بقلم / محمـــد الدكـــروري
ذكت المصادر الإسلامية كما جاء في كتب السيرة النبوية الشريفة الكثير والكثير عن الصحابي عبد الله بن زيد وقال عبد الله بن محمد بن زيد الأنصاري، أنه ليس في آبائه ثعلبة، وهو عبد الله بن زيد بن عبد ربه بن زيد بن الحارث، وثعلبة بن عبد ربه أخو زيد وعمّ عبد الله، فأدخلوه في نسبه وهذا خطأ، وقد شهد الصحابى عبد الله بن زيد المشاهد كلها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكانت معه راية بني الحارث بن الخزرج في غزوة الفتح، وقال محمد بن عبد الله بن زيد توفي أبي عبد الله بن زيد بالمدينة المنورة سنة اثنتين وثلاثين من الهجرة وهو ابن أربع وستين سنة، وصلى عليه عثمان بن عفان، وهكذا كانت صحابة النبى الكريم الذين كتبوا الوحى والذين كتبوا للرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم.
فلقد استخدم النبي الكريم صلى الله عليه وسلم أسلوبا جديدا من أساليب الدعوة إلى الله عز وجل، وهو مراسلة الملوك والأمراء ورؤساء القبائل لإبلاغهم دعوة الإسلام ودين الله، وفي ذلك حكمة نبوية ظاهرة، كما فيه كذلك فضيلة للصحابة الكرام رضوان الله عليهم، الذين حملوا تلك الكتب والرسائل قاطعين الصحراء والجبال، ليشاركوا في تبليغ دعوة الإسلام إلى الدنيا كلها، غير مبالين من أن يُقتلوا، وكان لهذا الأسلوب الجديد الأثر البارز في دخول بعض الملوك والأمراء في الإسلام، كما كشفت هذه الرسائل مواقف البغض من بعض هؤلاء الملوك والأمراء تجاه الإسلام، ومن ثم استطاعت الدولة الإسلامية، من خلال ردود الفعل المختلفة تجاه الرسائل النبوية للملوك والأمراء أن تنتهج نهجا سياسيا وعسكريا متناسبا معهم.
فقد بعث النبي صلى الله عليه وسلم دحية بن خليفة الكلبي رضي الله عنه إلى قيصر ملك الروم، وذلك في مدة هدنة الحديبية، فروي عن ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم كتب إلى قيصر يدعوه إلى الإسلام، وبعث بكتابه إليه دحية الكلبى” رواه البخاري، وقد سأل هرقل عن صفات النبي صلى الله عليه وسلم، فثبت عنده صدق النبي صلى الله عليه وسلم وصحة نبوته، فهمّ بالإسلام، فلم توافقه الروم، وخافهم على ملكه فأمسك، وقد قال هرقل “فلو أني أعلم أني أخلص إليه، لتجشمت لقاءه، تكلفت وتعبت للوصول إليه” ولو كنت عنده لغسلت عن قدميه” رواه البخاري، وفي رواية مسلم “لأحببت لقاءه” وقد أرسل النبي صلى الله عليه وسلم عبد الله بن حذافة السهمي رضي الله عنه بكتاب إلى كسرى ملك الإمبراطورية الفارسية، فمزق كتاب النبي صلى الله عليه وسلم.