بقلم / محمـــد الدكـــروري
ذكرت كتب الفقه الإسلامي الكثير عن أحكام الصيام، ومما يحتاج لتصحيحه قولهم “رمضان كريم” فيقول الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله عن هذه الكلمة “حكم ذلك أن هذه الكلمة “رمضان كريم” غير صحيحة، وإنما يقال “رمضان مبارك” أو ما أشبه ذلك لأن رمضان ليس هو الذى يُعطي حتى يكون كريما، وإنما الله تعالى هو الذى وضع فيه الفضل، وجعله شهرا فاضلا، ووقتا لأداء ركن من أركان الإسلام” ومما يحتاج للتصحيح ما اعتاده الناس من طبع إمساكيات رمضان وفيه تقاويم الشهر، وفيه توقيت للإمساك، ويجعل قبل أذان الفجر بنحو عشر دقائق أو ربع ساعة، والإمساك قبل الأذان بوقت هو زيادة على ما فرض الله تعالى على عباده، وفاعله متنطع، وفى الحديث المرفوع عن السيدة عائشة رضي الله عنها.
” أن بلال كان يؤذن بليل فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم”وكلوا واشربوا حتى يؤذن ابن أم مكتوم، فإنه لا يؤذن حتى يطلع الفجر” رواه البخارى ومسلم، وهذا الحديث بيان للمراد بالخيط الأبيض من الخيط الأسود في قوله تعالى كما جاء فى سورة البقرة ” وكلوا واشربوا حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر ثم أتموا الصيام إلى الليل ” ومن الأخطاء الشائعة هو تخفيف صلاة التراويح، والإسراع فى قراءة القرآن فيها، بل ربما لا يكون فيها اطمئنان وخشوع، فضلا عن تدبر ما يقرأ فيها، أو الإطالة والمبالغة في دعاء القنوت مع السجع فيه، والتزام أدعية معينة خاصة عند ختم القرآن مما لم يثبت عن النبى صلى الله عليه وسلم وعن صحابته الكرام رضي الله عنهم.
ومن الأخطاء الشائعة أيضا هو تسميتهم آخر جمعة من رمضان “الجمعة اليتيمة” وتخصيصها بأمور وأحوال، كقول الخطباء على المنابر”لا أوحش الله منك يا شهر رمضان، لا أوحش الله منك يا شهر القرآن، يا شهر المصابيح، يا شهر التراويح، يا شهر المفاتيح” ونحو ذلك، ومن الأخطاء الشائعة المتعلقة بليلة القدر، هو الجزم للعوام بأنها ليلة كذا، مع ما في ذلك من الخلاف، وما يصاحب تلك الليلة عندهم من الاحتفالات، والخطب، والقصائد والمدائح، والانشغال بذلك عن قيامها، والتعبد فيها، واعتقاد علامات لها لم تثبت شرعا، كاشتراط نزول المطر فيها، ورؤية منامات ونحو ذلك، ومن الأخطاء الشائعة أيضا، هو الإسراف في الإنفاق على أنواع الأطعمة والأشربة، والفواكه، والحلويات المختلفة.
والمخللات وفواتح الشهية، حتى صارت النفقة فى رمضان على ذلك أضعاف ما ينفق في غيره من الشهور، وكذلك ختم الشهر بعمل أنواع من الكعك والبسكويت ليوم العيد، وربما استدان المرء لذلك، وانشغل أهل البيت صغارا وكبار بصنع ذلك عن التعبد، والذكر، وقراءة القرآن في ليالى العشر الأواخر من رمضان، وغالب ذلك من الإسراف المذموم والرياء بين الناس.