الدكروري يكتب عن النفس الراضية المطمئنة


بقلم / محمـــد الدكـــروري
الثلاثاء الموافق 5 ديسمبر

الحمد لله الأول والآخر والظاهر والباطن، فهو الأول فليس قبله شيء، والآخر فليس بعده شيء، والظاهر فليس فوقه شيء، والباطن فليس دونه شيء، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء، وسيد المرسلين سيدنا محمد وعلى اله وصحبه وسلم، أما بعد إن من أهمية الإيجابية هي أنها تُعرّف المرء ما له من حقوق وما عليه من واجبات، حيث يعيش المرء في مجتمعه من خلال شبكة معقدة من العلاقات، ولا بد من وجود قواعد تنظم تلك العلاقات، والقاعدة المحكمة هي أن يعرف المرء ما له من حقوق وما عليه من واجبات فلا يعيش ينتظر من الآخرين ما عليهم تجاهه من حقوق وينسى الواجبات المنوطة به، ولكن كما يأخذ يعطي، فلا ينتظر الولد مثلا أن يلبي أبوه كل ما يرغب فيه، وفي المقابل يضن على أبيه ببره والإحسان إليه.

ولا ينتظر الزوج كذلك أن يأخذ حقوقه من زوجته كاملة غير منقوصة دون أن يعترف بالواجبات المعلقة بعنقه تجاهها، وهكذا على كل المستويات والأصعدة، فالسلبي هو الذي لا يرى لغيره حقوقا عليه، وفي المقابل يحب أن يأخذ كل ما يراه حقوقا مكتسبة له، ويضيق صدره ويتبرم إذا قصّر أحد معه أو منعه ما يراه حقا له، وروي أن أبا بكر الصديق رضي الله عنه عين عمر بن الخطاب رضي الله عنه قاضيا على المدينة، فمكث عمر بن الخطاب رضي الله عنه سنة كاملة لم يختصم إليه اثنان، لم يعقد جلسة قضاء واحدة، وعندها طلب من أبي بكر الصديق إعفاءه من القضاء، فقال أبو بكر لعمر أمن مشقة القضاء تطلب الإعفاء يا عمر؟ قال عمر لا يا خليفة رسول الله، ولكن لا حاجة لي عند قوم مؤمنين عرف كل منهم ما له من حق فلم يطلب أكثر منه.

وما عليه من واجب فلم يقصر في أدائه، أحب كل منهم لأخيه ما يحب لنفسه، إذا غاب أحدهم تفقدوه، وإذا مرض عادوه، وإذا افتقر أعانوه، وإذا احتاج ساعدوه، وإذا أصيب عزوه وواسوه، دينهم النصيحة، وخلتهم الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ففيم يختصمون؟ واعلموا يا عباد الله أن مَن أراد الله به خيرا ابتلاه، فإن أعد للبلاء قلبا صبورا ونفسا راضية مطمئنة، كان له الحظ العظيم، والأجر الكريم، ونال من مولاه ما يتمناه، وأما إن جزع وسخط، فما جزاؤه إلا الحرمان من الأجر، فضلا عما ارتكبه من الوزر، ولا راد لِما قضاه الله، واعلموا أنكم مكلفون بالواجبات، وممنوعون من المحرمات، وهذان قسمان من أقسام الامتحان، إن صبرتم على أداء الواجب، وصبرتم عن فعل المحرم، كان جزاؤكم كبيرا، وأجركم عظيما.

وإن الكثير من الناس لضعف أخلاقهم وافتقادهم للصدق مع الله، فإنهم لا يقدرون هذا النعمة، وهي نعمة الإسلام، ولا يعرفون قيمتها، فيعيشون في هذه الحياة، وهم يتمردون على أوامر الله تعالى ورسوله المصطفى صلى الله عليه وسلم، وساخطون، وناقمون على قدر الله وقضائه، فاللهم أعز الإسلام والمسلمين، اللهم انصر كل مظلوم من المسلمين، اللهم انصر كل مظلوم من المسلمين، اللهم انصر المظلومين من المسلمين، اللهم ارفع الكرب عن المسلمين، اللهم آمِن ديارنا وديار المسلمين، اللهم آمن ديارنا وديار المسلمين، اللهم اجعلها دار رخاء واستقرار يا أكرم الأكرمين، اللهم أصلح أحوالنا وأحوال المسلمين، اللهم ارض عنا وعن المؤمنين، اللهم ارض عنا وعن المسلمين يا ذا الجلال والإكرام.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.