بقلم / محمـــد الدكـــروري
الحمد لله على إحسانه، والشكر له على توفيقه وامتنانه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له تعظيماً لشأنه سبحانه وأشهد أن نبينا محمدا عبد الله ورسوله الداعي إلى رضوانه، صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وأصحابه وإخوانه، أما بعد إن أفضل الخلق رسول الله صلي الله عليه وسلم كان متواضعا سمحا، فتقول السيدة عائشة رضي الله عنها كان يخصف نعله إذا تقطع نعله كان يصلحه بل كان يصلح ثيابه بل كان يقوم في خدمة أهله، فمن منا جرب هذا؟ يخدم أهله في البيت، بل كان أفضل الخلق عليه الصلاة والسلام يحلب الشياه، وكانت تأتيه الجارية البنت الصغيرة، فتأخذ بيده فتذهب به أين شاءت لا يردها حتى تقضي حاجتها بل كان ينام على الحصير حتى يؤثر في جنبه، وكان إذا أكل لا يتكئ، وكان يأكل بأصابعه الثلاث ويلعقها.
وكان عليه الصلاة والسلام يقول ” لا تطروني كما أطرت النصارى المسيح ابن مريم إنما أنا عبد فقولوا عبد الله ورسوله ” وإنه لم ينسي الإسلام دور الأب في حياة ابنه، وكذلك تأثير البيئة التي ينشأ فيها الفتى في تربيته ونشأته، فقد روي في الصحيحين عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال ” كل مولود يولد على الفطرة، فأبواه يهوّدانه أو ينصرانه أو يمجّسانه” وإن من الأشياء التي نوصي عليها ونؤكد عليها في هذا الزمن هو قضية الإنترنت، فإن قضية الإنترنت الآن من القضايا الخطيرة والشائكة لأنها تنتشر، وقالوا إن تأثيرها في العالم سيكون أكثر من تأثير اختراع التلفيونات في الثلاثينات، وأكثر من تأثير اختراع التلفزيون في الخمسينات، فإنه على صعيد الأخلاق والفضيلة، والعفة أيضا هدم عجيب جدا، حيث قيل أنه يوجد في الإنترنت تقريبا نصف مليون موقع جنسي.
أى خمسمائة ألف موقع جنسي، ينضم يوميا إلى الشبكة أكثر من مائة موقع جديد، وهذه المواقع فيها كما تقول الدراسات والتصنيفات، لأن بعض محركات البحث مثل ياهو، دوت كم، يصنف المواقع الموجودة، وفي الإنترنت أيضا مواقع اقتصادية واجتماعية، ولكنها واحد في المائة، بل ما يوصل واحد في المائة، لكن ثمانين في المائة من مستعملي الإنترنت يذهبون إلى الواحد في المائة، ثمانون في المائة من رواد الشبكة يذهبون إلى واحد في المائة، وهذا له أضرار كبيرة على الأطفال، وهذه الأشياء سيكون لها أضرار بالغة، وقد وصلت الآن في المقاهي، وهذا سائل يسأل ويقول مع كثرة الفتن في هذا الزمان، فكيف نستطيع أن نتحكم في أولادنا إذا ذهبنا إلى أقاربنا الذين لديهم من المنكرات ما الله به عليم؟ فإنه لا بد نناصح الأقرباء يعني ما هو بس نحن ما نقرب على الشر وكيف نحتمي من الشر، لماذا لا نكافح الشر نفسه.
ونعمل أشياء تؤدي إلى القضاء على مصدره، ولذلك تكون العملية أجدى بكثير لنا ولهم، فنصح وبيان آثار هذه الأشياء الخطيرة، وتعد المراهقة من أخطر المراحل التي يمر بها الإنسان ضمن أطواره المختلفة التي تتسم بالتجدد المستمر، والترقي في معارج الصعود نحو الكمال الإنساني الرشيد، ومكمن الخطر في هذه المرحلة التي تنتقل بالإنسان من الطفولة إلى الرشد، وهي التغيرات في مظاهر النمو المختلفة الجسمية والفسيولوجية والعقلية والاجتماعية والانفعالية والدينية والخلقية، ولما يتعرض الإنسان فيها إلى صراعات متعددة، داخلية وخارجية، فلقد أصبح الآن عالم الكمبيوتر والإنترنت للمراهق وسيلة شيقة وممتعة لقضاء وقته وشغل فراغه وإثبات ذاته أمام أصدقائه ومصدرا مهما لتلقي المعلومات.