بقلم/ محمـــد الدكـــروري
وفي رواية “فجئت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقلت له هذه كدية قد عرضت في الخندق؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم في رواية “رشوها بالماء فرشوها “رواه أحمد، ثم قال ” أنا نازل ثم قام وبطنه معصوب بحجر من الجوع” رواه البخاري، وقد أصابهم جهد شديد حتى ربط النبي صلى الله عليه وسلم، حجرا من الجوع، وفى فوائد ربط الحجر على البطن عند الجوع، فإنهم كانوا يأتون بحجارة رقاق، صفايح على قدر البطن، تشد على الأمعاء، وكانت فائدتها ثلاثة أشياء، وهى أن الإنسان مع الجوع ينحني ظهره، فإذا شدوا عليها الحجارة اعتدل الظهر، وأن الحجارة هذه تبرد، والجوع له حرارة، فهذه الحجارة ببرودتها تطفئ شيئا من حرارة الجوع، أو تمتص من حرارة الجوع التي في البطن.
فتجعل الإنسان أصبر وأقدر على المقاومة، وأن شدها على البطن والأمعاء يجعل الطعام قليل التحلل، فلا يتحلل منه كما لو أنها لو لم تكن مربوطة، وقد شد النبي صلى الله عليه وسلم وكان بإمكانه أن يكون أعظم ملوك الأرض، وعنده خزائن الأرض، ولكنه شد صلى الله عليه وسلم الحجر على بطنه من الجوع، فقال جابر “ولبثنا ثلاثة أيام لا نذوق ذواقا” ما ذقنا شيئا، لا نطعم شيئا، ولا نقدر عليه، ولما عرضت هذه الحجر، وهم ناس جائعين، وفي برد ويعملون بأيديهم في حفر صخور صلبة، والمطلوب إنجاز المهمة بسرعة قبل أن يأتي كفار قريش والعرب، فقد حفروا فلما وصلوا إلى هذه الصخرة الصلبة التي أعيتهم استدعوا النبي صلى الله عليه وسلم، وهكذا يقول النبي صلى الله عليه وسلم.
” يا ابن مسعود فمن شرح الله صدره للإسلام فهو على نور من ربه فإن النور إذا وقع في القلب انشرح وانفسح” فقيل يا رسول الله فهل لذلك من علامة فقال ” نعم التجافي عن دار الغرور والإنابة إلى دار الخلود والاستعداد للموت قبل نزوله فمن زهد في الدنيا قصر أمله فيها وتركها لأهلها” وقد سُئل رسول الله صلى الله عليه وسلم أي المؤمنين أَكيس؟ ” قال صلى الله عليه وسلم ” أكثرهم ذكرا للموت و أشدهم استعدادا له ” وعن رسول الله صلى الله عليه وسلم ” يا عباد الله أنتم كالمرضى و الله رب العالمين كالطبيب فصلاح المرضى فيما يعلمه الطبيب ويدبره به لا فيما يشتهيه المريض ويقترحه ألا فسلموا لله أمره تكونوا من الفائزين”