بقلم / محمـــد الدكـــرورى
وهي آيات كثيرة تحض على الجهاد، والقتال بشدة، والعلاقة واضحة بينها وبين آيات الصيام فالإعداد للجهاد هو إعداد للنفس، إعداد للجسد، إعداد للأمة كلها، والعلاقة بين الصيام والجهاد وثيقة جدا، فالتاريخ الإسلامى يؤكد هذا الارتباط، ومن ذلك أن أول خروج للمسلمين لقتال مشركي قريش كان فى شهر رمضان، وليس المقصود هنا غزوة بدر، فقبل بدر خرج جيش إسلامي لأول مرة لقتال المشركين بعد الإذن بالقتال وكان في رمضان سنة واحد من الهجرة، ولم يكن صيام رمضان قد فرض بعد، وكانت هذه هى سرية حمزة بن عبد المطلب عم رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكانت السرية فى مكان يُعرف باسم سيف البحر، إذن أول مرة يرفع المسلمون سيوفهم للدفاع عن حقوقهم وأنفسهم كانت فى رمضان.
ولم يحدث قتال في هذه المرة فقد حجز بينهم أحد حلفاء الفريقين، كان اسمه مجدى بن عمرو الجهنى، وتمر الأيام ويأتى شهر رمضان فى السنة الثانية من الهجرة، ويحدث فى هذا الشهر حدث هائل من أهم الأحداث فى تاريخ الأرض، ليس فى تاريخ المسلمين فقط، ألا وهو غزوة بدر الكبرى فى السابع عشر رمضان فى السنة الثانية من الهجرة وقد انتهت بالنصر الباهر للمسلمين، وهى أول صدام حقيقى بين المسلمين وبين مشركى قريش، وكانت قريش تحمل لواء الكفر فى الجزيرة العربية، وكل شيء فى حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم، محسوب فليس فيه أمر صدفة، ليس فيه قولنا من الممكن أن يكون هذا الحدث فى رمضان، ومن الممكن فى غير رمضان، فإن الأمر مقصود، فمقصود أن يكون أول لقاء حقيقى مع المشركين فى بدر، مقصود ومحسوب، والحكم كثيرة جدا، قد نعلم بعضها وقد نجهل بعضها، ولكن في النهاية هذا شيء محسوب.