الدكروري يكتب عن رسول الله بين يثرب وطيبة

بقلم / محمـــد الدكـــروري
الثلاثاء الموافق 20 فبراير 2024

 

الحمد لله الذي خلق البشر، وأمر بطاعته كما أخبر، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له يعلم العلن والمخبر، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله أرسله ربه إلى الأسود والأحمر، صلى الله وسلم عليه ما بزغ نجم وظهر، وعلى آله وأصحابه الميامين الغرر والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم المستقر أما بعد ذكرت كتب السيرة النبوية الشريفة أنه لما قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم إلي المدينة المنورة غيّر إسم البلد، فكان إسمها يثرب وسماها صلى الله عليه وسلم طيبة، رواه أحمد، لأن يثرب من التثريب، والتثريب هو الملامة والتوبيخ، وليس إسما حسنا، لكن طيبة أو طابة إسم جميل، وكما كان صلى الله عليه وسلم يتفاءل بما يرى في منامه، وهذا المنام قدر إلهي ليس بترتيبات مسبقة من أشخاص أو شخص.

فعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال، قال رسول رسول الله صلى الله عليه وسلم رأيت ذات ليلة في ما يرى النائم كأنا في دار عقبة بن رافع، فأوتينا برطب من رطب ابن طاب، وهذا رجل من أهل المدينة ينسب إليه نوع من التمر، فهو ابن طاب، والرطب تبع بستان الرجل هذا تسمى عندهم، يطلق عليها رطب ابن طاب، فالنبي صلى الله عليه وسلم يقول “رأيت ذات ليلة فيما يرى النائم كأنا في دار عقبة بن رافع” وهذا شخص من الصحابة، “فأوتينا برطب من رطب ابن طاب” وهذا صحابي آخر صاحب البستان، فانظر كيف أخذ تأويل المنام من الأسماء التي عرضت في المنام، فقال صلى الله عليه وسلم “فأولت الرفعة لنا في الدنيا، والعاقبة في الآخرة، وأن ديننا قد طاب قد كمل واستقرت أحكامه”

وهذا من تعبير الرؤى في المنام بالأسماء الحسنة، وهو أخذ العاقبة من لفظة عقبة وأخذ الرفعة من لفظة رافع وأخذ طيب الدين، وإستواء الدين، وإكتمال الدين، من لفظة طاب، وكما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتفاءل بما يراه من المواقف والأحداث، فخرج صلى الله عليه وسلم إلى خيبر وجاءها ليلا وكان إذا جاء قوما ليلا لا يغير عليهم حتى يصبح، ومن الحكمة أن يسمع هل هناك نداء، أسلموا في غيابه، ما يعرف أن هناك قوما أسلموا ويسمع أذان الفجر، فيتوقف، ما سمع النداء يغير، فقال صلى الله عليه وسلم “فأتيناهم حين بزغت الشمس وقد أخرجوا مواشيهم وخرجوا بفؤوسهم ومساحيهم، على العادة كل يوم يخرجون للشغل بالزراعة والرعي، قال ومكاتلهم وهو جمع مكتل، وهي القفّة التي تعبأ فيها الثمار.

فلما رأوه، فوجئوا به، فاليهود خرجوا للمزارع والرعي وإذا بهم يفاجئوا بجيش رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم، فقالوا محمد والله، محمد والخميس، والخميس هو الجيش يوم كان يقسّم إلى خمسة أقسام الميمنة، والميسرة، والمقدمة، والمؤخرة، والقلب، فلما رآهم رسول الله صلى الله عليه وسلم قال “الله أكبر، الله أكبر، خربت خيبر، إنا إذا نزلنا بساحة قوم فساء صباح المنذرين” ولكن بماذا تفاءل رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ قال خربت خيبر بناء على ما رأى في أيديهم، من المساحي، والفؤوس، وهم خارجون للحفر والزراعة، لكن لما رأى بأيديهم الفؤوس والمعاول تفاءل بها، فقال خربت خيبر لما في أيديهم من الآلات التي تخرّب، وقال ابن القيم رحمه الله يذكر فوائد حديث خيبر ” جواز التفاؤل.

بل استحبابه بما يراه أو يسمعه مما هو من أسباب ظهور الإسلام، كما تفاءل النبي صلى الله عليه وسلم برؤية المساحي والفؤوس والمكاتل مع أهل خيبر، فإن ذلك فأل في خرابها”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.