الدكروري يكتب عن النعيم الخالد والرفقة الحسنة

بقلم / محمـــد الدكـــروري
الاثنين الموافق 1 إبريل 2024

 

الحمد لله رب العالمين، والعاقبة للمتقين، ولا عدوان إلا على الظالمين، وأشهد أن لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، يحيى ويميت، وهو على كل شيء قدير، القائل في كتابه العزيز ” يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب علي الذين من قبلكم لعلكم تتقون” وأشهد أن سيدنا محمدا عبده ورسوله، وصفيه من خلقه وخليله، اللهم صل وسلم وبارك عليه وعلى آله وصحبه أجمعين حق قدره ومقداره العظيم، أما بعد لقد كان الصحابة رضي الله عنهم وأرضاهم يتمنون الشهادةَ في سبيله لما لها من هذه المكانة العظيمة، فلا يعلمون عنها سوى الطريق الموصل لما أعد الله لهم من الجنات فهذا حنظلة تزوج حديثا وقد جامع امرأته في الوقت الذي دعا فيه الداعي للجهاد، فيخرج وهو مجنب ليسقط شهيدا في سبيل الله.

ويراه النبي صلى الله عليه وسلم بيد الملائكة تغسله، فيُسمّى بغسيل الملائكة، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم ” مَن قُتل دون ماله فهو شهيد، ومَن قُتل دون أهله فهو شهيد، ومَن قُتل دون دمه فهو شهيد، ومَن قُتل دون دينه فهو شهيد” فمَن دافع عن أهله أو دمه أو دينه أو ماله ثم قُتل، فهو شهيد قد حصل على هذا النعيم الخالد والحياة الأبدية والرفقة الحسنة، ولا نحزن عليهم، بل نهنئهم وندعو أن يكتبنا الله منهم، ونعمل في سبيل ذلك ما استطعنا، والرسول الكريم صلى الله عليه وسلم حذر أمته يوم أن تكون غثاء كغثاء السيل “قالوا أو من قلة نحن يا رسول الله، قال صلى الله عليه وسلم “بل أنتم كثره ولكن يجعل الله في قلوبكم الوهن” قالوا وما الوهن يا رسول الله؟ قال صلى الله عليه وسلم “حب الدنيا وكراهية الموت”

ويقول الله تعالى في كتابه الكريم فى سورة آل عمران ” ولا تحسبن الذين قتلوا فى سبيل الله أمواتا” فهم لا خوف مما هو آت ولا حزنا على ما فات، ولو كانت الدنيا كلها ويستبشرون بمن يأتيهم ومن يزورهم، فيبن الله في كتابه الكريم برحمة من الله وفضل الاستبشار بالرحمة خير من الدنيا وما عليها، لهذا يقول الله عند هذه الأمور كما جاء فى سورة يونس ” قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا هو خير مما يجمعون” ويقول الله تعالى عند هذه الأمور أيضا كما جاء فى سورة آل عمران ” يستبشرون بنعمة من الله وفضل وأن الله لا يضيع أجر المؤمنين” فإن برحمة أجرهم عند الله عظيم، ومنها أن كل الناس يموتون فتنقطع أعمالهم فيقول صلى الله عليه وسلم “إلا من ثلاثة، ولد صالح يدعوا له، والولد الصالح مصيره الموت والعلم ينتفع به وقد يأتي زمان يندثر، والصدقة الجارية”

وقد يأتى طاغوت يعطل جريانها، ثم ماذا بقي بعد ذلك؟ بقي ما للشهيد الشهيد يُنمى له عمله، إلى منقطع أثره إلى قيام الساعة، فالعمل جاري الصلاة تكتب، والزكاة والعمرة كل ذلك وهو في قبره، في عالم الشهداء، هل هناك فضل أعظم من هذا فلا تزهدوا واسألوا الله كل ليلة هذا الدعاء منازل الشهداء، فقد روى الإمام أحمد وغيره، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لأصحابه “لما أصيب المسلمين بأحد جعل الله أرواحهم في أجواف طير خُضر, ترد أنهار الجنة وتأكل من ثمارها، وتأَوي إلى قناديل من ذهب معلقة في ظل العرش، فلما وجدوا طيب مطعمهم ومشربهم ومقيلهم، قالوا من يبلغ إخواننا عنا، أنا أحياء في الجنة نرزق لئلا يزهدوا في الجهاد، وينكلوا عن الحرب، فقال تعالى أنا أبلغهم عنكم، فأنزل الله تعالى فى سورة آل عمران.

” ولا تحسبن الذين قتلوا فى سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون” وروى البخاري ومسلم، عن أَنس بن مالك رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال “ما أحد يدخل الجنة يحب أن يرجع إلى الدنيا وله ما على الأرض من شيء إلا الشهيد يتمنى أن يرجع إلى الدنيا فيُقتل عشرات مرات لما يرى من الكرامة” وفي رواية أخرى يقول صلى الله عليه وسلم “لما يرى من فضل الشهادة” وقال صلى الله عليه وسلم “إن في الجنة لمائة درجة ما بين الدرجة والدرجة كما بين السماء والأرض أعدها الله للمجاهدين في سبيله” رواه البخارى ومسلم، وقال صلى الله عليه وسلم “من اغبرت قدماه في سبيل الله حرّمه الله على النار” رواه البخاري.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.