الدكروري يكتب عن رحمة وأيوب عليهما السلام


بقلم / محمـــد الدكـــروري

لقد كان نبي الله أيوب عليه السلام، برا تقيا ورحيما يُحسن إلي المساكين والأرامل ويكفل الأيتام وقد قيل أنه كان لا يأكل الطعام إلا معهم، وكانت السيده ليا نعم الزوجة الصابرة المُعينة لزوجها، وظلت تعمل في البيوت بعزم وقوة لتطعمه وتقوم على أمره، ولقد قاست من إيذاء الناس ما قاست وظلت رحمة في خدمة زوجها أيام المرض حتى ارتقت زوجة أيوب عليه السلام منزلة عالية مباركة ومكانا رفيعا في منازل الأبرار وقد عاشت مع زوجها محنته، ولهذا وصفها بن كثير بقوله الصابرة والمحتسبة رضي الله عنها على الرغم أن الشيطان كان يوسوس لها دائما بقوله لماذا يفعل الله هذا بأيوب.

ولم يرتكب ذنبا أو خطيئة فكانت تدفع عنها وساوس الشيطان وتطلب من الله أن يعينها على ذلك، ولكنها قالت لأيوب ذات مرة يا أيوب أنت نبي الله ومستجاب الدعوة ألا تدعو الله أن يرفع عنك البلاء، قال أيوب، يا امرأة لقد عشت من عمري سبعين عاما في نعيم وفضل من الله، ومرضت ثماني عشرة سنة ولو أني مرضت مثلهم وقتها أسأل الله، وقد ماتت السيده ليا أو السيده رحمة في حياة نبى الله أيوب وقيل أيضا أنها عاشت بعده قليلا، وماتت ودُفنت بأرض الشام، وهكذا كانت الزوجة الصالحه فهى تكتم أسرار بيت الزوجية، وقد رثى جرير زوجته في عفافها ومحافظتها على الأسرار فقال.

كانت إذا هجر الخليل فراشها، خزن الحديث وعفت الأسرار، وهى طيبة القلب، مرهفة الحس والوجدان، تتصرف بعفوية واتزان، فلا تتكلف في أقوالها، ولا تتصنع في أفعالها وأحوالها، والزوجة الصالحة هي إنسانه محترمة، فكلها أدب واحتشام، وحياتها تعامل باحترام، وأسلوبها مع زوجها لطيف، وسلوكها مع أقاربه جد ظريف، وهى جميلة تحب الجمال، وتتزين لزوجها بما يملأ عينه، ويشرح صدره، وكما قال النبي صلى الله عليه وسلم لعمر بن الخطاب رضي الله عنه ” ألا أخبرك بخير ما يكنز المرء؟ المرأة الصالحة، إذا نظر إليها سرّته، وإذا أمرها أطاعته، وإذا غاب عنها حفظته”

وهى ليست هي خرّاجة ولا ولاجة، بل هي التي ترتبط ببيتها ارتباطا وثيقا، فدارها جنّتها، وغرفتها صومعتها، وهي التي تعيش واقع زوجها وطموحاته، وتشاركه في أفكاره وأطروحاته، فهى ليست متفرجة تراقب الأحداث من بعيد، بل هي عنصر مؤثر في تقويم القديم وإقام الجديد.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.