بقلم / محمـــد الدكـــروري
إقرأ أيضآ
الدكروري يكتب عن الفتح بفصل هامة الكفر والضلال
في تعنت أشد من تعنت أهل مكة، ولعله تذكر عبد ياليل بن عمير الثقفي، الذي انتهت إليه زعامة ثقيف عندما وقف يسخر من النبي صلى الله عليه وسلم، ويقول وهو يمرط ثياب الكعبة، إن كان الله أرسلك، ويقول الآخر، أما وجد الله أحدا يرسله غيرك، فقد فر فرارا مخزيا من أرض حنين، وذهب يختبئ في حصون الطائف، ولعله تذكر عدَّاس النصراني الغلام الصغير الذي آمن، واختفى ذكره من السيرة بعد ذلك، ولا نعلم من حاله شيئا، لكن الله عز وجل يعلمه، ولعله تذكر عتبة بن ربيعة، وشيبة بن ربيعة صاحبي الحديقة التي لجأ إليها صلى الله عليه وسلم، الآن عتبة بن ربيعة، وشيبة بن ربيعة يرقدان في قَليب بدر يعذبان مع قادة الكفر في مكة المكرمة في قبورهم، ولعله تذكر وهو يمر على وادي نخلة.
مجموعة الجن التي آمنت به في رحلته إلى الطائف، وهو في طريق عودته إلى مكة المكرمة، ويتذكر أمين الوحى جبريل، وملك الجبال، ولقد كان من أسباب غزوة الطائف هو انتصار المسلمون انتصارا عظيما على هوازن وثقيف في حنين وأوطاس، وكان ذلك في غزوة حُنين التي قادها الرسول صلى الله عليه وسلم، وقد هرب مالك بن عوف النصري مع جماعة من قومه إلى الطائف بعد أن اشتد القتال فتحصنوا فيها مع ثقيف، لذلك لم يعد صلى الله عليه وسلم، مع جيشه بل اتجه إلى الطائف قاصدا فتحها جاعلا خالد بن الوليد رضي الله عنه على رأس الجيش، ولقد كان المسلمون من أي غزو يخوضونه إلى الدعوة إلى عبادة الله وحده، بالإضافة إلى أنهم لا يقتلون إلا من يقتلهم.
وذلك امتثالا إلى قوله تعالى “لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم فى الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم إن الله يحب المقسطين، إنما ينهاكم الله عن الذين قاتلوكم فى الدين وأخرجوكم من دياركم وظاهروا على إخراجكم أن تولوهم ومن يتولهم فأولئك هم الظالمون” وقد حاصر جيش المسلمين حصن الطائف بهدف إخراج من هم داخل حصون الطائف دون اللجوء إلى القتال، وذلك تحقيقا لأهداف الدعوة الإسلامية في نشر الإسلام ودعوة أهل الطائف لاعتناقه، وبالفعل فقد أسلم من خرج من الحصن من العبيد الذين قد ناداهم الرسول صلى الله عليه وسلم، فأعلن ثلاثة وعشرون منهم إسلامهم وتم تحرير رقابهم.