فدعا بماء فأتبعه إياه” رواه البخاري ومسلم، وعن أم قيس بنت محصن أنها أتت بابن لها صغير، لم يأكل الطعام إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأجلسه رسول الله صلى الله عليه وسلم في حجره، فبال على ثوبه، فدعا بماء فنضحه ولم يغسله ” رواه البخاري ومسلم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.