بقلم / محمـــد الدكـــروري
لقد ذكرت المصادر الإسلامية كما جاء في كتب السيرة النبوية الشريفة الكثير عن الصحابي الجليل الزبير بن العوام حواري رسول الله صلي الله عيه وسلم، وقيل أنه عندما تولي الزبير بن العوم علي البصرة وقام بطرد حاكمها عثمان بن حنيف، وعلم الخبر الإمام علي بن أبي طالب ووصل الخبر إلية، فوصل الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه إلى ذي قار، وأرسل الرسل بينه وبين طلحة والزبير والسيدة عائشة رضي الله عنهم أجمعين، فأرسل القعقاع بن عمرو إليهم فقال للسيدة عائشة، أي أماه، ما أقدمك هذا البلد؟ فقالت أي بني، الإصلاح بين الناس، فسعى القعقاع بن عمرو بين الفريقين بالصلح، واتفقا على الصلح، ولما عاد القعقاع إلى علي وأخبره بما فعل، فارتحل علي حتي نزل بحياهم.
ولما نوى الرحيل قال، وإني راحل غدا فارتحلوا، ألا ولا يرتحلن غدا أحد أعان على عثمان بشيء في شيء من أمور الناس، وليغن السفهاء عني أنفسهم، فلما قال هذا اجتمع جماعة من قتلة عثمان بن عفان كـالأشتر النخعي، وشريح بن أوفى، وعبد الله بن سبأ، فقال الأشتر، قد عرفنا رأي طلحة والزبير فينا، وأما رأي علي فلم نعرفه إلا اليوم، فإن كان قد اصطلح معهم، فإنما اصطلح على دمائنا، وقال عبد الله بن سبأ، يا قوم إن عيركم في خلطة الناس، فإذا التقى الناس فانشبوا الحرب والقتال بين الناس، ولا تدعوهم يجتمعون، فأشعلوا القتال بين الطرفين، وقُتل طلحة بن عبيد الله بعد أن أصابه سهم، وانصرف الزبير عن القتال، حيث التقى بعلي بن أبى طالب رضي الله عنه فقال له، يا زبير.
أنشدك الله أسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم، يقول “إنك تقاتلني وأنت ظالم؟” قال نعم، لم أذكره إلا في موقفي هذا، فلما تذكر الزبير ذلك انصرف عن القتال، فلقيه ولده عبد الله فقال له “جبنا، جبنا” قال ” قد علم الناس أني لست بجبان، ولكن ذكرني علي شيئا سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم، فحلفت ألا أقاتله، ثم قال، ترك الأمور التي أخشى عواقبها في الله أحسن في الدنيا وفي الدين، وقيل إنه أنشد قائلا، ولقد علمت لو أن علمي نافعي، أن الحياة من الممات قريب، فلما رجع الزبير متوجها إلى المدينة لحقه ابن جرموز بوادي السباع فقتله وهو يصلي، فلما جيء به مقتولا بكى علي بن أبي طالب وقال، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم، يقول “بشر قاتل ابن صفية بالنار” فكان مقتله بِوادى السباع بالبصرة، فى السنه السادسه والثلاثين من الهجرة.