الدكروري يكتب عن الصديق يفتح مدينة عمواس


بقلم / محمـــد الدكـــروري

لقد ذكرت المصادر التاريخية والإسلامية وكتب السيرة النبوية أنه قد فتحت بلدة عمواس في خلافة أبي بكر الصديق، على يد عمرو بن العاص فى السنة الثالثة عشر من الهجرة تقريبا ويذكر أن المسلمين اتخذوا قرية عمواس كمقدمة للجيوش التي حاصرت بيت المقدس، وظلت موضعا للمسلمين حتى بناء عبد الملك بن مروان لمدينة الرملة، وخلال الفتح الإسلامي للشام، توجَّه عمرو بن العاص فى خلافة أبي بكر الصديق، وفتح العديد من البلدان في الشام منها بلدة عمواس، وبعد تولى عمر بن الخطاب الخلافة بعث أبا عبيدة بن الجراح لفتح بيت المقدس، وتسلم أبو عبيدة فور وصوله قيادة القوات الإسلامية، وارتفعت معنويات الجند، وسقطت المدن المحيطة ببيت المقدس.

وانسحب الأرطبون مستخفيا في قوَّة من الجند إلى مصر وتسلم بطريرك المدينة العجوز صفرونيوس مقاليد الأمور، فعرض عليه أبو عبيدة الإسلام أو الجزية أو الحرب، فاختار البطريرك استسلام المدينة على أن يسلمها لعمر شخصيا، وأتى عمر إلى بيت المقدس وأعطى أهلها الأمان على أنفسهم وأموالهم وبيوتهم وكنائسهم وأديرتهم وجميع دور عبادتهم وهو ما يعرف بالعهدة العمرية، وقد سار يزيد بن أبي سفيان بصحبة أخيه معاوية إلى قيسارية بناء على أمر أمير المؤمنين عمر بن الخطاب، فضربا الحصار عليها، وأثناء ذلك أصيب يزيد بالطاعون، فاستخلف عليها معاوية وعاد هو إلى دمشق، وكان عمر بن الخطاب حينئذ ببلدة تسمى سرغ، وكان يهم بدخول الشام وقتها، فلقيه أمراء الأجناد أبو عبيدة بن الجراح وأصحابه.

فأخبروه أن الوباء قد وقع بأرض الشام، فقال عمر ادع لي المهاجرين الأولين، فدعاهم فاستشارهم، وأخبرهم أن الوباء قد وقع فى الشام، فاختلفوا فقال بعضهم قد خرجت لأمر ولا نرجع أن ترجع عنه، وقال بعضهم معك بقية الناس وأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا نرى أن تقدمهم على هذا الوباء، فقال ارتفعوا عني، ثم قال ادعوا لي الأنصار، فدعوتهم فاستشارهم فسلكوا سبيل المهاجرين واختلفوا كاختلافهم، فقال ارتفعوا عنى، ثم قال ادعوا لى من كان ها هنا من مشيخة قريش من مهاجرة الفتح، فدعوهم فلم يختلف منهم عليه رجلان، فقالوا نرى أن ترجع بالناس ولا تقدمهم على هذا الوباء، فنادى عمر فى الناس إني مصبّح على ظهر فأصبحوا عليه، قال أبو عبيدة بن الجراح أفرارا من قدر الله؟

فقال عمر لو غيرُك قالها يا أبا عبيدة، نعم، نفر من قدر الله إلى قدر الله، أرأيت لو كان لك إبل هبطت واديا له عدوتان إحداهما خصبة والأخرى جدبة، أليس إن رعيت الخصبة رعيتها بقدر الله، وإن رعيت الجدبة رعيتها بقدر الله؟ قال فجاء عبد الرحمن بن عوف، وكان متغيِّبا في بعض حاجته، فقال إن عندى في هذا علما، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ” إذا سمعتم به بأرض فلا تقدموا عليه، وإذا وقع بأرض وأنتم بها فلا تخرجوا فرارا منه” فحمد عمر الله، ثم انصرف.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.