الدكروري يكتب عن العرض العسكري في غزوة أحد


بقلم/ محمـــد الدكـــروري

ذكرت المصادر التاريخية الإسلامية كما جاء في كتب السيرة النبوية الكثير والكثير عن غزوة أحد، وذكر أنه قبل أن يستقر أمر الخروج أو الإقامة، في شأن هذه الغزوة قد أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم حذره، فأمر بحراسة المدينة، وبات بعض المسلمين في المسجد يحملون السلاح، وفيهم كبراء الأنصار، وعندما استقر الرأي على الخروج، عقد الرسول عليه الصلاة والسلام ثلاثة أَلوية، الأول للأوس، والثاني للخزرج، والثالث للمهاجرين، وركب الرسول صلى الله عليه وسلم فرسه، وتنكب القوس، وأخذ قناة بيده، وخرج في ألف من المسلمين يحيطون به، وعليهم السلام، وانطلق سعد بن معاذ، وسعد بن عبادة يعدوان أمامه بدرعيهما حتى إذا كان بالشيخين.

فنظر رسول الله صلي الله عليه وسلم فرأى كتيبة لا يعرفها فسأل عنها، فقيل حلفاء عبدالله بن أبى بن سلول من يهود، فقال صلي الله عليه وسلم ” لا تستنصروا بأهل الشرك على أهل الشرك” وقد صلى الرسول صلى الله عليه وسلم مع المسلمين المغرب بالشيخين، ثم استعرض المقاتلين، فأجاز مَن رأى فيهم القدرة من الشباب على القتال، ورد مَن استصغر سنه، وقد حدث أثناء العرض أمثلة رائعة من الشباب الحريص على الجهاد والاستشهاد في سبيل الله لنصرة دينه، فقد استصغر الرسول صلى الله عليه وسلم رافع بن خديج، وسمرة ابن جندب وعمرهما خمسة عشر عاما فقام رافع على خفين له فيهما رقاع، وتطاول على أطراف أصابعه، وزكى بعض المسلمين رافعا بأنه رام، فأجازه رسول الله صلي الله عليه وسلم.

فذهب سمرة لربيبه مُرّى بن سنان، وقال يا أبت أجاز رسول الله صلى الله عليه وسلم رافع بن خديج، وردّني وأنا أصرع رافعا، فقال مُرّى بن سنان يا رسول الله، رددت ابني وأجزت رافع بن خديج، وابني يصرعه، فقال النبي عليه الصلاة والسلام لرافع وسمرة تصارعا، فصرع سمرة رافعا، فأجازه رسول الله صلى الله عليه وسلم فشهد أحدا مع المسلمين، فقضى المسلمون الليل بالشيخين، وكلف الرسول صلى الله عليه وسلم خمسين رجلا عليهم محمد بن مسلمة بحراسة المعسكر والطواف حوله.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.