الدكروري يكتب عن تحري المسلم أسباب الإستجابة


بقلم / محمـــد الدكـــروري
الثلاثاء 2 يناير 2024

الحمد لله رب العالمين، الرحمن الرحيم، مالك يوم الدين، لا عزّ إلا في طاعته، ولا سعادة إلا في رضاه، ولا نعيم إلا في ذكره، الذي إذا أطيع شكر، وإذا عُصي تاب وغفر، والذي إذا دُعي سمع وأجاب، وإذا استعيذ به أعاذ، وأشهد أن محمدا عبد الله ورسوله، صلى الله عليه وسلم تسليما كثيرا، ثم أما بعد إن الصلاة علي النبي صلى الله عليه وسلم هي سبب في الاستجابة للدعاء، حيث إن الدعاء عبادة عظيمة يسأل بها العبد الله الكريم، ويلوذ بها العبد من الكربات والمصائب والعذاب طمعا في استجابة الله الواسع المحسن، ولذا فالمسلم يتحرى أسباب الاستجابة، ومن أعظم هذه الأسباب ابتداء الدعاء بحمد الله سبحانه والصلاة على الرسول صلى الله عليه وسلم، وكما أن الصلاة علي النبي صلى الله عليه وسلم.

هي مغفرة الذنوب والتخلص من الهموم، وفي الحديث الشريف فضائل جليلة بينها أهل العلم ومنها قال الشوكاني رحمه الله تعالى ” قوله صلى الله عليه وسلم “إذن تكفى همك ويغفر ذنبك” في هاتين الخصلتين جماع خير الدنيا والآخرة، فإن من كفاه الله تعالى همه سلم من محن الدنيا وعوارضها، لأن كل محنة لا بد لها من تأثير الهم وإن كانت يسيرة، ومن غفر الله سبحانه ذنبه سلم من محن الآخرة، لأنه لا يوبق العبد فيها إلا ذنوبه ” وإن من الحث علي العمل والجد والإجتهاد فيه فقد خط رسول الله صلي الله عليه وسلم الخندق ثم قطعه أربعين ذراعا بين كل عشرة فاختلف المهاجرون والأنصار في سلمان الفارسي وكان رجلا قويا فقالت الأنصار سلمان منا، وقالت المهاجرون، سلمان منا، فقال رسول الله صلي الله عليه وسلم ” سلمان منا أهل البيت “

وبينما جماعة من المسلمين يعملون في حفر الخندق في الجزء المخصص لهم ومعهم سلمان الفارسي إذ ظهرت صخرة بيضاء مروة فكسرت حديد معاولهم وشقت عليهم، فقالوا يا سلمان ارق إلى رسول الله صلي الله عليه وسلم فأخبره خبر هذه الصخرة فإما أن نعدل عنها فإن المعدل قريب وإما أن يأمر فيها بأمره فإنا لا نحب أن نجاوز خطه، فرقي سلمان حتى أتى رسول الله صلي الله عليه وسلم وهو ضارب عليه قبة تركية، فقال يا رسول الله بأبينا أنت وأمنا، خرجت صخرة بيضاء من الخندق مروة فكسرت حديدنا وشقت علينا حتى ما نحيك فيها قليلا ولا كثيرا، فمرنا فيها بأمرك فإنا لا نحب أن نجاوز خطك، فهبط رسول الله صلي الله عليه وسلم مع سلمان في الخندق وأخذ المعول من سلمان رضي الله عنه.

فقال ” باسم الله ” ثم ضربها فنثر ثلثها وخرج منها نور أضاء ما بين لابتيها يعني لابتي المدينة، فقال ” الله أكبر أعطيت مفاتيح الشام والله إني لأبصر قصورها الحمر الساعة من مكاني ” ثم ضرب الثانية فقطع ثلثا آخر فبرقت برقة من جهة فارس أضاءت ما بين لابتيها، فقال ” الله أكبر أعطيت مفاتيح فارس والله إني لأبصر قصر المدائن الأبيض الآن فأبشروا بالنصر” فسُر المسلمون، ثم ضرب الثالثة وقال ” باسم الله ” فقطع بقية الحجر وخرج نور من قبل اليمن، فأضاء ما بين لابتي المدينة حتى كأنه مصباح في جوف ليل مظلم، فقال ” الله أكبر أعطيت مفاتيح اليمن والله إني لأبصر أبواب صنعاء من مكاني الساعة ” وكان يكفي النبي صلي الله عليه وسلم ان يجلس في خيمتة منعما مترفا ويشاهد الصحابة يعملون لكنه أراد ان يبين لهم قيمة العمل الجماعي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.