بقلم / محمـــد الدكـــروري
ذكرت المصادر التاريخية الكثير والكثير عن أهل العلم والعلماء وأئمة المسلمين ومن بينهم الإمام السلفي، وأهل السلف وأنه يمكن القول بأن السلفيين عموما يبجلون أربع شخصيات دينية مهمة في التاريخ الفكري الإسلامي، فالشخصية الأولى، هو الصحابي عبد الله بن عمر بن الخطاب والأهمية الخاصة لابن عمر تكمن في كونه عاصر أحداث الفتن والتقلبات التي حدثت منذ مقتل الخليفة الثالث عثمان بن عفان وما تبعها من حروب أهلية بين الصحابة، وكان لابن عمر موقف متميز من الأحداث الجارية حوله فقد اعتزل السياسة ولم ينضم لأي حزب من الأحزاب المتنافسة على السلطة، وأما الشخصية الثانية فهو الإمام أحمد بن حنبل الذي تعرض لاختبار في عصر المأمون والمعتصم العباسيين.
وأما الشخصية الثانية فهو الإمام أحمد بن حنبل الذي تعرض لاختبار في عصر المأمون والمعتصم العباسيين، إبان إثارة ما عرف بفتنة خلق القرآن، وكان موقف ابن حنبل الرافض للاعتراف بخلق القرآن، وإصراره على القول إنه كلام الله وحسب، أدى لإعلاء شأن ابن حنبل، وترسيخ مكانته في العقلية السنية عموما والسلفية منها خصوصا، حتى ظهر أن اللقب الذي اشتهر به ابن حنبل هو إمام أهل السنة، وأما عن الشخصية الثالثة هو ابن تيمية الذي عُرف بشيخ الإسلام واشتهر برفضه لمظاهر البدع والمخالفات المذهبية الاعتقادية المنتشرة في عصره خصوصا آراء ومعتقدات الشيعة الإمامية التي تصدى للرد عليها في كتابه منهاج السنة النبوية في الرد على الشيعة القدرية، وأما عن الشخصية الرابعة.
وهو محمد بن عبد الوهاب وهو أقرب الرجال الثلاثة إلى عصرنا الحاضر ومنه أخذ السلفيون لقبهم الأكثر شهرة الوهابيون، وقد اكتسب ابن عبد الوهاب مكانته في العقل السلفي باعتباره إماما مجددا حارب أشكال الزندقة والبدع التي انتشرت في جزيرة العرب في عصره، فكانت أهم معارك الإمام النجدي ضد الحركات والطرق الصوفية التي قدست المزارات والأضرحة وأحيت الاحتفال بالموالد والأعياد، ويمكن أن نقسم السلفية المعاصرة إلى أربعة اتجاهات مهمة متمايزة، وهي السلفية العلمية والسلفية الحركية والسلفية الجهادية والسلفية المدخلية والجامية، ومن أهم أعلامهم عبد العزيز بن باز ومحمد ناصر الدين الألباني ومحمد بن صالح بن عثيمين، والسلفية في اللغة العربية، وهو ما مضى وانقضى.
وأما مصطلح السلف الصالح فهو تعبير يراد به المسلمون الأوائل من الصحابة والتابعين وتابعي التابعين الذين عاشوا في القرون الثلاثة الأولى من الإسلام التي جاء الثناء عليها من رسول الإسلام محمد صلي الله عليه و سلم في قوله “خير الناس قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم ثم يأتي من بعد ذلك أناس يشهدون ولا يستشهدون ويخونون ولا يؤتمنون ويكون فيهم الكذب” ويستثنى من ذلك أهل البدع كالخوارج والمعتزلة والقدرية والجهمية و الجبرية غيرهم من الفرق.