الدكروري يكتب عن خيبر دروس وعبر


بقلم / محمـــد الدكـــروري


لقد ذكرت المصادر الإسلامية كما جاء في كتب السنة النبوية الشريفة الكثير والكثير عن غزوة خيبر وكان من أبرز الدروس والعبر المستفادة من هذه الغزوة، هو الإخلاص في القتال في سبيل الله، حيث برهنت هذه الغزوة على ضرورة الإخلاص في القتال ليتحقق النصر للمسلمين، فالقتال الطويل على الحصون في غزوة خيبر يحتاج إلى قلب نقي صادق مخلص مع الله تعالى، وصبر عظيم سيتحقق بعده النصر بإذن الله، وإن من الدروس التي أعطاها رسول الله صلى الله عليه وسلم للصحابة في هذه الغزوة هو تحريم أكل لحوم الحمير مهما كان الظرف اضطراريا، فقد جاء في السنة النبوية الشريفة عن ابن عمر رضي الله عنهما قال “أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، نهى يوم خيبر عن لحوم الحُمر الأهلية، وأذن في لحوم الخيل”

وعن جابر بن عبد الله قال ” نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم، يوم خيبر عن لحوم الحُمر الأهلية ورخص فى الخيل ” وأيضا من الدروس هو تحريم وطء السبايا قبل استبراء الرحم، وكان هذا التحريم للسبايا غير الحوامل، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” من كان يؤمن بالله واليوم الآخر، فلا يأتى سبيا من السبى حتى يستبرئها ” والاستبراء هو أن تطهر المرأة في حيضة واحدة فقط، ولا تعتد، لأن العدة لا تجوز على الزوج الكافر، وقد ذكرنا إن الجديد في تلك الغزوة وما يختلف عن الغزوات السابقة، هي حصون اليهود وقلاعهم التي أقاموا بها، فمحاولة الهجوم عليهم تتطلب جهدا ضخما وتعبئة مناسبة ومؤونة كافية للجيش لفترة طويلة، والمسلمون لا يملكون هذه الطاقات في مقابل اليهود.

الذي قيل عنهم وهم أهل الحصون التي لا ترام، وسلاح وطعام كثير، ولو حصروا لسنين لكفاهم، وماء متوفر يشربونه في حصونهم وما أرى لأحد بهم من طاقة، كما أن المسلمون لم يسبق لهم من قبل خبرة في قتال أهل الحصون إلا ما كان من بني قريظة يوم حربهم، وإن هذه الغزوة توضح معلما عاما لخطة النبى الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، لتوحيد جزيرة العرب تحت راية الإسلام، وتحويلها إلى قاعدة لنشر الإسلام في العالمين، فقد خطط النبى الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، ألا يسير إلى مكة إلا بعد أن يكون قد مهد شمال الحجاز إلى حدود الشام، وأن تكون الخطوة الأخيرة هي الاستيلاء على خيبر وغيرها من المراكز اليهودية شمال الحجاز وخاصة خيبر وفدك ووادي القرى.

ليحرم القبائل المحيطة به من أي مركز يمكن أن يعتمدوا عليه في مهاجمة الدولة الإسلامية الناشئة، وقد فتح الله تعالى على رسوله أول الحصون حصن ناعم، ثم فتح بعده حصن القَموص، ثم جعل النبي صلى الله عليه وسلم يفتح حصون خيبر واحدا تلو الآخر، وكلما فتح حصنا يهرب شراذم اليهود إلى الحصن الذي يليه، حتى انتهى إلى آخر حصونهم الوطيح والسلاَلم، فحاصرهم حصارا شديدا، حتى إذا أيقنوا بالهلكة ورأوا أن الدائرة عليهم، سألوا النبي صلى الله عليه وسلم أن يحقن دماءهم وأن يسيرهم ففعل، ثم سألوه أن يبقيهم على زراعة أرض خيبر مقابل نصف ما يخرج من ثمارها فأعطاهم ذلك، على أن يخرجهم متى شاء، وكان صلى الله عليه وسلم، قد حاز الأموال كلها الشق ونطاة والكتيبة وجميع حصونهم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.